Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حروب هليفي في مناخ التمزق الإسرائيلي والانفجار الفلسطيني

كل ذلك في النهاية تقديرات قد تتجاوزها الأحداث أو تسرع فيها

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد هرتسي هليفي يتحدث عن تجهيز الجيش لحرب ضد جبهات "بعيدة وقريبة" (أ ف ب)

لا ضابط يصل إلى رئاسة الأركان في إسرائيل إن لم يكن حاصلاً على شهادات جامعية عالية إلى جانب خبرته العسكرية. رئيس الأركان الجديد الجنرال هليفي المظلي الذي عمل على كل الجبهات، وأدار الاستخبارات العسكرية، يحمل بكالوريوس في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس، والماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الأميركية. وهو، مثل أسلافه الـ22، يبدأ مهامه بالحديث عن "تجهيز الجيش لحرب ضد جبهات بعيدة وقريبة، وتوسيع التجنيد النوعي للجيش وتعزيز جيش الاحتياط"، والتحديات التي يراها كثيرة ومختلفة من حولنا: من مشكلة إيران التي لإسرائيل مسؤولية حاسمة عن الاستعداد لها، إلى حدود الشمال وقطاع غزة والتحديات في "يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية، حيث الشكل الجديد من مقاومة جيل جديد في جبنين ونابلس، لكنه يسجل "تحولات مهمة خلال 70 عاماً من استقلالنا، من دولة محاطة بأعداء إلى دولة تطوق وتحاصر أعداءها بقدراتها المتطورة".

لكن هليفي يوحي بأن لديه نظرة مختلفة إلى الحرب، ولا سيما ضد "حزب الله" في لبنان. ففي حديث مع "نيويورك تايمز"، عام 2013، قال بوضوح، "لا حرب ولا عملية يمكن أن تحل المشكلة مع لبنان". والموضوع الأكثر أهمية في ما تسميه إسرائيل "المعركة بين الحروب"، هو "إنتاج فجوة زمنية كبيرة قدر الإمكان حتى الحرب المقبلة". غير أن "الأقل أهمية في الحروب والعمليات"، كما يقول، هو "مقدار أراضي العدو التي نحتفظ بها. الأهم هو عدد النشطاء الإرهابيين الذين نقضي عليهم والبنية التحتية للمنظمات التي نهاجمها". وما صدمه به رئيس الحكومة السادسة التي يؤلفها منذ عام 1996 بنيامين نتنياهو خلال تعليق النجوم على كتفيه، هو القول، "لا نبحث عن حروب، فالتركيز على إيران وبرنامجها النووي".
وكل ذلك في النهاية تقديرات قد تتجاوزها الأحداث أو تسرع فيها، لكن التحديات في الداخل أمام هليفي أخطر من التحديات في الخارج. نتنياهو الذي جمع في حكومته أشد العناصر الفاشية العنصرية تطرفاً، وسخر الكنيست لإقرار قوانين تجيز توزير محكومين بتهم جنائية خلافاً لقرار المحكمة العليا التي قضت بمنع توزير أربيه درعي، يبدو مستعداً لتمزيق إسرائيل من أجل أن يتخلص من السجن والمحاكمة بتهم الرشوة وإساءة الأمانة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


والرئيس إسحاق هرتسوغ الذي يحاول تجسير الخلافات "يحذر من مغبة أحداث تمزق الأمة". ففي إسرائيل صراع "قبائل" على المال والسلطة. والأرض الداخلية تحت الجيش مهتزة بما يؤثر حتى على استعداداته للحرب. وليس هناك جيش معزول عما يحدث من انقسامات سياسية واجتماعية، فضلاً عن أن الجيش لم يعد "البقرة المقدسة" بالنسبة إلى غالبية الإسرائيليين. فكيف إذا سلم نتنياهو بإعطاء إيتمار بن غفير تلميذ الحاخام المنبوذ كهانا وزعيم "القوة اليهودية"، سلطة كاملة على الشرطة. ومنح بئسلئيل سموتريتش زعيم "اليهودية الدينية" الإشراف على كتائب من الجيش في الضفة الغربية؟ وكيف إذا كبر الخلاف بين أميركا المصرة على "حل الدولتين" ونتنياهو الذي حذف قيام دولة فلسطينية من قاموسه؟ وإلى أي حد تستطيع واشنطن استمرار الضغوط على العرب لتوسيع "اتفاقات أبراهام" مع حكومة إسرائيلية يفكر متطرفوها بترحيل الفلسطينيين من أرض 1948 والاعتداء على المسجد الأقصى؟
المجتمع الإسرائيلي يواجه خطر التمزيق. والشعب الفلسطيني في الداخل يبدأ إرهاصات الانفجار الكبير ضد الاحتلال. وكل خطط هليفي مرشحة للتبدل.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء