Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مديرو شركات يعترفون: نماذج العمل الحالية لن تكون مجدية خلال عقد

نتائج دراسة لشركة "برايس ووترهاوس كوبرز" تشير إلى نظرة تشاؤمية للغاية يرسمها مسؤولون تنفيذيون للاقتصاد العالمي

المملكة المتحدة تعتبر اليوم ثالث أهم دولة للنمو بحسب مديرين تنفيذيين عالميين (رويترز)

يعتقد واحد من كل أربعة مديرين تنفيذيين في المملكة المتحدة أن نموذج العمل الحالي المطبق في شركاتهم سيكون غير مجد وغير قابل للتطبيق في غضون 10 سنوات، وذلك وفقاً لدراسة استقصائية سنوية ضخمة نشرت في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ومع ذلك، فإن نسبة 22 في المئة من المديرين التنفيذيين في بريطانيا ممن يتوقعون أن يجدوا أنفسهم مجبرين على تغيير مسار شركاتهم نتيجة لذلك هي نسبة أقل بكثير من النسبة العالمية البالغة 39 في المئة ممن يرون أن نماذج أعمالهم لن تكون قابلة للتطبيق بحلول عام 2033، وفقاً للدراسة الاستقصائية التي أجرتها شركة المحاسبة العملاقة "برايس ووترهاوس كوبرز" PwC.

وكان مديرون تنفيذيون في بريطانيا متفائلين بالمثل بشأن مستقبل شركاتهم للعام المقبل مقارنة بتوقعاتهم العامة القاتمة للاقتصاد العالمي.

وذكر 21 في المئة فقط أنهم يتوقعون أن يتحسن الاقتصاد خلال الأشهر الـ12 المقبلة، لكن ما يقرب من نصف الذين شملتهم الدراسة الاستقصائية أكدوا أنهم مع ذلك "واثقون جداً أو متيقنون جداً" بشأن الإيرادات المتوقعة لأعمالهم خلال تلك الفترة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تمثل النتائج، التي ذكرتها الدراسة الاستقصائية لـ"برايس ووترهاوس كوبرز" وشملت نحو 4500 مدير تنفيذي في 105 دولة، انخفاضاً هائلاً من 86 في المئة من المديرين التنفيذيين في المملكة المتحدة الذين توقعوا قبل عام أن يتحسن الاقتصاد العالمي.

وكان أولئك الذين يشغلون مناصب عليا في العالم أكثر تشاؤماً في نظرتهم، حيث توقع 73 في المئة أن ينخفض النمو العالمي هذا العام، وهي أكثر التوقعات تشاؤماً منذ أن طرحت "برايس ووترهاوس كوبرز" السؤال للمرة الأولى قبل 12 عاماً.

ويبدو أن الإيمان بمستقبل النمو في المملكة المتحدة يتشاركه مسؤولون تنفيذيون عالميون، إذ اقترب مؤشر "فايننشيال تايمز" (فتسي 100) من أعلى مستوياته على الإطلاق يوم الإثنين. وبحسب "برايس ووترهاوس كوبرز" يرى مديرون تنفيذيون عالميون بريطانيا حالياً على أنها ثالث أهم دولة للنمو، بالتوازي مع ألمانيا وخلف الولايات المتحدة والصين فقط.

لكن ما يصل إلى واحد من كل 10 مديرين تنفيذيين في المملكة المتحدة يعتقدون أن أمامهم ثلاث سنوات فقط لإجراء التغييرات اللازمة لجعل أعمالهم مجدية من الناحية الاقتصادية، لا سيما وأن 40 في المئة أقروا بأن قدرات شركاتهم التقنية تخلفت عن الركب ولم تعد تلبي متطلبات أهدافهم الاستراتيجية.

نتيجة لهذه الظروف المضطربة، رأى ستة من كل 10 مديرين تنفيذيين في المملكة المتحدة إنهم لن يفرضوا أي إجراءات لتسريح الموظفين، بينما تعهد 86 في المئة بعدم خفض رواتب الموظفين.

وأكدت الغالبية العظمى من المديرين التنفيذيين في المملكة المتحدة أنهم يقومون بأتمتة العمليات والأنظمة، وتحسين مهارات القوى العاملة في شركتهم في المجالات ذات الأولوية، ما يعني أن جميع الأشخاص باستثناء أربعة في المئة أشاروا إنهم غير واثقين من مستقبل نمو إيراداتهم في السنوات الثلاث المقبلة.

وأوضح رئيس شركة "بيغ فور" Big Four، كيفن إليس، أن النتائج التي توصلت إليها "برايس ووترهاوس كوبرز" أظهرت أن التغييرات "المهولة" في الأعمال على مدار العقد الحالي، مثل التحول إلى العمل الهجين [من البيت ومن المكتب]، كانت مجرد "غيض من فيض" في ظل "التغييرات الجوهرية" التي سنشهدها في المستقبل.

وحذر من أن التحديات الهائلة التي تواجه الشركات، مثل التضخم المرتفع منذ عقود ونقص المهارات، "قد تكون تحديات جبارة."

وقال إليس، "لقد خضعت الشركات بالفعل لتغيير هائل هذا العقد، بسبب نموذج العمل الهجين والحوسبة السحابية التي تعد من بين التحولات الضخمة". لكن ذلك ليس إلا قمة جبل الجليد، إذ يعتقد عديد من المديرين التنفيذيين أن نماذج أعمالهم الحالية غير مستدامة وهذا يعني مزيداً من التغيير في المستقبل.

وأضاف، "لا يتعلق الأمر بإجراء تعديلات بسيطة بل سيتطلب تغييرات أساسية واستثمارات هائلة في الأشخاص والمهارات والتكنولوجيا. الشركات التي تفكر بشكل إيجابي ستركز على إجراء التغييرات المطلوبة، على رغم التحديات بما في ذلك التضخم ونقص المهارات التي قد تكون عارمة."

وكان تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي قد حذر من أنه على رغم أن أزمة المناخ هي أكبر تحد طويل الأجل للاقتصاد العالمي، إلا إنها إحدى التحديات الذي العالم أقل استعداداً لمواجهتها بسبب المشكلات قصيرة الأجل التي تفاقمها أزمة كلفة المعيشة.

في المقابل، وجدت "برايس ووترهاوس كوبرز" أن أكثر من ربع المديرين التنفيذيين في المملكة المتحدة يخشون تعرضهم بشكل معتدل أو شديد للتهديدات المناخية خلال الأشهر الـ12 المقبلة، لكن أقل من الثلث نفذوا استراتيجيات قابلة للقياس وقائمة على البيانات لتقليل الانبعاثات والتخفيف من مخاطر مناخية.

© The Independent