Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إرث أحمد خالد توفيق... نار مصرية جديدة تحت الرماد

صنع توليفة غير مسبوقة يسميها محبوه "عبقرية" وينعتها منتقدوه بالمسروقة أو المعربة

خلط أحمد خالد توفيق الخيال العلمي بالفانتازيا بالرعب بالإثارة بالرسائل شبه الفلسفية مع مسحة دينية يصعب تحديدها (مواقع التواصل)

على الرغم من أن البعض يصر على أن طرح اسم الراحل أحمد خالد توفيق مجدداً ليتصدر الاهتمام ويتقلد الريادة في مجال التراشقات النقدية والسجالات الفكرية يندرج تحت بند "بص العصفورة" بهدف الإلهاء أو ضمن المؤامرة الكونية للنيل من البلاد وإلحاق الضرر بالعباد، فإن الحكاية أكثر إثارة وأعمق دلالة.

دلالات طرح أعمال الطبيب والكاتب المصري أحمد خالد توفيق الذي رحل فجأة عن دنيانا في عام 2018 عن عمر ناهز الـ55 سنة، كثيرة لكن تتطلب بحثاً وتنقيباً غالباً لا تتوفر لهما الرغبة لدى محبيه أو الإرادة لدى منتقديه.

بين المحبة والانتقاد

بين المحبة والانتقاد كثير، فمحبو الراحل ليسوا وحدة واحدة، وإن كان يجمع بين أغلبهم شغف بالرجل وولع بكتاباته وهيام بأثره، أما منتقدوه فيخلطون حابل مستواه الأدبي بنابل انتماءاته الفكرية وأهوائه الأيديولوجية، والمحصلة النهائية تبقى توافر مكونات القنبلة النووية التي تجيد الانفجار عبر الأثير كلما احتدم النقاش واختلفت التوجهات.

توجهات الطبيب والكاتب لم تكن معلنة يوماً، لم تكن هناك حاجة إلى إعلانها أو البحث عنها أو التنقيب في ما بين السطور أو الاستدلال بناء على صفات وسمات وانتماءات قاعدته الجماهيرية العريضة، فالراحل انزوى قليلاً عن الأنظار في عز زمن الاستقطاب الذي هب على المصريين على مدار العقد الماضي، وتحديداً منذ أحداث يناير (كانون الثاني) 2011.

توفيق الحاصل على درجة الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997 ظل يزاول عمله الطبي والأكاديمي بجامعة طنطا جنباً إلى جنب مع هوايته في الكتابة التي تألق فيها أوائل التسعينيات، تألقه لم يكن عادياً فقد نجح في ما أخفقت فيه جهات وهيئات وأجهزة ووزارات، جذب لكتبه قاعدة شبابية كانت إما عازفة عن القراءة تماماً أو تقرأ ولكن أقل القليل.

خليط فريد

خلط توفيق الخيال العلمي بالفانتازيا بالرعب بالإثارة بالتشويق بالرسائل شبه الفلسفية شبه الأدبية مع مسح دينية إيمانية خافتة يصعب تحديدها، لكن يسهل قياس أثرها، فخرجت توليفة غير مسبوقة يسميها محبوه "عبقرية" وينعتها منتقدوه بالـ"مسروقة" أو "المهجنة" أو "المعربة" أو "المستنسخة بتصرف".

التصرف مع منتقدي أحمد خالد توفيق من قبل "ألتراس" الراحل أمر مثير ومدهش، طيلة حياته الأدبية التي ظهرت بشكل واضح في التسعينيات وحتى وفاته عام 2018، لم يتسبب الرجل في هذا الكم الذي يثار هذه الآونة من الصراع العنيف الذي يبدو فكرياً أدبياً لكنه في حقيقة الأمر أيديولوجي استقطابي بحت.

بعد البحث والتقصي يتضح أن الصراع يتفجر بين الوقت والآخر بسبب رأي قاله أحدهم ينتقد فيه عملاً من أعمال الرجل أو رأياً أدلى به أو موقفاً اتخذه، هنا تستنفر قرون استشعار قاعدته العريضة التي تتعامل معه باعتباره "أيقونة" غير قابلة للمساس ولو بالانتقاد ورمزاً يرفع شعار "ممنوع الاقتراب" إلا بوضع باقة زهور على "الضريح" أو بذكر مناقبه وسرد عبقريته أو مجرد التحدث عنه مع وضع كلمة "عراب" في جملة مفيدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قاعدة توفيق الجماهيرية أغلبها تتراوح أعمارهم بين الأربعينيات ومنتصف العشرينيات، من في الأربعينيات هم من صنعوا شعبيته مع صدور أول رواية له "أسطورة مصاص الدماء" وكانوا وقتها مراهقين أو في ريعان الشباب، وحيث إن التسعينيات مثلت ذروة عزوف الشباب عن القراءة بشكل عام، فقد نجح الراحل في جذب قطاع عريض منهم، ليس فقط صوب كتبه، بل صوب جلساته ولقاءاته "الكاجوال" النقاشية في مقاه وعلى هامش فعاليات.

