Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما حدث عندما اتصلت بالإسعاف لأجل طفلي

اتصلت بالطوارئ وقلت لعامل الهاتف إن ابني عاجز عن التنفس. استغرق وصول سيارة الإسعاف ساعتين، وفي آخر مرة واجهنا هذه الحالة نفسها، لم يأت الإسعاف أبداً

من دون خدمات الإسعاف، نكون كلنا أقل أماناً (غيتي)

لسخرية القدر، عندما كنت أعرض فكرة هذه المقالة أمام زملائي في "اندبندنت" خلال اجتماع صحافي، رن هاتفي. ظهر أمامي رقم مدرسة أولادي، وهو أمر، سيؤكده الأهل أو أي مقدم رعاية، يثير رد فعل مغلف بالخوف (وفي ملاحظة جانبية: إنه الرقم الوحيد الذي وضعته على نظام "حالات الطوارئ" على هاتفي، مما يعني أن الهاتف سيرن حتى وإن كان على وضع الصامت. هذا هو القلق الذي بوسع اتصال غير منتظر من المدرسة أن يتسبب به).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أجبت على الاتصال وكنت أشعر بالذعر، من دون أن أُظهر ذلك. لم أكن غاضبة: فكما تبين، وعكس ما يبدو، وقع شيء على رأس ابني في فترة تناول الفطور. أكدوا لي على الهاتف بأنه "يشعر بنوع من الصدمة، ولكنه بخير. لقد تلقى كدمة وحسب". ماذا فكرت تالياً؟ الحمد لله أنهم لم يضطروا للاتصال بسيارة إسعاف.

بدءاً من هذا اليوم، في تاريخ كتابة هذه المقالة في 20 ديسمبر (كانون الأول)، بدأ المسعفون وطواقم الإسعاف بتنفيذ إضراب، يسمح لهم بالتراجع عنه للتعامل مع اتصالات من الفئة 1 والفئة 2 "في مكان عام" [ الفئة 1 مخصصة للمكالمات حول الأشخاص الذين يعانون إصابات وأمراضاً تهدد حياتهم، أما الفئة 2 فهي مخصصة لمكالمات الطوارئ]. أي أن هذا يعني، بحسب مسؤولي هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن الأشخاص الذين يعانون نوبات قلبية أو سكتات دماغية (على سبيل المثال) لن يتمكنوا من الحصول على سيارة إسعاف في المنزل.

يأتي ذلك بعد دخول إضراب الممرضين والممرضات يومه الثالث، في وقت حذر فيه قادة الاتحادات العمالية بأن الإضراب قد "يتصاعد" خلال الأشهر الستة المقبلة في حال استمرت الحكومة في رفض التفاوض على رفع الأجور بنسبة 19 في المئة. وتطالب اتحادات الإسعاف زيادة في الرواتب تتخطى التضخم بعد أن منحت 4.75 في المئة فقط كمعدل وسطي.

فما الذي يعنيه ذلك على الأرض؟ أملك فكرة نوعاً ما عن ذلك (وهذا لحسن الحظ لا يشمل الحادثة التي حصلت هذا الصباح)، فقد اضطررت للاتصال بسيارة إسعاف مرتين من أجل ابني البالغ ستة أعوام خلال الأسابيع الستة الماضية. هو يعاني الربو، وعندما يصبح الطقس بارداً وقاسياً، قد يقود ذلك إلى حدوث نوبات مفاجئة وخطرة.

يشكل هذا بالفعل أسوأ كوابيس أي والدين أو مقدم رعاية: فهو يحصل غالباً من دون إنذار، وفي منتصف الليل. أصحو من نومي مذعورة وأدرك أنه يلهث للتنفس، يلهث للبقاء على قيد الحياة. إنه أمر مريع وصادم ومرعب بالنسبة له ولي ولأخته البالغة 10 سنوات، وهي حال طارئة دائماً.

أخيراً، عندما اتصلت بالطوارئ وطلبت من عامل الهاتف "أن يسرعوا" وبأنه "لا يستطيع التنفس"، استغرق وصول سيارة الإسعاف ساعتين. وفي المرة الأخيرة التي حصل فيها ذلك، أي قبل شهر تقريباً، لم يأت الإسعاف أبداً. "نحن مشغولون للغاية"، قال لي المجيب معتذراً. "سأبقى معك على الخط إلى أن نتمكن من الحصول لك على مساعدة." وفي نهاية المطاف، استسلمنا نحن الاثنان.

ولكن عوضاً عن اتخاذ موقف غير متعاطف مع أولئك المضربين، أشعر بالعكس تماماً. لحسن الحظ، تحسنت حال ابني الصغير، فالدواء الذي احتاج إليه توفر في المنزل، وبهذا تمكنا من تأجيل رحلتنا إلى قسم الحوادث والطوارئ، ولكنني أرتجف خوفاً لمجرد التفكير في ما كان ليحصل لو أنها أول حادثة أو نوبة يتعرض لها. أو إذا كان شخص آخر غيري يعتني به في ذلك الوقت. أو حال الصدمة لأي والدين أو مقدمي رعاية لم يسبق لهم أن عاشوا هذه التجربة من قبل.

تسلط التجارب، وخصوصاً تلك التي تطاول عائلاتنا، والتي بوسعها أن تكون مسألة حياة أو موت فعلاً، الضوء على مدى تشرذم النظام. وكم يتوجب على عمال هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن يضربوا لإحداث الفارق. لكي يظهروا مدى أهميتهم ومدى نقص الموارد ومدى إرهاقهم في العمل.

من دون خدمات الإسعاف، نكون كلنا أقل أماناً... وأهل مثلي ممن لديهم أطفال يعانون حالات صحية معينة سينامون أقل، منتظرين سماع أي سعال أو عطسة. ولكن مع ذلك، ليس طاقم الإسعاف على خطأ للقيام بالإضراب، بل يقع الخطأ الفعلي على حكومة عنيدة وسيئة مستعدة لجعل العاملين في القطاع الصحي كالمسعفين والممرضين يعلمون بأقصى طاقتهم حتى الإجهاد خلال جائحة كورونا وفي أزمة تكاليف المعيشة (فنحن نعلم أن بعض الممرضين والممرضات يحصلون على طعامهم من بنوك الطعام)، وتعتقد أن ما يستحقونه في المقابل لا يتخطى بعض التصفيق على أعتاب مساكنهم. هذا ليس جيداً بالنسبة إليهم وليس جيداً لأولادنا أيضاً.

يعاني ابني الربو وبوسعه أن يصبح مريضاً بشكل خطر في أي وقت. وفي حال احتاج إلى سيارة إسعاف أخرى ولم يتمكن من الحصول عليها، لن يقع اللوم على الرجال والنساء بالبزات الخضراء أو الزرقاء، بل على الذين يرتدون البزات الرسمية في "داونينغ ستريت".

© The Independent

المزيد من آراء