Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوضى متوقعة في المطارات البريطانية مع بدء سلسلة الإضرابات

المسافرون خلال الأيام المقبلة قد ينتظرون أكثر من ساعتين في الطائرة بعد الهبوط وسط ازدحامات في الطرق السريعة وخدمات الإسعاف والتمريض

يبدأ العاملون في الخدمة العامة والتجارية إضرابهم الأول يوم الجمعة المقبل 23 ديسمبر (رويترز)

يتوقع أن تشهد المطارات البريطانية فوضى وتعطلاً بالساعات، وربما إلغاء رحلات مع نهاية هذا الأسبوع وحتى مطلع العام الجديد أول شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وتشهد البلاد سلسلة إضرابات، بدأ بعضها الأسبوع الماضي ويستمر إلى نهاية العام وبعضها سينطلق خلال أيام.

ويبدأ العاملون في الخدمة العامة والتجارية إضرابهم الأول يوم الجمعة المقبل 23 ديسمبر (كانون الأول)، ويستمر حتى يوم 25 من الشهر الحالي. أما الإضراب الثاني فسيكون من يوم 28 ويستمر حتى أول أيام العام الجديد. ويتولى العاملون في تلك الخدمة، ويتبعون وزارة الداخلية، مراقبة منافذ الحدود على مكاتب جوازات السفر للخروج والدخول.

وكان العاملون في مناولة الحقائب في مطار هيثرو الرئيس في البلاد صوتوا أيضاً لصالح الإضراب عن العمل في فترة العطلات.

ويأتي إضراب موظفي الجوازات على المنافذ الحدودية في فترتي العطلات الرسمية، إذ يغطي الإضراب الأول فترة عطلة عيد الميلاد "الكريسماس" والإضراب الثاني فترة عطلة رأس السنة. وتشهد تلك الفترات سفر الملايين من البريطانيين لقضاء العطلات، وهو ما سيزيد من الفوضى في المطارات والمنافذ الأخرى.

وتلك أول عطلة ميلاد من دون قيود سفر منذ عام 2019، إذ كانت أزمة وباء كورونا في عام 2020 أدت إلى فرض قيود على السفر لمنع انتشار فيروس "كوفيد-19" ظلت حتى العام الماضي. وتقدر هيئة "إيه بي تي إيه" الدولية للسفر أن تشهد فترة العطلات هذا الشهر في بريطانيا سفر ما يصل إلى 5 ملايين شخص.

انتظار في الطائرة

من المطارات المتأثرة بالإضرابات "هيثرو" ومطار "غاتويك" ومطار "مانشستر" ومطار "برمنغهام" ومطار "كارديف" ومطار"غلاسكو". وبحسب جداول الطيران، من المقرر أن تهبط 19 ألف رحلة طيران قادمة إلى بريطانيا في تلك المطارات في فترة الإضراب، وهو ما يعني مليوني مسافر.

ويتوقع المسؤولون، بحسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" أن تكون فترة الإضراب الثاني أكثر اضطراباً وفوضى، إذ يعود أغلب المسافرين لقضاء العطلة خارج البلاد إلى بريطانيا ثانية. ويتوقع أن تطول فترات الانتظار للخروج من المطار لساعات، وفي حال تعطل بعض بوابات الخروج الإلكترونية، إذ تفحص جوازات السفر رقمياً، يمكن أن تصبح الفوضى أكبر والتعطيل أطول وقتاً بكثير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب خطط الطوارئ الموضوعة من سلطات المطارات، فإنه سيطلب من المسافرين البقاء في الطائرات بعد هبوطها لتفادي الازدحام الشديد في منافذ الخروج بالمطار. وقد تطول فترات انتظار المسافرين داخل الطائرة لأكثر من ساعتين.

وحتى من دون الإضرابات، غالباً ما تكون تلك الفترة من العام شديدة الزحام والتأخير في المطارات بسبب الزيادة الموسمية السنوية في أعداد المسافرين. وذلك ما قد يضاعف عدد ساعات التأخير المتوقعة في أيام الإضراب كما يخشى المسؤولون البريطانيون.

وأصدرت هيئة الطيران المدني في بريطانيا تحذيراً للمسافرين بشأن التأخير في أيام الإضراب. وقال مدير خدمة العملاء في الهيئة بول سميث: "نتوقع أن تبذل شركات الطيران قصارى جهدها لتقليل مدى الفوضى والتعطيل، على أن يشمل ذلك توفر المعلومات للمسافرين وتحديثها بانتظام وأيضاً توضيح حقوق المسافرين في حال تعطلت رحلاتهم".

وأوقفت الخطط الجوية البريطانية "بريتش إيروايز" وخطوط "فيرجن أتلانتيك" بيع تذاكر السفر للعودة في أيام الإضراب، وذلك بعد التشاور مع مطار هيثرو. وسبق أن ذكرت صحيفة "التايمز" أن شركات الطيران ربما تخفض أعداد المسافرين بنسبة 30 في المئة في حال شهدت المطارات ازدحاماً لا طاقة لها به.

الجيش لا يحل المشكلة

ويواجه المسافرون في بريطانيا عامة مشكلة أكبر مع إضراب العاملين في هيئة الطرق السريعة، بما في ذلك موظفي غرف التحكم للطرق السريعة في البلاد، بدءاً من يوم الخميس المقبل 22 ديسمبر (كانون الأول) وحتى الأسبوع المقبل.

ومن الإضرابات الأخرى، التي بدأت الأسبوع الماضي وتحدد لتكرارها أيام مختلفة بقية الشهر وحتى الشهر القادم، إضراب العاملين في شركات القطارات والسكك الحديد وغيرها من المواصلات. هذا إضافة إلى إضراب العاملين في التمريض الذي يتكرر الثلاثاء وإضراب العاملين في خدمة الإسعاف يوم الأربعاء ثم يوم 28 ديسمبر (كانون الأول).

وقررت الحكومة البريطانية في اجتماع أزمة الإثنين استدعاء 1200 من أفراد الجيش والبحرية والقوات الجوية، إضافة إلى 1000 من موظفي الحكومة ليحلوا محل المضربين من ضباط الجوازات والعاملين في خدمة الإسعاف.

إلا أن السمؤولين يخشون أن خطط الطوارئ تلك، بما فيها استدعاء الجيش، لن تكون كافية لحل الأزمات في حال زيادة الضغط المتوقع تقليدياً في مثل هذا الوقت من السنة. هذا إضافة إلى أن قوات الجيش وموظفي الحكومة لن يكون بإمكانهم القيام بمهمات محددة في الخدمات التي سيتولون العمل بها، مثل خدمات الطوارئ الصحية في حال الإسعاف وخدمات تعطل البوابات الإلكترونية.

ويقدر المعلقون أن موجة الإضرابات، التي تشمل أيضاً أساتذة الجامعات والعاملين في هيئة المعاشات وخدمة البريد الملكي وغيرها، هذا الشهر ستكلف الاقتصاد البريطاني 1.7 مليار جنيه استرليني (أكثر من ملياري دولار) مع فقدان ما يوازي مليون يوم عمل، وذلك للمرة الأولى منذ شهر يوليو (تموز) عام 1989.

اقرأ المزيد