Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المنزل البيئي" الحل الأمثل للحد من خسائر الطاقة

ميزاته على المدى الطويل تجعله مشروعاً يستحق الاستثمار

المنزل البيئي يحقق معادلة العزل الجيد والاستفادة المثلى من الضوء الطبيعي واحتياج أقل للطاقة (فري بيك)

تسهم الطاقة المنزلية في ما يقارب 21 في المئة من مجموع غازات الاحتباس الحراري بالولايات المتحدة الأميركية وحدها، كما ينبعث ما يزيد على 40 في المئة من الغازات الدفيئة أثناء عمليات البناء أيضاً، وهذه الطاقة تتولد بسبب التدفئة والإضاءة، وبالتالي فإن تصميم منازل تحقق معادلة العزل الجيد من جهة نظراً إلى كونه العنصر الرئيس لمنع فقدان الطاقة، والاستفادة المثلى من الضوء الطبيعي من جهة أخرى يعد ضرورة اليوم، وفقاً لـ "إدارة معلومات الطاقة الأميركية" التي تعنى بتعزيز السياسات السليمة والفهم العام للطاقة وتفاعلها مع الاقتصاد والبيئة.

المنزل البيئي

تطلق على المنزل البيئي أسماء عدة منها المنزل المستدام والمتجدد والموفر للطاقة والمنخفض الكربون، وكلها تعبر عن بناية تراعي البيئة ويستثمر المناخ المحلي للحد الأقصى مستفيداً من الموقع والعناصر الطبيعية والظروف الجوية، ومصنوع من مواد غير سامة وموفرة للطاقة سواء أثناء بنائه أو استخدامه، مع تطبيق مبادئ وأساليب وتقنيات بناء تساعد في تحقيق الاستثمار الأمثل، مثل نوعية مواد البناء والعزل وأنظمة التدفئة والتبريد الطبيعية وتوضع فتحات المنزل ودرجة التظليل والحرارة.

ويتميز بأنه ذو تأثير بيئي منخفض يصمم باستخدام تقنيات منخفضة الحاجة للطاقة ومواد تقلل انبعاثات الكربون، فهي تبنى لتلبي حاجات الاستدامة مثل حفظ المياه والحد من التبديد وتقليل النفايات من خلال إعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها، والسيطرة على التلوث للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتوليد الطاقة والحفاظ عليها وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويراعى أن يكون المنزل متناغماً مع محيطه بدءاً من لحظة تصميمه ووضع المخططات وعمليات بنائه، وحتى وضعه قيد الاستخدام وكذلك اختيار أجهزة تقلل استهلاك الطاقة داخل المنزل.

 

 

 وتدخل في بنائه مواد طبيعية وقابلة لإعادة التدوير ولا تسهم في التلوث، ومنها المواد ذات المصادر المستدامة مثل الأخشاب المعتمدة من جهات متخصصة والمنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها والمواد ذات البصمة الكربونية المنخفضة والمواد الطبيعية مثل القش والجير، والمواد المعاد تدويرها وغيرها.

ويهدف المنزل الصديق للبيئة إلى إنتاج كمية أقل من الملوثات مع تقليل نسبة الخسائر في الطاقة وتوفير المال أيضاً.

أنظمته الداخلية

ولا تهدف المنازل الصديقة للبيئة إلى تقليل التأثير البيئي لبنائها وحسب، ولكن أيضاً لاستخدامها، ولذلك يجب أن تراعي الأجهزة المستخدمة في المنزل البيئي مبادئ العمارة المستدامة وأن تكون صديقة للبيئة وتقلل استهلاك الطاقة.

ويفضل عند اختيار الأجهزة للمنزل استخدام التكنولوجيا المبتكرة والمستدامة، مثل الطاقة الحرارية الجوفية والطاقة الشمسية، ولا تقلل كل هذه الأجهزة من استهلاك الطاقة في المنزل وحسب بل توفر أيضاً في فاتورة الكهرباء.

