ارتفعت أسعار النفط، الجمعة 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهي في طريقها لتحقيق مكاسب للعام الثاني على التوالي، بعد عام اتسم بالتقلبات نتيجة شح الإمدادات بسبب الحرب الأوكرانية وضعف الطلب من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وارتفعت أسعار الخام في مارس (آذار) الماضي، إذ بلغ سعر خام برنت 139.13 دولاراً للبرميل في أعلى مستوى منذ عام 2008 بعدما أثارت الحرب الروسية على أوكرانيا مخاوف مرتبطة بالإمدادات، لكن الأسعار تراجعت على نحو سريع في النصف الثاني من عام 2022 بفعل مخاوف من حدوث ركود عالمي.
وقال إيوا مانثي المحلل لدى "آي.أن.جي"، "كان هذا العام عاماً استثنائياً لأسواق السلع الأولية إذ أدت مخاطر العرض إلى زيادة التقلبات وارتفاع الأسعار". وأضاف أنه "من المتوقع أن يكون العام المقبل عاماً آخر من عدم اليقين مع كثير من التقلبات".
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 32 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 83.78 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 31 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 78.71 دولار للبرميل.
وبالنسبة إلى العام بأكمله يتجه خام برنت صوب زيادة بنسبة ثمانية في المئة بعدما قفز 50 في المئة في 2021، بينما يتجه الخام الأميركي نحو تسجيل زيادة 4.6 في المئة في عام 2022 بعد ارتفاعه 55 في المئة في العام السابق. وتراجع الخامان في 2020 بسبب تأثر الطلب سلباً بالجائحة.
وقال ليون لي، محلل الأسواق في "سي.أم.سي"، إنه "على الرغم من أن الأسعار تلقت دعماً بفعل زيادة السفر في موسم العطلات في نهاية العام والحظر الروسي لمبيعات الخام ومنتجات النفط، فإن انخفاض الاستهلاك سيفوق في تأثيره شح الإمدادات بسبب تدهور البيئة الاقتصادية في العام المقبل".
وتراجعت أسعار النفط في النصف الثاني من هذا العام مع رفع البنوك المركزية في كل أنحاء العالم أسعار الفائدة لمحاربة التضخم وارتفاع الدولار. وقد جعل ذلك السلع الأولية المقومة بالدولار استثماراً أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعافي الصين النفطي بصادرات روسية
وأدت قيود الصين للحد من فيروس كورونا، التي لم تُخفَف سوى في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلى القضاء على آمال تعافي الطلب على النفط لدى ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم في النصف الثاني من عام 2022، ولكن عام 2023 ربما يشهد انفراجة مع تخفيف القيود".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن روسيا أصبحت أحد أكبر موردي النفط والغاز إلى الصين، إذ ضخت لها 13.8 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا" في أول 11 شهراً من عام 2022.
وفي تصريحات أطلقها في بداية اجتماع عبر رابط فيديو مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، قال بوتين إنه "وفق بيانات هذا العام، أصبحت روسيا واحدة من الكبار في ما يتعلق بصادرات النفط إلى الصين".
وتفوقت روسيا على السعودية الشهر الماضي لتصبح أكبر مورد للخام للصين.
وأوضح بوتين أن روسيا هي ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب للصين والرابعة في توريد الغاز الطبيعي المسال. وأشار إلى أن شهر ديسمبر شهد ضخ كميات تزيد 18 في المئة على الالتزامات التعاقدية اليومية.
وارتفعت صادرات الطاقة الروسية إلى الصين بشكل كبير منذ انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، وما أعقب ذلك من فرض الدول الغربية عقوبات غير مسبوقة على روسيا.
وصرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن صادرات الطاقة الروسية للصين زادت 64 في المئة هذا العام من حيث القيمة و10 في المئة من حيث الحجم.