Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جراحة روبوتية تنقذ حياة امرأة مصابة بالسرطان

جرى تشخيص ديبورا سبيرز من غلاسكو في عام 2021 بأنها مصابة بسرطان الأمعاء في مرحلته الثالثة، لكن آخر تشخيص أجري لها أظهر أنها سليمة بالكامل

تمنح الروبوتات الجراحين نطاق حركة أكبر من الجراحة التقليدية (رويترز)

أفادت امرأة بأنها تؤمن بأن جراحة أجريت لها بواسطة روبوت، أسهمت في إنقاذ حياتها، وذلك بعد أن تم تشخيص إصابتها بالسرطان.

ديبورا سبيرز، البالغة من العمر 46 سنة، من منطقة تولكروس في غلاسكو في اسكتلندا، اختارت هذا الإجراء "المبتكر" بدلاً من الجراحة التقليدية، بعد أن قيل لها في شهر مارس (آذار) عام 2021 إنها مصابة بسرطان الأمعاء وهو في مرحلته الثالثة (ما قبل الأخيرة التي يتوسع فيها انتشاره).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويمكن القول إنه بعد خضوعها للجراحة الروبوتية - إضافة إلى تلقيها علاجاً كيماوياً - باتت الآن سليمة من أي خلايا سرطانية.

ووصفت اجتيازها ما مرت به بأنه كان "وقتاً مؤلماً وصعباً للغاية بالنسبة إليها وإلى عائلتها"، وتعتقد أن "الجراحة الروبوتية أنقذت حياتها".

وكانت السيدة سبيرز قد اختارت إجراء هذا النوع من الجراحة، بعد أن شرح لها البروفيسور كامبل روكسبورغ وهو جراح في "مستشفى غلاسكو الملكي" Glasgow Royal Infirmary، الطريقة الكاملة التي تجرى من خلالها العملية، علماً بأنها قالت إنها "لم تسمع أبداً عن هذا النوع من الإجراءات" من قبل، مشيرة إلى أن "الجراحة هي في حد ذاتها كلمة مخيفة، ولم أفكر إطلاقاً في أي شيء يتعلق بروبوت يقوم الجراح بتوجيهه".

تجدر الإشارة إلى أنه جرى تدريب أكثر من 60 طبيباً في مختلف مرافق "الخدمات الصحية الوطنية في اسكتلندا" (أن أتش أس سكوتلاند) NHS Scotland على استخدام الجراحة بالروبوت، مع وضع 15 جهازاً في تصرفهم.

هذه التقنية التي يستخدمها الآن "مستشفى غرايتر غلاسكو أند كلايد" "التابع لهيئة "أن أتش أس" NHS Greater Glasgow and Clyde  تتوافر في "مستشفى غلاسكو الملكي" التابع له، وفي "مستشفى جامعة الملكة إليزابيث" Queen Elizabeth University Hospital في المدينة، حيث يمكن إجراء جراحات القولون والمستقيم والمسالك البولية وأمراض النساء بهذه التقنية، إضافة إلى جراحة الرأس والرقبة.

تشتمل "أنظمة دافنشي الروبوتية" Da Vinci Robotic Systems المستخدمة في الجراحات الروبوتية، على أربع أذرع مزودة بكاميرات إضافة إلى أدوات جراحية، ويقوم الجراح بتشغيلها من وحدة تحكم في غرفة العمليات.

"التكنولوجيا مذهلة. لقد تمكنت من النهوض والتجول بعد أيام قليلة من العملية"

ديبورا سبيرز

 

وتتيح هذه الروبوتات للجراحين مجالاً أكبر من الحركة، مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية، وتمنحهم الدقة التي تساعد في تحقيق أوقات تعاف أسرع للمرضى، مع فترات إقامة أقصر لهم في المستشفى.

وأشار "مستشفى غرايتر غلاسكو أند كلايد" إلى أن الجراحة الروبوتية التي تسرع مرحلة التعافي ستمكن من علاج المزيد من المرضى بسرعة أكبر، وبنتائج أفضل".