ولأنه كان يتحدث مع قرائه وهو جالس على مقعد خشبي كتلك المقاعد التي يجلسون عليها، ويحتسي المشروبات التي يحتسونها، ويستمع لما يقولون، ولا يسفه أو يحقر أو يسخر من آرائهم وتعليقاتهم، فقد اعتبروه "عملاقاً" وفي أقوال أخرى ليس عراباً، بل "العراب".

"عراب" مختلف عليه

على الرغم من أن كلمة "عراب" مختلف على معناها بين من يرعى معمودية الطفل المسيحي وكبير العائلة أو مسؤول المصالحة، كما أن كثيرين ممن يستخدمونها غير متأكدين من مغزاها، فإنها تبدو كلمة مهمة تليق بالرجل.

"العراب" يجد نفسه هذه الأيام موضوع معركة حامية زاعقة صاخبة وصل فيها التراشق باتهامات السطحية والضحالة من جهة، والتطاول والتجاوز من جهة أخرى إلى مستويات غير مسبوقة، لدرجة تكاد تغطى على المعركة الأخرى المنصوبة بين ألتراس "إمام الدعاة" (الشيخ الشعراوي) وقاعدة المثقفين والكتاب ومنتقدي "تديين" المجتمع المصري على يده.

شرارة معركة "العراب" هذه المرة من تغريدة كتبها المذيع شريف عامر، قال فيها "سبحان الله، مؤلف وروائي راحل شديد الانتشار والنجاح على الرغم من شعبيته وسط أجيال لاحقة كلما تابعت عملاً مأخوذاً عن مؤلفاته وجدتها شديدة السذاجة ومحاولة تمصير سطحية لنوع بسيط من الأدب والدراما الأميركية، صحيح لولا اختلاف الأذواق".

وما هي إلا دقائق معدودة حتى استيقظت الجموع واستنفرت الجيوش لتدفع عن "العراب"، رغم عدم ذكر اسمه في التغريدة، ما قد يلحق به من شبهة انتقاد أو ملمح أو حتى نية نقد سلبي.

النيل من "العملاق"

حتى اللحظة، تتواتر آلاف التغريدات على رأس تغريدة عامر لتمطرها غضباً ورفضاً وتهديداً ووعيداً، ناهيك بوصم كاتبها بتوليفة من النعوت والشتائم تبدأ بالجهل وتمر بكونه قزماً وظفه أحدهم للنيل من "العملاق" وتنتهي بـ"ماذا تتوقع من شخص باع مهنيته للنظام (المصري) ولا يجد حرجاً من التطبيل (النفاق) للرئيس المصري (السيسي)؟".

رد عامر الأول على سيل الهجوم الرهيب من "ألتراس العراب" جاء مقتضباً، لكن مشخصاً لـ"المرض"، حيث غرد "ما المشكلة إن حضرتك (أنت) وحضرتي (أنا) نقرأ الكتاب نفسه، أو نشاهد الفيلم نفسه، فيخرج كل منا له رأي وانطباع مختلف، عادي على فكرة".

 

لكن ما هو عادي نظرياً يتحول إلى داهم ومستغرب وعجيب بل و"ما وراء الطبيعة" في مجتمع جرى حقنه بفكرة أن الاختلاف في الرأي لا يكتفي بإفساد كل قضية للود، بل يفسد الحياة ويعكر صفوها ويهددها بالفناء لو لم يتطابق الجميع في أذواق الملبس والمأكل والفكرة والمعتقد والكاتب المفضل والكتاب الأفضل.

كتب الراحل أحمد خالد توفيق تباع في كل ما تبقى في مصر من مكتبات، لكنها أكثر رواجاً وانتشاراً لدى محلات بيع "مستلزمات الدين والتدين"، هذه المحلات الصغيرة التي انتشرت في الشوارع على مدار نصف قرن مضى متخصصة في بيع سجاجيد الصلاة وإسدالاتها والسبح والبخور والمصاحف وكتب التفسير وغيرها من الكتب الدينية وشبه الدينية المقدمة نفسها باعتبارها "تنمية بشرية" تعرض كذلك روايات "العراب"، وهو ما يعتبر أمراً لافتاً.

