أعلنت وزارة النقل السورية عودة مطار دمشق الدولي للخدمة واستئناف الرحلات الجوية اعتباراً من التاسعة من صباح الإثنين الثاني من يناير (كانون الثاني)، وأوضحت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن "كوادرها وبالتعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية قامت بإزالة الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي منذ ساعات الفجر والمباشرة بالإصلاح، ووضع المطار في الخدمة مع استمرار عمليات الإصلاح في المواقع الأخرى المتضررة".
واستهدفت غارات جوية إسرئيلية المنطقة الجنوبية من العاصمة السورية دمشق في ساعة متأخرة من ليل الأحد - الاثنين، بالتوقيت المحلي، مما أدى إلى "خروج مطار دمشق الدولي من الخدمة"، وفق ما ذكرت الأنباء الأولية. وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية قد أفادت في وقت سابق بسماع دوي انفجارات في العاصمة.
رشقات من الصواريخ
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إنه "نحو الساعة 2:00 من فجر هذا اليوم (23:00 بتوقيت غرينيتش)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ مستهدفاً مطار دمشق الدولي ومحيطه، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم جنديان سوريان، فيما لم يكن ممكناً تحديد هوية أو جنسية العنصرين الآخرين". كما سجل "وقوع بعض الخسائر المادية وخروج مطار دمشق الدولي من الخدمة".
وذكرت "سانا" أن المصدر ذاته روى أن "دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسـرائيلي بمحيط دمشق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"حزب الله"
من جهة أخرى، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تغريدة أن "الدفاعات الجوية حاولت إسقاط الصواريخ الإسرائيلية التي وصلت إلى أهدافها مع سماع دوي عدة انفجارات بمحيط دمشق". وأضاف المرصد أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لـ"حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني في محيط وجنوب العاصمة دمشق. وقال إنه "دوت انفجارات عنيفة بعد منتصف ليل الأحد - الإثنين في مناطق متفرقة من العاصمة دمشق ومحيطها ناجمة عن استهداف إسرائيلي جديد للأراضي السوري هو الأول خلال العام الجديد 2023".
وهذا هو أول هجوم إسرائيلي منذ تولي الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو مهامها.
ضربات صاروخية
وأحصى المرصد السوري خلال عام 2022، "32 مرة استهدفت خلالها إسرائيل الأراضي السورية، سواء عبر ضربات صاروخية، أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 91 هدفاً بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقار ومراكز وآليات".
وقال إن "تلك الضربات تسببت في مقتل 89 من العسكريين، إضافة إلى إصابة 121 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم اثنان من الضباط الإيرانيين من فيلق القدس، و11 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و29 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، و36 من ضباط وعناصر الدفاع الجوي التابع للنظام، و11 من العاملين مع (حزب الله) اللبناني سوريين وغير سوريين، إضافة إلى مقتل رئيس فئة العمال في دائرة الشحن الأرضية بمطار دمشق وإصابة 23 مدنياً بجراح بينهم طفلة وثلاث سيدات في الأقل".
وذكر المرصد أن الاستهدافات توزعت على الشكل التالي: 18 استهدافاً لدمشق وريفها، وخمسة للقنيطرة، وأربعة لحماة، واثنان لطرطوس، واثنان لحلب، واثنان لحمص وواحد للاذقية، وواحد لدير الزور.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
نزاع دام
ويبرر الجيش الإسرائيلي هذه الهجمات باعتبارها ضرورية لمنع عدوته اللدودة إيران من الحصول على موطئ قدم لها عند حدود إسرائيل. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.