وتقول السيدة سبيرز في وصف تجربتها: "عندما يتم إبلاغك بأنك مصاب بالسرطان، فإن الأمر يستغرق بعض الوقت كي يترسخ في ذهنك وتستوعبه حقاً لأنك لا تعتقد أبداً أنه سيحدث لك".

بعد أن تم شرح الإجراء لها بالتفصيل، وافقت على المضي قدماً في الجراحة الروبوتية، وعلقت بالقول إن "التكنولوجيا مذهلة. لقد تمكنت من النهوض والتجول بعد أيام قليلة من العملية".

وتضيف: "ما إن غادرت المستشفى ووصلت إلى المنزل، حتى أردت استخدام المكنسة الكهربائية لتنظيف الأرض، لكن ابنتي حرصت على أن أخلد إلى الراحة، هذا دليل واضح كم أن هذه الجراحة مهمة في تسريع مرحلة التعافي".

البروفيسور كامبل روكسبورغ اعتبر من جانبه أن "الجراحة بواسطة الروبوت سبق أن حققت تحسينات هائلة على مستوى رعاية المرضى وفي ما يتعلق بأوقات التعافي". وحرص على تأكيد أن الجراح "لا تزال لديه سيطرة مطلقة على كل ما يجري"، مشيراً إلى أن الطبيب يستخدم وحدة سيطرة تتحكم بمختلف أدوات الجراحة.

هذا الإجراء سيمكننا من علاج مزيد من المرضى بسرعة أكبر، وبنتائج أفضل

نيل ماكالوم مدير القطاع الشمالي لـ"مستشفى غرايتر غلاسكو أند كلايد"

 

وأضاف الجراح أنه من خلال الجراحة الروبوتية "شهدنا انخفاضاً بنسبة النصف في طول المدة التي يطلب فيها من المرضى البقاء في المستشفى، مقارنة بجراحة التنظير التقليدية، لأن الأولى تعتبر أقل توغلاً.

إضافة إلى ذلك، تساعد الجراحة باستخدام الروبوت في تقليل المضاعفات، والتقييمات لصور الأشعة، وعمليات نقل الدم، والحد من معدلات إعادة إدخال المرضى إلى المستشفى، ونشوء الالتهابات. وليست ديبورا سوى مثال واحد على عدد من الجراحات الناجحة باستخدام هذا النوع من المعدات".

نيل ماكالوم مدير القطاع الشمالي لـ"مستشفى غرايتر غلاسكو أند كلايد" أفاد من جانبه بأن "هذه التكنولوجيا المبتكرة تتيح لنا تقليل الوقت الذي يجب أن يبقى فيه المريض في المستشفى بعد الجراحة".

ولفت إلى أنه "في الوقت الذي نواجه فيه ضغوطاً متزايدة، من الرائع أن يسلط الضوء على العمل الاستثنائي الذي تقوم به فرقنا. ولا شك في أن هذا الإجراء سيمكننا من علاج مزيد من المرضى بسرعة أكبر، وبنتائج أفضل. وأود في هذا الإطار أن أشكر فرقنا التي تعمل باستمرار لتقديم أفضل علاج ورعاية ممكنة لمرضانا".

أما ديفيد مارانت المدير الإقليمي لشركة "إنتويتيف" Intuitive، مصنع "أنظمة دافينشي الجراحية"، فأشاد بـ"التزام" الأطباء هناك "توسيع جراحاتهم من خلال الاستعانة بالروبوت، ما يمكن المزيد من المرضى من الحصول على إجراءات طبية طفيفة التوغل، من خلال استخدام تقنيتنا".

وخلص إلى القول: "ينصب تركيزنا المستمر على تقديم التدريب التكنولوجي لمزيد من الجراحين والمتدربين وفرق الرعاية في مختلف أنحاء اسكتلندا، أثناء تطويرهم "برامج دافنشي الروبوتية"، وذلك بهدف زيادة خفض معدلات الجراحات المفتوحة، لتحسين الحال الصحية للمرضى، وتقليل الكلفة الإجمالية للرعاية".

المزيد من علوم