مرفوض مرفوض

اللافت في كل مرة ينشأ فيها جدل أو تذكر سيرة الطبيب والكاتب الراحل منذ وفاته هو أن المعسكرين المتناحرين يهبان عن بكرة أبيهما بقدر أكبر من الاستنفار والتربص، والغريب أنه بين "ألتراس" الراحل من الرافضين تماماً لأي نقد وبالطبع انتقاد له، كثيرون ممن يقدمون أنفسهم في الساحات الأدبية والثقافية والإعلامية باعتبارهم من المستنيرين والمثقفين والنقاد.

وعلى الرغم من أن أبجديات النقد الأدبي والثقافي والفني مناقشة المحتوى وتقييمه سلباً أو إيجاباً، فإن قطاعات عريضة من الألتراس لا تقبل إلا بالنقد الإيجابي، وتعتبر السلبي "هجوماً على شخص توفاه الله وهذا لا يليق" أو "تسديد طعنات لمن رحلوا عن دنيانا وهذا غير مقبول" أو "تطاولاً على قامة عملاقة وقيمة لن يجود بمثلها الزمان وهذا مرفوض مرفوض".

تتراوح أساليب البعض من "ألترس العراب" في التعبير عن الرفض، وذلك بين شتائم قاسية وانتقادات عاتية وصم آذان بالكتابة والـ"إيموجي" دلالة على أن كل كلمة تنتقد "العملاق" هي والعدم سواء.

في الوقت نفسه فإن منتقدي الراحل، سواء من وجهة نظر أدبية نقدية أو من يؤمنون بأنه كان ذا هوى إسلامي (سياسي)، كثيراً ما يبالغون في النقد والانتقاد من باب المكايدة للفريق الآخر، ويشطحون في نظريات الهوى الإخواني والانتماء الأدبي المتلون بألوان ونكهات موجة تدين السبعينيات.

"رابط" سريع الاشتعال

الطريف أن بين الفريقين من لم يقرأ كتاباً أو يتابع لقاء أو يشاهد عملاً درامياً من أعمال الراحل، فقط ينضم بغرض نكاية الفريق الآخر، وتجدر الإشارة أن "رابط" موضوعات وتقارير وأخبار عن الراحل أصبح سريع الاشتعال وتحول في حد ذاته إلى "مستمسكات إدانة" وبراهين انتماء وأدلة هوى وميل في المعركة.

قبل أن تنشب المعركة الفرعية الحالية، ووقت وفاة توفيق المفاجئ في أبريل (نيسان) عام 2018 تفجرت المعركة الأم التي كشفت مزيداً عن سمات واضحة في انتماءات نسبة كبيرة من قاعدته الجماهيرية، وكذلك مواقف معادية له من هذا المنطلق.

 

وقتها أشار الكاتب أحمد الخميسي إلى "الهرجلة" (الفوضى) السياسية التي تحيط بالرجل. وقال "على المستوى السياسي حدث نوع من الهرجلة، إذ صمم الإخوان على وضعه أيقونة في معسكرهم بسبب موقفه من أحداث رابعة (حيث رفض ما جرى من إجراءات فض الاعتصام). وقال البعض إنه ناصري، وأقسم آخرون أنه مستقل، ثم بلغ الأمر إحاطة الراحل بهالة نورانية، لأنه كأنما تنبأ بموعد وفاته، والحقيقة أنه كان يخضع لعملية في القلب كل عدة سنوات، وطبيعي أنه كان يخشى أن يموت خلالها، وهو ما حدث أثناء العملية الأخيرة، فتحول الأمر إلى قدرة على قراءة الغيب".

ثم عرج الخميسي إلى النطاق الأدبي للراحل، فقال "هاجمه البعض بشدة، ونفى أن يكون أحمد خالد توفيق أديباً أصلاً، وللحق فقد حاولت قراءة روايته (يوتوبيا) ولم أستطع إتمام القراءة، لكن ذوقي واستقبالي للعالم ليس معياراً".

معيار الشعبية

معيار شعبية توفيق بين قاعدته الشبابية وتلك التي انطلقت نحو العقدين الثالث والرابع من عمرها دائماً تجد "يوتوبيا" في القلب منها، المثير أن أحداث الرواية التي صدرت في عام 2008 تدور حول مصر في عام 2023، والمتوقع تماماً هو خضوع الرواية منذ عام 2014 للشد والجذب بين ألتراس الراحل ومنتقديه ومعهم المؤمنون بهالة ما من التعاطف لديه مع جماعة الإخوان المسلمين.

أحداث الرواية تدق على وتر الفروق الرهيبة بين طبقتين في مصر، الأولى بالغة الثراء والثانية بالغة الفقر، ويتخيل توفيق الأولى تعيش خلف أسوار تحميها قوات من الـ"مارينز" والثانية تعيش في عشوائيات وفقر مدقع ويقتلون بعضهم البعض بسبب الجوع.

