Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما من خيار آخر للممرضين اليائسين في بريطانيا سوى الإضراب

تقول إحدى الممرضات: "ما من أحد منا يريد المساس بسلامة المرضى، لكن الإضراب هو الخيار الوحيد أمامنا في هذه المرحلة".

يقول الممرضون بأنهم يقومون بالإضراب لأن سلامة المرضى أصبحت معرضة للخطر نتيجة النقص الذي تعانيه الخدمات الصحية (غيتي)

ينفذ الممرضون والممرضات في جميع أنحاء إنجلترا وإيرلندا الشمالية وويلز إضراباً عن العمل في ظل التوقعات بأن تواجه هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" مستويات غير مسبوقة من الإضرابات بشأن الأجور في غضون الأيام المقبلة.

هذا وقد تم تأجيل الآلاف من العمليات كما وسيتم تشغيل "أقسام الحوادث والطوارئ" في أكثر أوقات العام ازدحاماً بالمستوى الذي يكون عليه عادة يوم الميلاد [عدد قليل ومحدود من الموظفين] .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالنسبة إلى الممرضين في جميع أنحاء البلاد، الذين قالوا إن الإضراب ينبع من خوفهم على سلامة المرضى الذين يعانون كل يوم جراء النقص في عدد العاملين الذين يقدمون لهم الرعاية، لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر من ذلك.

وكان كبار مسؤولي التمريض الأربعة في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" قد حذروا الكلية الملكية للتمريض من المخاوف المحيطة بسلامة المرضى في خطاب يوم الإثنين.

لكن الممرضون ذكروا لـ "اندبندنت"بأنهم يقومون بالإضراب لأن سلامة المرضى أصبحت معرضة للخطر نتيجة النقص الذي تعانيه الخدمات الصحية.

"لا خيار آخر"

 

وتعليقاً على خطاب مسؤولي التمريض، قال تشارلي روماري، وهو ممرض يعمل لدى "الخدمات الصحية الوطنية" في ساسكس منذ 11 عاماً، إن الخطاب "قد خيب آماله".

وأضاف: "السلامة هي السبب الرئيس وراء بقائنا في وظائفنا لغاية الآن... وإن كان الخطر يهدد رعاية المرضى وسلامتهم في أنحاء مختلفة من البلاد، [فالخطأ ليس خطأنا]، ومن منا لا يزال يزاول المهنة، فهو يبذل قصارى جهده لأجل الخير العام. لا أحد منا يريد المساس بسلامة المرضى، لكن الإضراب هو الخيار الوحيد أمامنا في هذه المرحلة. لا شيء سيتغير إن لم ننفذ الإضراب ونطالب بجعل الأجور حافزاً لتحسين فعالية القوة العاملة واستدامتها. هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكننا من الحفاظ على العاملين في مجال الرعاية الصحية وزيادة عديدهم".

وأردف روماري: "لم أكن لأفرط أبداً بسلامة مرضاي لأجل الإضراب ولكنني أردت توجيه رسالة إلى الحكومة مفادها بأن الوضع غير مقبول البتة".

في الوقت الراهن، ثمة 50 ألف وظيفة تمريض شاغرة على مستوى المملكة المتحدة وثمة ارتفاع حاد في الطلب عليها مع العلم بانخفاض الرواتب المخصصة لها بنسبة 20 في المئة بالقيمة الحقيقية خلال العقد الماضي، بحسب ما كشفت عنه الأبحاث الأخيرة.

وفي سياق الحديث، وصف السيد روماري مهنة التمريض بـ"الشاقة"، مضيفاً "أنها تتطلب جهداً بدنياً مضنياً، مع اضطرار معظم الممرضين والممرضات إلى الوقوف على أقدامهم طوال اليوم، وجهداً ذهنياً مهولاً يتمثل في محاولة الموازنة بين ضغوط الوظيفة واحتياجات المرضى. ولهذا أنا أجد صعوبة كبيرة في استيعاب فكرة التسابق على توظيف أرخص يد عاملة ممكنة للاضطلاع بمثل هذه الوظيفة الحيوية".

"لم نعد نقوى على الضغوط"

 

ومن جهتها، ذكرت أماندا سميث، ممرضة في وحدة العناية المركزة في أيرلندا الشمالية لـ"اندبندنت": "أنا لا أرغب حقاً في الإضراب، لكنني أشعر أنه من واجبي ذلك بما أن الحكومة لا تولينا آذاناً صاغية وتفضل تخصيص أموال للوكالات وأن تدفع أموالاً طائلة من أجل استقطاب ممرضات من الخارج بدلاً من دفع أجور مناسبة لممرضيها المحليين".

وأردفت السيدة سميث أن "الخدمات الصحية الوطنية" "لم تعد كما كانت في السابق".

وأضافت: في كل مرة أستلم فيها مناوبتي، يتضح لي أن 50 في المئة من العاملين باتوا من موظفي الوكالة. لديناعدد كبير من الممرضين الدوليين لاستبدال الموظفين الذين غادروا إلى القطاع الخاص بسبب تدني أجورهم. ولهذا نحن بأمس الحاجة اليوم إلى دعم ممرضينا ليستمروا في "الخدمات الصحية الوطنية".

ووفقاً للسيدة سميث، فإن "ممرضين كثر يعملون لمدة 60 ساعة في الأسبوع بين الوكالة ونوباتهم الخاصة في ’الخدمات الصحية الوطنية‘. ولا أعتقد بصريح العبارة أنهم سيقوون على الاستمرار على هذه الحال لفترة طويلة. إذاً، مشكلة الأجور هي التي تدفع بالأشخاص إلى المغادرة وهي التي تخلق فجوة كبيرة في خدماتنا الصحية وتهدد سلامة المرضى".

إلى ذلك، أوضحت السيدة سميث أنه من الصعب جداً على الممرضين والممرضات أن يسخروا كل جهودهم في العمل ليعودوا بعدها لمنازلهم غير مقتنعين بكفاية الخدمات التي قدموها.

لتردف السيدة سميث: "لا أحد يرغب في أن يترك قريب له في سرير متنقل ثلاثة أيام بانتظار دخول المستشفى... وهذا هو بالتحديد الوضع الذي نتعامل معه حاضراً. كثيراً ما سمعت عن ممرضين يغادرون نوبات عملهم والدموع في أعينهم... لأنهم لم يعودوا قادرين على مواجهة الضغوط الناجمة عن قلة الموارد والافتقار إلى الأعداد الكافية من الموظفين لرعاية المرضى."

"لا مبرر أخلاقياً لما يحدث"

وفي الإطار نفسه، تحدث ممرض آخر من لندن قائلاً: "لدي طلاب تمريض... أجريت محادثة [مع واحدة منهم] منذ أسبوعين تريد النوم في سيارتها ليلاً لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف التنقل من بيتها إلى مكان العمل ومن مكان العمل إلى بيتها. إذا سألني أحدهم عن سبب مشاركتي في الإضراب، فسأرد عليه كما كثيرين ’الأجور هي واحدة من الأسباب‘ ولكنها ليست الوحيدة. السبب الرئيس للإضراب هو مواظبتنا على تقديم رعاية منقوصة للناس جراء عدم توفر القدرة اللازمة من الموظفين وقلة الاستثمار في التمريض. ولهذا الأمر تأثير هائل على مرضانا".

إنه لمن "الفظاعة" و"الإجحاف أخلاقياً" وضع الموظفين في موقف كهذا.

ليضيف: "السبب الحقيقي لعدم قدرتنا على تقديم الرعاية الكاملة، وما يضطرني إلى الوقوف هناك والاعتذار [والقول]، ’أنا آسف لأن والدتك لم تخضع لجلسة غسيل اليوم أو لأنها لم تأخذ أدويتها في الوقت المحدد‘، مما أثر في رعايتها أو لأن حالتها ساءت بانتظار قرار مغادرتها المستشفى... لو كانت هناك استثمارات في التمريض ما كنت لأقول ما أقوله الآن".

© The Independent

المزيد من متابعات