Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يشيد بـ"الديناميكية الإيجابية" لهجومه وزيلينسكي يدعو الغرب لمنحه مزيدا من الأسلحة

موسكو: إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدي إلا إلى "تكثيف" المعارك

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحملة العسكرية في أوكرانيا تتبع "ديناميكية إيجابية"، بعد الإعلان عن السيطرة على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا، الأمر الذي تواصل كييف نفيه. وقال بوتين في مقابلة مع القناة العامة الروسية بثت، الأحد، "الديناميكية إيجابية وكل شيء يسير وفق خطط وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة".

"فاغنر"

في الأثناء، أشاد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" بفاعلية قواته في أوكرانيا حيث تنشط في غالب الأحيان في منافسة مع قوات الجيش الروسي، وشدد على "استقلالها" وخضوعها لـ"انضباط شرس"، وأوضح بريغوجين في فيديو نشره جهازه الإعلامي الأسباب التي سمحت، على حد قوله، لمقاتليه بالسيطرة على مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا، التي لا تزال كييف تنفي سقوطها. وأكد أن عناصره متمرسون في القتال و"يحققون كل أهدافهم بصورة مستقلة" لأنهم يملكون طائراتهم ومدفعيتهم ومدرعاتهم، وأضاف "الأهم هو نظام القيادة الذي تم تطويره بشكل تام" مؤكداً أن "مجموعة فاغنر تستمع إلى الجميع، بإمكان كل واحد التعبير عن رأيه"، لكن "بعد اتخاذ قرار، يتم تنفيذ كل المهمات، لا يمكن لأحد العودة إلى الخلف. ما يعطينا هذه الإمكانية هو الانضباط الأكثر شراسة"، وفق ما أوضح في الفيديو الذي يظهر فيه مرتدياً بدلة مرقطة وبجانبه رجل عرف عنه على أنه قائد فاغنر في معركة سوليدار.

مدينة دنيبرو

ميدانياً، قال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، إن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي الذي دمر مبنى سكني في مدينة دنيبرو ارتفع إلى 18 قتيلاً في حين واصلت فرق الإنقاذ عملها الدؤوب طوال الليل بحثاً عن ناجين.

وأوضح فالنتين ريزنيشنكو حاكم المنطقة الواقعة في شرق وسط أوكرانيا أن "عملية البحث جارية"، وإنه تم إنقاذ حوالى 38 شخصاً، وفقد حوالى 24 ولا يزال عدد غير معروف من السكان محاصراً تحت كومة هائلة من الأنقاض بعد الهجوم الذي وقع ظهر السبت وتسبب أيضاً في إصابة 64 شخصاً.

البنية التحتية

وحذر مسؤولون من أن الضربات أصابت البنية التحتية الحيوية في العاصمة كييف وأماكن أخرى، ما يؤدى إلى تقييد إمدادات الطاقة في ذروة الشتاء بالنسبة للعاصمة ولأجزاء كبيرة من البلاد خلال الأيام المقبلة.

وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المبنى "سقطت كل طوابقه (الثمانية) نتيجة انفجار صاروخ روسي".

وفي كريفي ريغ في جنوب البلاد، لقي شخص مصرعه وأصيب آخر جراء قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية.

وفي منطقة سومي شمال البلاد، أصيب مدني بشظايا جراء قصف مدفعي من الأراضي الروسية، بحسب الرئاسة الأوكرانية.

وأعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارغا في شمال البلاد، وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو إن "الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أثرت على مولدوفا مرة أخرى".

"أشكر كل من يساعدنا"

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على الأهداف المدنية لا يمكن وقفها إلا إذا قدم شركاء كييف الغربيون الأسلحة اللازمة. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور عقب سلسلة من الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية، "ما المطلوب من أجل ذلك؟ تلك الأسلحة الموجودة في مخازن شركائنا، والتي ينتظرها جنودنا بشدة".

وتابع، "العالم بأسره يعرف ما الذي يمكن أن يوقف هؤلاء الذين يزرعون الموت وكيف. أشكر كل من يساعدنا". وأكد زيلينسكي أن قوات بلاده أسقطت أكثر من 20 من إجمالي 30 صاروخاً أطلقتها روسيا، السبت، مشدداً على أن "الإرهاب" الروسي لا يمكن وقفه إلا في ساحة المعركة.

أيام صعبة

من جانبه، قال وزير الطاقة الأوكراني هيرمان غالوشينكو إن الأيام المقبلة ستكون "صعبة" على صعيد الطاقة بعد الهجوم الصاروخي المكثف الذي شنته روسيا على البنية التحتية الحيوية في عدة مناطق. وكتب على "فيسبوك"، "بسبب القصف في غالبية المناطق تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ. الأيام المقبلة ستكون صعبة". وقال غالوشينكو إن البنية التحتية للطاقة في ست مناطق أوكرانية تضررت بعد الهجمات. وقالت "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا، إن اثنتين من محطات الطاقة الحرارية التابعة لها تضررتا في ضربات السبت، وإن إحداهما توقفت عن إنتاج الكهرباء.

