Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تدعم أوكرانيا بأجهزة لتطهير حقول الألغام الروسية

زيلينسكي يؤكد غرق كييف في الظلام بعد انقطاع الكهرباء وإسقاط 54 صاروخاً لموسكو و11 طائرة مسيرة

قالت بريطانيا، اليوم الجمعة، إنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن و100 من معدات إبطال مفعول القنابل للمساعدة في تطهير حقول الألغام، وذلك في أحدث دعم عسكري تتلقاه كييف في الصراع مع روسيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في بيان، "استخدام روسيا للألغام الأرضية واستهداف البنية التحتية المدنية يؤكد القسوة المروعة لحرب بوتين".

وأضاف "ستساعد هذه الحزمة الأخيرة من الدعم البريطاني أوكرانيا على تطهير الأراضي والمباني بأمان بينما تستعيد أراضيها".

وقالت وزارة الدفاع، إن أجهزة الكشف عن المعادن، التي تصنعها شركة فالون الألمانية، يمكن أن تساعد القوات في تأمين الطرق من خلال المساعدة في إزالة مخاطر المتفجرات، بينما يمكن لمعدات إبطال القنابل نزع فتيل الذخائر غير المنفجرة.

وقال والاس، الخميس، إن بريطانيا ستخصص 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.77 مليار دولار) مساعدات عسكرية لأوكرانيا في عام 2023، وهو ما يعادل المبلغ الذي قدمته هذا العام.

أوكرانيا تحت وطأة الظلام والبرد

 أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن معظم المناطق في بلاده تعاني انقطاع التيار الكهربائي، لكنه قال إن الضرر كان سيزداد بدون دفاع جوي "بطولي"، غداة تعرض أوكرانيا بأكملها لوابل من الصواريخ الروسية.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور مساء الخميس إن الأوامر الجوية في وسط وجنوب وشرق وغرب أوكرانيا صدت 54 صاروخا روسيا و 11 طائرة مسيرة خلال واحدة من أكبر الهجمات الجوية الروسية منذ بدء الحرب في فبراير (شباط). وأضاف أن المناطق التي كان فقدان الطاقة فيها واسع النطاق تشمل العاصمة كييف وأوديسا وخيرسون في الجنوب والمناطق المحيطة بها والمنطقة المحيطة بلفيف بالقرب من الحدود الغربية مع بولندا.

وتابع، "لكن هذا لا شيء مقارنة بما كان يمكن أن يحدث لولا قواتنا البطولية المضادة للطائرات والدفاع الجوي". وأضاف "مع كل ضربة صاروخية من هذا النوع، لا تجني روسيا سوى دفع نفسها بشكل أعمق إلى طريق مسدود".

وأوضح، "سيكون لصفة أكبر دولة إرهابية في العالم عواقب على روسيا ومواطنيها لفترة طويلة. وكل صاروخ يؤكد فقط أن كل هذا يجب أن ينتهي في المحاكم. وهذا بالضبط ما سيحدث".

ودوت صافرات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا. وأظهرت لقطات لـ"رويترز" عمال الطوارئ وسط حطام منازل سكنية في كييف دمرها انفجار، ودخاناً ناجماً عن سقوط صواريخ يتصاعد في السماء. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن أكثر من 120 صاروخاً أطلقت خلال هجوم الخميس.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن أكثر من 18 مبنى سكنياً وعشر منشآت أساسية للبنية التحتية دمرت في الهجمات الأخيرة.

وأدت الضربات الجوية الروسية في الأشهر القليلة الماضية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين في درجات حرارة شديدة البرودة في كثير من الأحيان.

قصف روسي مكثف

استهدفت ضربات "مكثّفة" بأكثر من 120 صاروخاً روسياً مدناً أوكرانية عدة، بما فيها العاصمة كييف، صباح اليوم الخميس، وفق ما أفادت القوات المسلحة والرئاسة في أوكرانيا.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيلو بودولياك، على "تويتر" إن "أكثر من 120 صاروخاً أطلق لتدمير البنى التحتية المدنية الأساسية، وقتل مدنيين بأعداد كبيرة"، من دون تقديم حصيلة للضحايا المحتملين.