 

والفقرة المتداولة هذه الآونة والمتسببة في حرب حامية الوطيس بين الفريقين سياسياً و"إخوانياً" هي "يبدو أن أرجل الدجاج رائجة كذلك الرؤوس والأجنحة، لكن أين الدجاج نفسه؟ حتى دجاجهم تحول في ما يبدو إلى عظام يكسوها الجلد فقط، لا عضلات ولا أحشاء، أكوام من الثياب المتسخة المستعملة تباع بـ100 جنيه للقطعة، هناك من يقول إن الجنيه كان أعلى سعراً من الدولار يوماً ما، لا أصدق هذا وقد صار الدولار يساوي 30 جنيهاً".

وتر أرجل الفراخ

الدق على وتري "أرجل الفراخ" التي دعا المعهد القومي للتغذية المصريين لتناولها قبل أيام في خضم جنون الأسعار، والدولار الذي كسر حاجز الـ27 جنيهاً على أشده، وكان الدق قد تفجر في معركة فرعية أخرى يوم سقوط الجنيه المدوي على وقع قرض صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، ووجد الراحل نفسه عنصراً يستخدمه الغاضبون والمعارضون ومعهم المتألمون جراء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وهو ما استنفر الفريق المضاد للدفاع عن الحكومة المصرية تارة والدق على رؤوس المعارضة ومتعاطفي الإخوان تارة أخرى.

قال الخميسي في مقاله في عام 2018 عقب وفاة توفيق: "إذا نحينا الاعتبارات السياسية التي تجاذبت صورته والاعتبارات العاطفية العارضة، سيبقى الاعتبار الرئيس بالنسبة إلى الأدب وهو السؤال حول قيمة ما تركه الكاتب لقرائه؟".

وأضاف أن المطلوب هو تفسير ظاهرة إقبال الشباب على كتابات توفيق والدفاع بحرقة شديدة عنه، "هنا تبرز أسئلة عدة: لماذا وجد كثير من الشباب أنفسهم في (مصاص الدماء) التي بدأ بها توفيق حياته الأدبية عام 1993، وفي (يوتوبيا) وغيرهما، هل أننا لا نفهم الشباب، ما طبيعة الفجوة التي قامت بيننا وبينهم بحيث لم نعد قادرين على العثور على لغة مشتركة معهم، ما الذي فعله الدكتور أحمد خالد توفيق بحيث يستحوذ على عواطف الشباب ولم يفعله الأدباء الآخرون؟ أقول على سبيل المثال إن الأدباء يقومون بإدانة المخدرات، لكن أحمد توفيق يوضح من وجهة نظر الشباب سر استخدامهم المخدرات، إنها ملاذ ومغامرة ونهاية وبداية، إنه يوضح العالم من وجهة نظر الشباب، أياً كانت وجهة نظرهم، ولا يوضحه من وجهة نظره هو، إنه ينطق بلسانهم ويعرضهم ولا يتعرض لهم".

سكة التقديس

الكاتب والباحث محمد فتحي تعرض هو الآخر للكاتب الراحل والحرب الدائرة، حيث كتب على صفحته بـ"فيسبوك" إنه متابع بقلق حقيقي للمعركة حول الدكتور أحمد خالد توفيق "أستاذي وصديقي وحبيبي".

وقال فتحي، إن هناك تحفزاً شديداً عند "ألتراس" نشأ للرجل بعد وفاته، وتعليله لذلك هو أنه "في الغالب رد فعل على تعال كبير عند اتحاد ملاك الثقافة المصرية إن جاز التعبير، لكن تجاوز الأمر لمرحلة السباب والشتيمة".

وأسهب فتحي في التأكيد أن الراحل كان ليسعد بالنقد الموضوعي أكثر من "ألتراس" المدافع عنه، الذي وصفهم بـ"المتجه لسكة التقديس"، وانتقد التجاوز من قبل الفريقين المتناحرين، وهو مما أدى إلى تعليقات فيها قدر كبير من التناحر من باب "شر البلية ما يضحك".

وفي سياق النوع نفسه من الضحك، وصف المذيع والصحافي محمد الباز قراء توفيق بـ"الهجامين الذين ينهشون أي شخص ينتقده". وأشار إلى أن مقولة أن أحمد خالد توفيق علم الشباب أن يقرأ، لكنه "ماعرفش يربي قراءه" (أخفق في تربيتهم)، وذلك في إشارة إلى تطاول البعض منهم في شتم وسب منتقدي أيقونتهم.

الطريف واللافت أن الفريقين في حربهما الشعواء الحالية كثيراً ما يضعان الشعراوي وتوفيق في سلة واحدة، لكن سلة هؤلاء تميل إلى التقديس وسلة أولئك تنحاز إلى الاعتراض والانتقاد والمطالبة بنزع لافتة "ممنوع الاقتراب أو اللمس" من عليهما.

المزيد من تحقيقات ومطولات