وقال مسؤولون حكوميون في وقت سابق إن نحو 40 في المئة من منظومة الطاقة الأوكرانية تضررت بسبب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدى ثلاثة أشهر على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني إنه جرى تسليم أكثر من 300 ألف مولد كهربائي في ديسمبر (كانون الأول) إلى بلاده، حيث يكافح الناس من أجل البقاء على قيد الحياة في أشهر الشتاء الباردة. 

انقطاع واسع للكهرباء

وكانت أوكرانيا قد اضطرت إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق، السبت، إثر ضربات روسية في وقت أعلنت لندن عزمها منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاج إليها بشدة.

وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسة في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا بحسب مسؤولين أوكرانيين.

لندن تعد كييف بدبابات ثقيلة

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ساعة مبكرة، اليوم الأحد، إن بريطانيا سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسة إلى جانب دعم مدفعي إضافي إلى أوكرانيا، في تجاهل للانتقادات الموجهة من السفارة الروسية لدى لندن.

وذكر المكتب في بيان أن مجموعة من 14 دبابة "تشالنجر 2" ستذهب إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يتبعها نحو 30 من المدافع ذاتية الدفع طراز "أي أس 90" يديرها خمسة من المدفعيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وستبدأ المملكة المتحدة أيضاً في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الدبابات والمدافع في الأيام المقبلة. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء في بيان، "مع اقتراب شعب أوكرانيا من عامه الثاني الذي يعيشه تحت قصف روسي لا هوادة فيه، يكرس رئيس الوزراء جهوده لضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب".

وأضاف، "قام مع أقرب مستشاريه العسكريين بتحليل الصورة العسكرية وبحث التأثير الاستراتيجي للدعم البريطاني وحدد نافذة يعتقد أنه يمكن للمملكة المتحدة وحلفائها من خلالها أن تحقق أقصى تأثير".

ويأتي ذلك بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني، السبت، حدد خلالها سوناك "طموح المملكة المتحدة لتكثيف الدعم لأوكرانيا بما يشمل توفير دبابات (تشالنجر 2)  وأنظمة مدفعية إضافية".

وقال مكتب سوناك في وقت سابق إن بريطانيا ستنسق دعمها مع الحلفاء بعد أن أشارت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أنها ستوفر مركبات مدرعة لأوكرانيا. وقال المكتب أيضاً إن وزير الدفاع سيطلع البرلمان البريطاني على تفاصيل الدعم الأمني، الإثنين.

من جهتها، قالت السفارة الروسية لدى لندن إن قرار إرسال الدبابات سيؤدي إلى إطالة أمد المواجهة وسقوط مزيد من الضحايا بما يشمل المدنيين، وهو دليل على "ضلوع لندن الذي يزداد وضوحاً في الصراع".

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدي إلا إلى "تكثيف" المعارك.

القتال في سوليدار

في الجبهة أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، السبت، أن مدينة سوليدار، حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال "تحت سيطرة" أوكرانيا.

وقال كيريلينكو، "سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية. قواتنا تسيطر عليها"، مشيراً إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من "أكثر النقاط سخونة" على الجبهة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، في بيان أن "تحرير" مدينة سوليدار "استكمل (...) في 12 يناير (كانون الثاني) مساءً".

بعد ذلك حيا الجيش الروسي "الأعمال الشجاعة" لمقاتلي مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة التي نفذ مقاتلوها "الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار"، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في غالب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.

ولا يزال القتال في سوليدار وما حولها مستعراً منذ عدة أشهر، لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة. وسيكون الاستيلاء عليها من قبل قوات موسكو انتصاراً ملحوظاً لروسيا بعد سلسلة الانتكاسات على الأرض التي عرفتها قواتها في الأشهر الأخيرة.

روسيا "تلغي" جولة لتبادل الأسرى

من جانب آخر، قالت الهيئة الأوكرانية التي تتعامل مع ملف الأسرى إن روسيا ألغت في اللحظة الأخيرة، السبت، عملية تبادل مقررة لأسرى الحرب.

وقال مركز التنسيق لمعاملة أسرى الحرب على "تيليغرام"، "كان من المقرر إجراء جولة أخرى، اليوم، من عملية تبادل الأسرى مع الجانب الروسي، ولكن ألغيت في اللحظة الأخيرة بمبادرة من الجانب الروسي".

ولم يرد مكتب المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا على الفور على طلب للتعليق، بحسب "رويترز".

وأجرت روسيا وأوكرانيا عديداً من عمليات تبادل الأسرى، كان آخرها في 8 يناير (كانون الثاني)، وشملت مئات الأسرى من الجانبين خلال الحرب التي دخلت الآن شهرها الحادي عشر.

وقالت موسكالكوفا، السبت، على "تيليغرام" إن الجنود الروس أبلغوا عن حالات ابتزاز أثناء وجودهم في الأسر لدى أوكرانيا. ولم يصدر أي رد فوري من أوكرانيا على هذه المزاعم.

المزيد من دوليات