وأضاف، "ننتظر مقترحات أخرى من (قوات حفظ السلام) بشأن تسوية سلمية"، في إشارة إلى دعوات روسيا إلى حل يوقف الحرب التي بدأتها باجتياح جارتها في 24 فبراير (شباط).

وأعلن رؤساء بلديات كييف ولفيف وخاركيف وقوع انفجارات في مدنهم، وقالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت بعديد من الخطوط نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي.

وحُرمت لفيف، كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء، بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة في عزّ الشتاء.

وقال رئيس بلدية لفيف، أندري سادوفي، على "تيليغرام"، "90 في المئة من المدينة من دون كهرباء. ولم تعد الترامات والحافلات تسير في المدينة وقد تنقطع إمدادات المياه".

وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو على "تيليغرام" أن العاصمة تعاني انقطاع التيار الكهربائي، موضحاً أن "40 في المئة من سكان كييف محرومون من الكهرباء"، وحثّ السكان على شحن هواتفهم وتخزين المياه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن أيضاً عن انقطاع التيار الكهربائي في منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بهدف تقليل الأضرار المحتملة في البنية التحتية للطاقة.

وكان الكرملين قد أنذر أن ما من هدنة لرأس السنة على الميدان في أوكرانيا.

ويبرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، المستمرّ منذ أكثر من 10 أشهر، الذي تسبّب بخسائر كبيرة جداً، بالقول إن الغرب كان يستغلّ أوكرانيا لتهديد روسيا.

وشنت روسيا موجات عديدة من الضربات الجوية في الأشهر الماضية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي أو دفع السلطات لقطع التيار في حالات أخرى. وصباح اليوم، أعلن سلاح الجو الأوكراني أن ضربات صاروخية روسية "مكثفة" استهدفت عدداً من مدن البلاد من بينها العاصمة كييف.

وكتب سلاح الجو، على مواقع التواصل الاجتماعي، "يهاجم العدو أوكرانيا على جبهات عدة مع صواريخ كروز تطلق من طائرات وسفن".

وقال رؤساء بلديات كل من مدينة خاركيف شرق أوكرانيا والعاصمة كييف ومدينة لفيف في الغرب، اليوم الخميس، إن صواريخ روسية ضربت المدن الثلاث وتسببت بسلسلة من الانفجارات.

وقال إيهور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، إن المسؤولين يعملون على تحديد ما أصيب، وما إذا كان هناك أي ضحايا، في حين حذر فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف من احتمال انقطاع التيار الكهربائي، وطلب من السكان شحن هواتفهم.

إسقاط أغلب الصواريخ الروسية

من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 54 من أصل 69 صاروخاً أطلقتها روسيا.

وقال القائد الأعلى للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني "بحسب معطيات أولية، أطلق 69 صاروخا في المجموع. وأسقط 54 صاروخ كروز تابعاً للعدو".

ويأتي ذلك فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية "جسماً مجهولاً" بالقرب من ساراتوف على بعد 500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، بعد ثلاثة أيام من هجوم بطائرة مسيرة نسب إلى أوكرانيا وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في قاعدة جوية في المنطقة، كما أعلن الخميس حاكم المنطقة.

وقال رومان بوسارجين "تم تفعيل نظام دفاعي مضاد للطائرات على أراضي مقاطعة إنجلز". واضاف "دمّر جسم مجهول (...) ولا يوجد أي تهديد لسلامة السكان".

حُرمت لفيف كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء الخميس بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة.

وقال رئيس بلدية المدينة أندري سادوفي على "تيليغرام" إن "90 في المئة من المدينة من دون كهرباء... ولم تعد الترامات والحافلات تسير في المدينة وقد تنقطع إمدادات المياه".

وفي كييف، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في المدينة سيرغي بوبكو أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكّنت من إسقاط كلّ الصواريخ الروسية الستة عشر التي استهدفت العاصمة كييف الخميس، معلناً عن إصابة ثلاثة أشخاص وعن أضرار ناجمة عن تساقط شظايا معدنية.

صاروخ أوكراني في بيلاروس

إلى ذلك، سقط صاروخ أطلقته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في بيلاروس الخميس، حسبما أعلنت سلطات هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حليفة روسيا والتي تؤيّد هجومها ضدّ أوكرانيا.

وهذه أول حادثة من هذا النوع تبلّغ عنها مينسك منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عشرة أشهر، بينما تمثّل بيلاروس قاعدة خلفية للقوات الروسية.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع بأنّ الصاروخ الذي أطلقه نظام دفاع جوي "إس-300" من "الأراضي الأوكرانية" سقط في الصباح على الأراضي البيلاروسية.

وأضاف البيان "تمّ إبلاغ رئيس الدولة بالحادثة على الفور"، مضيفاً أنّ وزارة الدفاع ولجنة التحقيق البيلاروسية بصدد تحديد الأسباب.

وأشار إلى أنه تجري دراسة "مسارين رئيسيين": إمّا أنّ الصاروخ انحرف عن مساره ما أدى إلى سقوطه عن طريق الخطأ في بيلاروس، أو جرى إسقاطه من قبل الدفاع الجوي البيلاروسي.

وفي السياق، بثّ حساب على "تيليغرام" قريب من السلطات صوراً لشظايا صاروخ في أحد الحقول، وهو ما أعادت نشره وكالة الأنباء الرسمية "بيلتا".

وأشارت السلطات إلى أنها لا تملك معلومات بشأن أي إصابات أو أضرار محتملة.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، أثار سقوط صاروخ على قرية بولندية ما أسفر عن قتيلين، مخاوف من انجرار حلف شمال الأطلسي إلى الصراع في أوكرانيا - ما سيسبّب تصعيداً كبيراً - لأنّ بولندا محمية من خلال التزام بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي.

في ذلك الحين، اتهمت أوكرانيا روسيا، ولكن وفقاً للغرب وروسيا فقد أُطلق الصاروخ على الأرجح من نظام دفاع جوي أوكراني انحرف عن مساره.

أوهام الغرب

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال، اليوم الخميس، إن موسكو لن تستخدم "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كأساس للمفاوضات، وتعتقد بأن كييف ما زالت غير مستعدة لمحادثات سلام حقيقية.

كما قال لافروف لوكالة الإعلام الروسية، إن فكرة كييف عن طرد روسيا من شرق أوكرانيا والقرم بمساعدة الغرب ما هي إلا "وهم".

وأعرب لافروف عن "اقتناعه" بأن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا بـ "الصبر" و"العناد"، خصوصاً الاعتراف بضم موسكو أربع مناطق أوكرانية. وقال "مقتنع بأننا بالعناد والصبر والتصميم سندافع عن أهدافنا النبيلة، تلك الأهداف الحيوية لشعبنا وبلدنا"، مشدداً على أن هذه الأهداف ستتحقق "مع مواصلة الانفتاح على حوار عادل وعلى اتفاقات لضمان أمن متكافئ وغير قابل للتجزئة في أوروبا".

وعلى غرار ما فعل الكرملين في وقت سابق، ذكّر لافروف بأن استئناف الحوار مع كييف يمر بالضرورة باعتراف من جانب أوكرانيا بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.

وأضاف لافروف أن هذه المناطق "يجب أن تتحرر من تهديد النازية التي عانى منها سكانها مدى سنوات طويلة"، مستعيداً الحجج التي أعلنها الكرملين لتبرير "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وأكد فيها وجوب حماية المجموعات السكانية الناطقة بالروسية في أوكرانيا في مواجهة "نازيين" مفترضين يقبضون على السلطة في كييف.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير