Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خدمات الصحة البريطانية منهكة فيما تعلن النقابات إضرابات جديدة خلال يناير

تشهد خدمات الطوارئ ارتفاعاً حاداً في أعداد المرضى ولكن المسعفين قرروا التوقف عن العمل مجدداً في وقت قريب

انضم أكثر من 10 آلاف موظف إسعاف في إنجلترا وويلز إلى أحدث موجة من الإضرابات (غيتي)

حذر عدد من قادة قطاع الصحة في المملكة المتحدة من أن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) على وشك الدخول في "حال من الإنهاك التام" خلال واحد من أحلك فصول الشتاء التي تمر عليها على الإطلاق، وذلك مع تصعيد رؤساء النقابات العمالية نزاعهم مع حكومة ريشي سوناك في شأن الأجور، معلنين قرارهم تنفيذ إضرابات أخرى خلال يناير (كانون الثاني) المقبل.

وكشفت نقابة "يونيسون" Unison أنها ستلجأ إلى يومين آخرين، 11 و23 يناير، من الإضراب النقابي الذي شارك فيه موظفو الإسعاف في مختلف أنحاء إنجلترا، محذرة من تنفيذ إضرابات إضافية خلال الربيع إذا رفض الوزراء التفاوض معها في شأن الأجور.

كذلك من المرتقب أن تعلن "الكلية الملكية للتمريض" (RCN) يوم الجمعة مواعيد الإضراب المقررة لطواقم التمريض في يناير، في وقت ناشد القادة في قطاع الصحة الحكومة تغيير موقفها وعقد اجتماع طاولة مستديرة في عيد الميلاد هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار قادة "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" إلى دلائل ماثلة أصلاً على وجود طلب متزايد يضع على إدارات أقسام الحوادث والطوارئ أعباء شديدة بعد إضراب المسعفين يوم الأربعاء، محذرين من أن خدمات الطوارئ تعمل "بلا هوادة".

يأتي ذلك في وقت كشفت أرقام جديدة أصدرتها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا عن الضغط المتزايد الذي تواجهه رعاية الحالات الطارئة، إذ تأخر ربع سيارات الإسعاف (تحديداً 24 في المئة منها) في إنجلترا طوال أكثر من ساعة خارج أقسام الحوادث والطوارئ الأسبوع الماضي، في ارتفاع عن 17 في المئة سجله الأسبوع السابق.

وقالت باتريشيا ماركيز، مديرة "الكلية الملكية للتمريض" في إنجلترا، إن الأرقام أظهرت "أن النظام لم يهدأ على الإطلاق، مما يعني أنه قريب بشكل خطر من الإنهاك التام".

وفي حديث إلى "اندبندنت" قالت سافرون كورديري، الرئيسة التنفيذية الموقتة لدى "أن أتش أس بروفايدرز" التي تمثل المستشفيات ومؤسسات الإسعاف التابعة لـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، إنهم لا يزالون يواجهون "ضغطاً شديداً"، وتعمل خدمات الطوارئ من دون هوادة أبداً. كذلك يتوقع مديرون في الهيئة أن عيد الميلاد هذا العام سيكون الأحلك حتى الآن".

وفي حين أعلنت مؤسسات إسعاف تابعة لـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" يوم الخميس أنها تراجعت عن اتخاذ أعلى مستويات التأهب، حذرت الناس من أن الخدمة الصحية ستبقى في مواجهة ضغط كبير خلال عيد الميلاد.

وفي تصريح إلى "اندبندنت" قالت "خدمة الإسعاف في الشمال الغربي" إنها سجلت ارتفاعاً في المكالمات بعد الإضراب الذي نفذته يوم الخميس، مضيفة أن فريق خط الاتصالات 999 لن يتوقف عن تقديم النصيحة لبعض المرضى بالذهاب بأنفسهم إلى المستشفى عندما تكون هذه الخطوة آمنة، وذلك في غمرة "أعباء غير مسبوقة" تقاسيها بعد الإضراب.

وذكرت "خدمة الإسعاف المركزية الجنوبية" أنها واجهت "طلباً أكبر على خط المساعدة 999" يوم الخميس مقارنة بإضراب الأربعاء، وكشفت "خدمة الإسعاف في الساحل الجنوبي الشرقي" إنها كابدت "ضغوطاً كبيرة" مرة أخرى يوم الخميس بعدما تراجعت الاستدعاءات خلال الإضراب.

وقالت كورديري إن الطلب على رقم المساعدة 999 من أجل الحصول على رعاية صحية طارئة تراجع بين 30 و40 في المئة في بعض أجزاء البلاد خلال إضراب المسعفين الأربعاء، ولكنها توقعت أن يستمر الارتفاع نتيجة الأشخاص الذين امتنعوا من اللجوء إلى قسم الحوادث والطوارئ أياماً عدة.

وأضافت، "فعلاً يعترينا قلق في شأن الطلب المتزايد، وستكون الحال صعبة جداً [لبضعة أيام]. يشعر رؤساء المستشفيات ومؤسسات الإسعاف التابعة لـ ’هيئة الخدمات الصحية الوطنية‘ بقلق بالغ من أن تنفيذ إضرابات أخرى سيفاقم الحالات الصحية المتراكمة من دون علاج، ويزيد من وطأة ظروف شديدة الصعوبة أصلاً".

وأعلنت "يونيسون" أن إضرابات يناير ستشمل جميع موظفي الإسعاف في خمس خدمات تتوزع على مختلف أنحاء إنجلترا، بما في ذلك مستقبلو المكالمات على خط المساعدة 999، وليس فقط فرق الإنقاذ التي توقفت عن العمل في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

وقالت النقابة إن التصعيد كان نتيجة مباشرة "لرفض الحكومة المتكرر" التفاوض معهم في شأن الأجور.

وبعد عطلة العيد تبدأ "يونيسون" أيضاً في سؤال حوالى 13 ألف موظف عبر 10 مؤسسات صحية إنجليزية تابعة لـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، من بينهم بعض الممرضين، إذا كانوا مستعدين للانضمام إلى إضرابات إضافية خلال الربيع المقبل.

تذكيراً، كان وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي أثار غضب قادة النقابات بقوله إنهم اتخذوا "قراراً واعياً ومقصوداً" بإيذاء الناس عند تنفيذهم قرار الإضراب يوم الأربعاء.

وقالت كريستينا مكانيا التي تتولى منصب الأمين العام لدى "يونيسون" إن الوقت قد حان لأن يتوقف ستيف باركلي عن الإهانات والأكاذيب، داعية النقابات إلى إجراء محادثات مناسبة حول تحسين أجور موظفي "هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وكانت مكانيا ورؤساء نقابات آخرون يرفضون تقارير تفيد بأن من شأن باركلي "التعجيل" في إقرار زيادة على رواتب موظفي "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" العام المقبل.

ونقلت "التلغراف" عن مصدر مقرب من وزير الصحة أن باركلي كان حريصاً على "تسريع" العملية المستقلة لهيئة مراجعة الأجور التي من المقرر أن تتخذ قراراً في شأن زيادة الأجور خلال أبريل (نيسان) 2023، كي لا يستمر الخلاف حول الأجور حتى أغسطس (آب) المقبل.

وقالت مكانيا إن "تسريع عملية مراجعة الهيئة لأجور الموظفين خلال العام المقبل لن يحل الخلاف الحالي حول المبلغ التافه الذي قدمته الحكومة للعاملين في قطاع الصحة العام الحالي، والأجدر بالحكومة التوقف عن استغلال هيئة مراجعة الأجور كغطاء لتقاعسها".

وعلمت "اندبندنت" من أوناي كاساب، كبير المسؤولين في نقابة "يونايت" Unite أن "هيئة مراجعة الأجور ليست مستقلة ولا تجري أية مفاوضات، ونحن مستعدون للتحدث في شأن الأجور في أي وقت حتى يوم عيد الميلاد".

الرئيس التنفيذي لـ "اتحاد خدمات الصحة الوطنية" ماثيو تايلور قال إن الخدمة الصحية "تعاملت مع الوضع على النحو المتوقع" خلال إضراب الأربعاء، ولكنه حذر من أنها تعجز عن "التغلب على التحديات" في ظل شتاء يسوده إضراب نقابي.

تغيب 9200 من المسعفين عن العمل في مختلف أنحاء إنجلترا خلال إضرابات الأربعاء، وكان لا بد من إعادة جدولة ما يزيد على 9700 موعد وإجراء طبي، وفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا.

وفي الوقت نفسه كشفت أحدث البيانات الصادرة عن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا أن عدد مرضى الانفلونزا في المستشفيات قد سجل "ارتفاعاً شديداً"، إذ قفز بمقدار الثلثين خلال الأسبوع الماضي، بينما تتسبب بكتيريا "المكورات العقدية من المجموعة أ" بطلب "شبه قياسي" على خدمة رقم المساعدة 111.

كما تلقى خط المساعدة 111 الخاص بـ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" 721 ألفاً و301 مكالمة حتى الأسبوع الماضي، بعدما كان 706 آلاف و129 مكالمة في الأسبوع السابق.

وقالت "أن أتش أس إنغلاند" إن هذا المعدل لامس مستوى الطلب القياسي ويبدو "أعلى كثيراً" من المعدل المعتاد في هذا الوقت من العام.

كذلك كشفت بيانات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا أن التأخر في نقل المرضى من سيارات الإسعاف إلى أسرّة المستشفيات أعلى من أي شتاء سابق، وقد اضطر نحو 41 في المئة من المرضى إلى الانتظار لـ 30 دقيقة على أقل تقدير قبل إيصالهم إلى المستشفى الأسبوع الماضي، في ارتفاع من 34 في المئة سجله الأسبوع السابق.

© The Independent

اقرأ المزيد