وينصح بتركيب نظام تهوية ميكانيكي مزود بالتحكم لتجنب فقد الطاقة، إذ يعد تدفق الهواء وتجديده أمراً مهماً للصحة ولتجنب الرطوبة في المنزل، وكذلك ينصح بالنسبة إلى توفير التدفئة والمياه الساخنة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، ومن الممكن تركيب مضخة حرارية للتدفئة وتركيب سخان مياه شمسي فردي أو سخان مياه ديناميكي حراري لإنتاج الماء الساخن.

وفي إنتاج الكهرباء يعد استخدام الطاقة الشمسية خياراً مثالياً، إذ توفر الألواح الشمسية إمداد ذاتياً بالكهرباء وتمنح المستخدم الاكتفاء وتوفير المال في الوقت ذاته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العزل وجهة الجنوب

ويشكل الاهتمام بالعزل الدرع الأول لمنع فقدان الطاقة وتقليل الاستهلاك، إذ يسمح بتخزين الحرارة بشكل أفضل مع تحسين رفاهية السكان، ويعد السقف الجزء الأكثر حاجة إلى للعزل، كونه المكان الذي يتسرب منه الجزء الأكبر من الحرارة، كما يساعد عزل الجدران وأسفل الأرضيات والنوافذ في الحد من فقدان الحرارة أيضاً.

ومن أهم شروط المنزل البيئي أن يكون مواجهاً لجهة الجنوب حيث الوصول الأمثل إلى ضوء الشمس والحماية من الرياح الشمالية الباردة، وهنا تستخدم نوافذ معينة لجذب أكبر قدر ممكن من الضوء والدفء، أما النتيجة المثالية فنحصل عليها عندما يحظى المنزل بموقع جنوبي غربي ومحمي من الشمال والشرق، ويفضل زيادة التزجيج في الجزأين الأمامي والخلفي من المبنى، وكذلك غرس الأشجار وإنشاء مصدات للرياح في الجانبين الشمالي والشرقي لتعزيز تأثير اكتساب الطاقة الشمسية من خلال حماية المنزل من الرياح الشمالية الشرقية الباردة و تقليل فقد الحرارة.

المنازل المناخية والبيولوجية

وللبيوت البيئية أنوع عدة منها المناخية البيولوجية، وتعد الراحة الحرارية إحدى الخصائص الرئيسة لهذه المنازل، إذ تصمم باستخدام الموارد الطبيعية مستفيدة من المزايا التي توفرها بيئتها، أي تستثمر الظروف البيئية لاستخدامها كمصدر للطاقة متجنبة الأنظمة التقليدية في التكييف، وبالتالي تقلل من التأثيرات البيئية الضارة، ولذا يعد كل من الموقع العام والموقع الجغرافي للمنزل المناخي أمرين ضروريين، فعلى سبيل المثال يعتمد بشكل أساس على الشمس لتدفئة المنزل مع نوافذ مواجهة للجنوب وتغطية نباتيه كثيفة لتوفير الظل لغرف معينة، ولذلك فمن الممتع العيش فيها لكونها تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الطاقة.

والنوع الآخر يسمى المنازل السلبية وتصمم على أساس الاستهلاك المنخفض للطاقة، وتتمثل ميزتها الأساس في إنتاج جميع متطلبات التدفئة تقريباً من خلال طاقة الشمس فضلاً عن الأجهزة داخل المنزل، لذلك يتوجب أن تعزل بشكل جيد وأن يكون أكثر من نصف نوافذها موجهاً صوب الجنوب.

وكذلك هناك بيوت الأسمنت الصديق للبيئة وبيوت الطوب والبيوت الخشبية والبيوت الصغيرة وغيرها،

ويشار إلى أن كلفة المنزل الصديق للبيئة هي العقبة الأكبر أمام الراغبين في بناء منزل جديد، إذ إن كلفة بنائه أعلى بكثير من كلفة المنزل التقليدي، لكن ميزاته المتمثلة في خفض فواتير الطاقة وتأمين بيئة داخلية صحية ونمط حياة أكثر استدامة، إضافة إلى توفيره الطاقة على المدى الطويل، تجعل منه مشروعاً يستحق الاستثمار.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة