Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التغليف البلاستيكي الذي تستخدمه "أمازون" يستطيع تطويق الأرض 800 مرة

يقوم أكبر بائع تجزئة في العالم بتسليم مليارات الطرود سنوياً وموجة من التلوث البيئي تستتبع ذلك

(أ ف ب/ غيتي)

أعلن جيف بيزوس، مؤسس شركة "أمازون" والمسافر إلى الفضاء وأول ملياردير مئوي (centibillionaire) [أول شخص تبلغ ثروته 100 مليار دولار] بأنه سيتبرع خلال حياته بجزء كبير من ثروته الضخمة.

وفيما لم ترشح تفاصيل كثيرة عن كمية المال الذي يخطط للتبرع به للأعمال الخيرية من ثروته البالغة 116 مليار دولار خلال المقابلة التي أجرتها شبكة "سي أن أن" الأميركية معه ومع حبيبته لورين سانشيز، تم التأكيد أنه سيخصص جزءاً كبيراً من تلك الأموال لمكافحة أزمة المناخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولعل أفضل مكان للبدء في تلك المعركة التي يبلغ حجمها حجم الكوكب سيكون "أمازون" نفسها، أي شركته الخاصة.

وتعد الشركة أكبر بائع تجزئة في العالم، حيث تفوقت على أقرب منافسيها "وولمارت" Walmart و"علي بابا" Alibaba من حيث الأرباح والانتشار العالمي. وشكلت جائحة كورونا فترة طفرة هائلة بالنسبة لـ"أمازون" مع المستهلكين المحتجزين في منازلهم وإقفال متاجر التجزئة في مناطقهم. ازدادت المكاسب وارتفعت معها قيمة بائع التجزئة على الإنترنت إلى 943 مليار دولار.

ولكن، في المقلب الآخر، ترك شحن مليارات الطرود في أكثر من 100 بلد خلال السنوات الثلاثين الماضية أثره أيضاً. فقد قدرت مجموعة الدفاع عن البيئة "أوشيانا" Oceana بأن وزن التغليف البلاستيكي لـ"أمازون" بلغ 709 ملايين باوند (321596 طناً مترياً) خلال العام الماضي وحده، في ارتفاع بنسبة 18 في المئة مقارنة بعام 2020. ويشكل هذا أثراً بلاستيكياً يعادل وزنه وزن 80 ألف حوت قاتل بالغ، كما أن كمية البلاستيك تلك كافية لتغليف كوكب الأرض 800 مرة على الأقل بأكياس التغليف الهوائية، بحسب ما أودرت "أوشيانا" انطلاقاً من بيانات السوق وتحليلات من خبراء التغليف في التجارة الإلكترونية.

من جهتها، نفت "أمازون" تلك الأرقام، وقالت إن التقارير السابقة التي أجرتها المجموعة بالغت في تقدير الأثر البلاستيكي للشركة بأكثر من 300 في المئة.

وفي هذا السياق، قال متحدث باسم "أمازون" لـ"اندبندنت"، "فيما نشارك أوشيانا التزامها في حماية محيطات العالم ونحترم عملها، إلا أنها تستمر في نشر بيانات مغلوطة ومعلومات مضخمة في شأن أعمالنا. لسنا واثقين كيف تقوم أوشيانا بجمع بياناتها أو لماذا تكون تلك المعلومات مبالغاً فيها كل عام، ولكن بما أننا نملك البيانات والأرقام الفعلية للقيام بالحسابات، نعلم بأن أرقامنا هي الأرقام الدقيقة. عام 2021، قمنا بخفض وزن التغليف البلاستيكي لكل شحنة بأكثر من 7 في المئة مما أنتج 97222 طناً مترياً من البلاستيك الأحادي الاستخدام المستعمل في شبكة عملياتنا العالمية لشحن الطلبيات إلى المستهلكين".

 

وقالت "أمازون" بأن الرقم يعكس الغالبية العظمى من البلاستيك المستخدم لشحن الطلبيات إلى المستهلكين، بما في ذلك البائعون المستقلون الذين يشكلون الطرف الثالث والذين تتم تلبية مبيعاتهم من خلال "أمازون"، كما أشارت الشركة إلى أنها تقدم "حوافز" لهذه الأطراف الثالثة من البائعين لابتكار تغليف أصلي يتحمل أمور الشحن من دون الحاجة إلى تغليف إضافي من "أمازون".

من جهتها، أشادت أوشيانا "بالخطوة نحو زيادة الشفافية" ولكنها قالت إن أرقام التغليف البلاستيكي التي أشارت إليها "أمازون" لا تقارن مباشرة بالتقديرات غير الربحية التي تتضمن جميع عمليات البيع عبر منصات "أمازون" للتجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم.

وفي سياق متصل، قالت دانا ميلر، مديرة المبادرات الاستراتيجية في مجموعة أوشيانا لـ"اندبندنت": "هنالك طرق مختلفة لتقسيم الشطيرة. قدرت أوشيانا (حجم نفايات التغليف البلاستيكي) من كل ما تم بيعه عبر موقع (أمازون). نشعر أن هذه المبيعات لم تكن لتحصل لو أن (أمازون) لم تقم بتسهيلها، ولهذا تعد (أمازون) مسؤولة عن التغليف البلاستيكي المستخدم لكل هذه الطلبيات".

وفي حين قد تكون "أمازون" أكبر بائع تجزئة عبر الإنترنت حالياً، فإن تسونامي التلوث البلاستيكي اليوم يتخطى الأثر الذي تنتجه بمفردها، فقد استخدم قطاع التجارة الإلكترونية أكثر من 1.3 طن من التغليف البلاستيكي عام 2021، وهو رقم من المتوقع أن يبلغ أكثر من الضعف خلال العقد الحالي. علماً أن ما يقارب ثلث البلاستيك يستخدم في التغليف، بينما ينتهي 85 في المئة منه في المكبات والمطامر.

الدورة المكسورة

يكاد يكون من المستحيل إعادة تدوير نوع البلاستيك المستخدم في عديد من التغليف. في الواقع، تمت إعادة تدوير نسبة صغيرة، نحو 9 في المئة، من جميع البلاستيك الذي تتم صناعته.

التغليف الذي تستخدمه "أمازون" مصنوع من الصنف الذي تصفه أوشيانا بفئة "أكياس التسوق البلاستيكية"، وهو نوع يصعب معالجته ولا تقبل به غالبية برامج إعادة التدوير المحلية.

ومن أصل 18 قطعة من التغليف على صفحة "سيكوند تشانس" (الفرصة الثانية) Second Chance الأميركية لـ"أمازون دوت كوم" و"أمازون" لطلبات توصيل البقالة، 10 يمكن إعادة تدويرها على غرار الأكياس المبطنة بالورق وثلاثة غير قابلة للتدوير على غرار الأكياس الورقية التي تحتوي على بطانة من القفاعات الهوائية. أما القطع الخمس المتبقية التي تشمل الأكياس البلاستيكية الزرقاء والبيضاء والأكياس المبطنة بالفقاعات، فتم إرفاقها بهذه العبارة: "تقدم بعض المدن خدمة إعادة التدوير من خلال وضع الأكياس في الحاويات المخصصة. في حال لم يكن ذلك متوفراً، استخدموا المواقع المخصصة للتوصيل المعتمدة من قبل المتجر والتي يتم فيها قبول الأكياس البلاستيكية". وتضم الصفحة رابطاً "لإيجاد موقع التوصيل".

بحسب أوشيانا، كشف اختبار للمتسوق السري أجري عام 2021 في 186 موقعاً لتوصيل الأكياس توزعت على 25 مدينة في أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأن 41 في المئة من تلك المواقع لم تقبل التغليف البلاستيكي لـ"أمازون". ولم يدرك المديرون في أكثر من 80 في المئة من هذه المتاجر بأنها مدرجة كمواقع لتسلم الأكياس لإعادة التدوير.

وكتبت أوشيانا: "أكد مسؤولو إعادة التدوير المحليون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنهم لم يتمكنوا من إعادة تدوير أكياس التغليف البلاستيكية التي تستخدمها (أمازون). وشرحوا بأن الأشخاص يستمرون بوضع هذا التغليف في العبوات المخصصة لإعادة التدوير الأمر الذي يلوث المواد البلاستيكية الأخرى".

وفي منشور مدونة نشر يوم الثلاثاء، كتبت "أمازون" أنه "على رغم أن التغليف البلاستيكي الذي تستخدمه (أمازون) اليوم قابل لإعادة التدوير، فإنه يتطلب بشكل عام من مستهلكينا أخذ تلك المواد من منازلهم وإيصالها إلى مواقع التسليم المحددة". وأضافت الشركة أنها "تقر بأنها ليست تجربة المستهلكين المثالية".

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 12 في المئة من النفايات الصلبة المحلية مصنوعة من البلاستيك، كما يتم إحراق نحو 40 في المئة من تلك النفايات حول العالم مما يطلق غازات سامة خطرة في الجو، فيما تتعفن البقية في المكبات والمطامر، حيث يسرب البلاستيك مواد كيماوية في الجو لمئات الأعوام التي يستغرقها للتحلل.

وإن لم يكن يلوث الأراضي والمساحات أو يتم إحراقه، تنتهي كميات هائلة من البلاستيك في المحيطات، إذ تدخل 8 ملايين طن من البلاستيك إلى المحيطات سنوياً بوتيرة ستتخطى معها عدد الأسماك بحلول عام 2050.

 

وقدر التقرير الجديد الذي أصدرته أوشيانا بأن 26 مليون باوند (11793 مليون طن) من التغليف البلاستيكي لـ"أمازون" يدخل إلى المياه العالمية. ويمكن أن يشكل البلاستيك سلاحاً فتاكاً ضد المحيطات والحيوانات، فقد ابتلعت مئات الأصناف من الحيوانات الأكياس البلاستيكية أو علقت بها مما يمكن أن يسبب لها الاختناق أو الموت جوعاً أو الغرق.

كما ربطت دراسة حديثة البلاستيك بزيادة التلوث الحمضي في المحيطات، الأمر الذي يخفض الأس الهيدروجيني (pH) لمياه البحر ويحولها إلى مسكن غير ملائم للحياة البحرية.

ولكن، ما يحصل في المحيط لا يبقى فيه. فالبلاستيك ينقسم أولاً إلى أجزاء صغيرة يطلق عليها اسم "ميكروبلاستيك" (microplastic) ومن ثم إلى أجزاء ميكروسكوبية (مجهرية) تسمى "نانوبلاستيك" (nanoplastic). تبتلع الأسماك تلك الأجزاء وتستنشقها المخلوقات المائية الصغيرة على غرار المحار والبطلينوس والأصداف، بالتالي ليس بالأمر المفاجئ أن ينتهي بها المطاف في أطباقنا.

وأظهرت الدراسات أن البشر يشربون الميكروبلاستيك من المياه ويستنشقونه، كما كشف العلماء وجود الميكروبلاستيك في الدم والبراز البشري وفي مشيمة الأطفال الذين لم يولدوا بعد.

والجدير بالذكر أن البحث في تأثيرات كل هذا البلاستيك ما زال في مرحلة مبكرة، ولكن أظهرت الدراسات أن بوسع الميكروبلاستيك أن يتسبب في ضرر للخلايا البشرية، وهو مرتبط أيضاً ببعض الحالات كمرض التهاب الأمعاء.

وفي هذا الإطار، قال هارمن سبيك، مدير الابتكار والحلول في مؤسسة "بلاستيك سوب فاونديشن" Plastic Soup Foundation التي تركز على الرابط بين البلاستيك وصحة الإنسان: "نعتقد أننا نواجه خطراً كبيراً، وهنالك عديد من العلماء الذين يشيرون إلى وجود دليل يظهر أننا نتأثر بتلوث البلاستيك، وخصوصاً الميكروبلاستيك".

وأطلقت المجموعة أول قمة للصحة البلاستيكية (Plastic Health Summit) عام 2019 كما مولت بحثاً يتناول كيفية تأثير البلاستيك على الأنظمة الغذائية.

وقال سبيك لـ"اندبندنت": "يوجد البلاستيك في دم الماشية ولحمها وحليبها، وفي كل مكان، ولهذا فالأمر مقلق فعلاً. نعلم انطلاقاً من بحثنا أن الجزيئات الصغيرة جداً أو النانوبلاستيك تمتصها جذور النباتات ونحن نأكل تلك المحاصيل. حتى مياه الشرب فهي ملوثة بالميكروبلاستيك في أيامنا هذه وهو ما يطرح مخاوف كبيرة". وأضاف أن هنالك دائماً درجة من المخاطر في ما يتعلق بالبلاستيك لأنه ينشر قطعاً صغيرة خلال العمليات الميكانيكية اللازمة لصناعته.

وقال سبيك: "ينطبق الأمر نفسه على مواد التغليف، إذ إن هنالك عديد من العمليات التي يتوجب القيام بها قبل أن يستخدم البلاستيك كمواد للتغليف، كما أن تلك العمليات تجري على يد الإنسان. يوجدون في غرفة مع المواد ويعملون بها، بالتالي فإن الاحتمالات كبيرة بأن تلك المواد تبعث كثيراً من الميكروبلاستيك التي تتناثر في الجو".

قنبلة الكربون

يبدو أن انتشار النفايات البلاستيكية الناتجة عن "أمازون" يتعارض بشكل أساسي مع تعهدها الطموح المتعلق بالمناخ، فقد التزمت الشركة بلوغ هدف تصفير انبعاثات الكربون بحلول عام 2040، الخطة التي كانت قد وقعت عليها 300 شركة أخرى أيضاً.

وتصف دانا ميلر من جمعية أوشيانا هذا التفاوت بالأمر "المخيب للآمال". وقالت، "بوسع الجهود المبذولة لتقليل التغليف البلاستيكي أن تساعد في جهود (أمازون) لتقليل انبعاثات الكربون".

 

تعد الأزمة المناخية جزءاً لا ينفصل عن أزمة البلاستيك المتفاقمة لأنها من نتاج الوقود الأحفوري. وتصدر غالبية البلاستيك الذي لا يعاد تدويره غازات دفيئة أكثر عندما تتحلل.

وفي هذا السياق، حددت شركات النفط البلاستيك، أو الصناعات البتروكيماوية، بأنها مجال يشهد نمواً على اعتبار أن عدداً إضافياً من البلدان تتحول إلى الطاقة النظيفة [بالتالي تقلل استخدام الوقود الأحفوري]. وصرحت جوديث إنك، مؤسسة ومديرة المجموعة البيئية غير الربحية "بيوند بلاستيكس" (Beyond Plastics) لقناة "سي أن بي سي" (CNBC) في مطلع العام الحالي: "يشكل البلاستيك الخطة البديلة لقطاع الوقود الأحفوري".

وأظهرت "أمازون" نفسها على أنها شركة تتمتع بالابتكار عندما يتعلق الأمر بخفض الانبعاثات كطرح سيارات التوصيل الكهربائية والتخطيط للتحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2025.

ولكن، تبقى علامة استفهام كبيرة متعلقة بنوع الانبعاثات التي تحتسبها "أمازون" في تقاريرها الذاتية التي توثق رحلتها إلى تصفير الانبعاثات.

فقد وجد مقال نشره في فبراير (شباط) 2022 "مركز التقرير الاستقصائي" The Center for Investigative Reporting بأن "أمازون" تقوم بالاحتساب الكامل لانبعاثات الكربون الناتجة عن المنتجات التي تحمل فقط علامة "أمازون" التجارية على غرار "كيندلز" Kindles و"أمازون بيزيكس" AmazonBasics.

وجاء في المقال أن "الشركة أبلغت الكونغرس بأن تلك الانبعاثات تشكل واحداً في المئة من مبيعاتها على الإنترنت". كما أن ذلك يضع "أمازون" على خلاف مع مقاربة بائعي التجزئة والمنافسين الأصغر على غرار "تارغت" Target و"وولمارت" Walmart ويطرح خطراً بترك كميات هائلة من الانبعاثات التي تتسبب في ارتفاع حرارة الكوكب من دون أن يتم تسجيلها.

ورداً على النتائج التي أوردها المقال، قال متحدث باسم "أمازون" لـ"اندبندنت" إن الشركة تطبق "أفضل الممارسات المعروفة" لخفض انبعاثات الكربون. وتابع قائلاً، "كما أن "أمازون" تقوم بالتحري عن حلول جديدة والاستثمار فيها وبنائها في مواجهة إلحاح الأزمة المناخية. بصفتنا مؤسساً شريكاً وأول الموقعين على مبادرة "تعهد المناخ" Climate Pledge، أرسينا هدفاً للتوصل إلى تصفير انبعاثات الكربون بحلول عام 2040، أي قبل 10 أعوام من اتفاقية باريس للمناخ لأننا ندرك أنه يتوجب علينا التحرك بسرعة. نستمر في الاستثمار بشكل كبير وسريع في حلول خفض انبعاثات الكربون المرتكزة على العلم، والتي سيكون لها لا آثار كبيرة وطويلة الأمد للدفع بنا قدماً نحو الطريق إلى تصفير الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2040".

الضغط الشعبي

يبدو أن نصف المساهمين في "أمازون" مستائين من التلوث الذي يطرحه التغليف البلاستيكي بمن فيهم كبار المستثمرين على غرار "بلاك روك" BlackRock.

وفي هذا الإطار، كتب أكبر مدير للأصول في العالم في نشرة قبيل الاجتماع السنوي العام لـ"أمازون" هذا العام: "لا تكشف (أمازون) صراحة عن الكمية الإجمالية للبلاستيك المستخدم، لذلك من الصعب على الجهات المعنية تحديد مدى فاعلية إدارة الشركة لهذه المخاطر المادية ومدى تقدمهم تلو الآخر".

هذا ووصفت بلاك روك تلوث البلاستيك "بالخطر الطويل الأمد على الأعمال".

 

في مايو (أيار)، صوت 48.9 في المئة من المساهمين في "أمازون" لصالح قرار يحث عملاق التجزئة بفعل مزيد لمعالجة التلوث البلاستيكي الناتج عنه. وفيما لم يحصل الطلب على الأكثرية، غير أنه حاز على دعم أكبر من أي قرار آخر في تاريخ الشركة بحسب ما أوردت أوشيانا.

وسبق لـ"أمازون" أن أثبتت قدرتها على التأقلم مع التغليف المعاد استخدامه والورق والكرتون اللذين تسهل إعادة تدويرهما في البلدان التي تفرض قوانين صارمة على البلاستيك على غرار الهند وألمانيا والمملكة المتحدة.

وأفادت أوشيانا بأن التساهل الشعبي تجاه البلاستيك الأحادي الاستخدام يتضاءل في الولايات المتحدة التي تسهم في الجزء الأكبر من آثار التغليف البلاستيكي التي تنتجها "أمازون".

وكانت ولاية كاليفورنيا قد أدخلت تشريعات طموحة لتقليل التغليف البلاستيكي أحادي الاستخدام وزيادة عمليات إعادة التدوير هذا العام. وفي حين تتصدر ولاية كاليفورنيا التي تشكل خامس أكبر اقتصاد في العالم، القضايا البيئية، تثبت الولايات الأميركية الأخرى أنها ستتبعها، كما حدث مع الحظر الذي فرضته على الأكياس البلاستيكية والسيارات الجديدة التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول عام 2035، على سبيل المثال.

ولكن، عوضاً عن اعتماد مقاربة تقنية، تقود أوشيانا مطالبة "أمازون" بالتزام خفض التغليف البلاستيكي على مستوى الشركة بمقدار الثلث على الأقل بحلول العام 2030، كما تطلب المجموعة من الشركة إصدار تقارير علنية في شأن آثار التلوث التي يصدرها التغليف البلاستيكي فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع المنتجات التي بيعت عبر موقعها الإلكتروني.

وأضافت ميلر قائلة، "يتعلق الأمر بما تضعه "أمازون" في أعلى سلم أولوياتها، وللأسف لا يشكل البلاستيك أحد تلك الأولويات بالقدر الذي يجب أن يكون عليه. هنالك أزمة تواجه محيطاتنا حالياً، وبصفتها شركة البيع بالتجزئة الأكبر عالمياً، بوسع (أمازون) فعلاً أن تحدث فارقاً ملحوظاً في هذا الإطار".

© The Independent

المزيد من بيئة