Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأفوكادو والقهوة والحمضيات "تهدد الأمن الغذائي العالمي"

تحتل زراعة المحاصيل الواحدة مساحات زراعية أكثر من أي وقت مضى لكن الغذاء الذي توفره غير كاف للحشرات الملقّحة

مزارع إندونيسي يجمع القهوة في منطقة كارو شمال سومطرة في فبراير 2011 (رويترز)  

وجدت دراسةٌ حللّت بياناتٍ جُمعت على امتداد 40 عاماً أنّ تفضيل الغرب لأطعمة مثل الأفوكادو والقهوة والحمضيات يهدّد الأمن الغذائي العالمي.

فقد تراجع تنوع المحاصيل الزراعية حول العالم مقابل توسّع زراعة المحاصيل الواحدة مثل فول الصويا وبذور الكانولا والنخيل التي تحتّل اليوم مساحات أكبر من الأراضي مقارنة بأي وقت مضى. 

لا توفّر هذه المحاصيل الغذاء للحشرات الملقّحة سوى خلال فترة محدودة حين تُزهر. وهذا يجعلها مصدراً غذائياً غير ثابتٍ بالنسبة للحشرات التي تتناقص أعدادها بسرعة حول العالم. كما زاد استخدام الأسمدة من حدّة هذا التدهور.

وقال دايفيد إينوي من جامعة ماريلاند الذي شارك في إعداد البحث "يتجه المزارعون نحو أنواع أكبر من المحاصيل التي تتطلب التلقيح مثل الفواكه والمكسّرات والبذار التي تستخرج منها الزيوت بسبب الطلب المتزايد عليها وقيمتها الأعلى في السوق".

"تشير هذه الدراسة إلى أنّ التوجهات الحالية لا تناسب الملقحات والبلدان التي تنوّع محاصيلها الزراعية ستستفيد بالتالي أكثر من تلك التي تتجه نحو زراعة أصناف محدودة من المحاصيل".

حلّل الباحثون بيانات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول زراعة محاصيل الحقول بين عامي 1961 و2016. ووجدوا أنّ النقص في عدد الملقحات يؤدي في الغالب إلى تراجع كبير في المحاصيل أو إلى عجز كامل yفي الحصاد.

أمّا أكثر المناطق معاناة من عدم انتظام الزراعة فهي البرازيل والأرجنتين والباراغواي وبوليفيا حيث أدى توسع مزارع فول الصويا إلى إزالة الغابات. وتُصدَّر الصويا إلى أوروبا حيث تستخدم كعلف للمواشي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال البروفسور مارسيلو آيزن من المجلس الوطني للأبحاث العلمية والتكنولوجية (كونيست) في الأرجنتين  والمسؤول عن الدراسة "ارتفع إنتاج الصويا بنحو 30 في المئة عالمياً كل عقد"

"وتؤدي هذه الزيادة إلى وقوع مشاكل لأنً استصلاح حقول الصويا قضى على العديد من المواطن الطبيعية وشبه الطبيعية ومنها الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية والمروج."

وتخلّف زراعة النخيل في ماليزيا وإندونيسيا الآثار نفسها حسب ما ورد في الدراسة التي نشرتها مجلة غلوبال تشاينج بيولوجي العلمية.

وفيما تعد البلدان الأضعف تلك التي تستبدل الغابات بزراعة المحاصيل الأحادية، تبالغ دول أخرى أيضاً في اعتمادها على الملقحات.  

ففي أوروبا على سبيل المثال تتضاءل رقعة الأراضي الزراعية مع تراجع الزراعة أمام توسع رقعة المناطق الحضرية . وتستبدل المحاصيل المعتمدة على الملقحات تلك التي لا تعتمد عليها مثل الأرز والقمح.

ويسبب هذا الموضوع مشاكل في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والنمسا والدنمارك وفنلندا.

وعلى الرغم من تأثر المناطق الفقيرة في المقام الأول بعجز المحاصيل فسوف تطال النتائج المترتبة على هذا الوضع العالم أجمع.

وقال البروفسور إينوي "يجب أن يعتبر واضعو السياسات هذه الدراسة إنذاراً يدفعهم إلى التفكير بسبل حماية مجموعات الحشرات الملقّحة وتشجيع تكاثرها فهي تستطيع أن تلبي حاجات المحاصيل المتزايدة للتلقيح"

"والخلاصة هي أنه عندما تزرع المزيد من المحاصيل المعتمدة على الملقّحات، عليك أن تنوّع المحاصيل وأن تتبنى نظام إدارة لا يؤذي الملقحات".

عبّر الباحثون عن أملهم في أن تحث دراستهم واضعي السياسات على التقليص من استخدام مبيدات الحشرات وزراعة النباتات والأزهار حول المحاصيل من أجل توفير أوكار وأعشاش وغذاء للحشرات الملقّحة.

وعلى المستهلكين التدقيق في وجود معايير محددة على سلعهم مثل القهوة التي تزرع في ظل الأشجار لأنها تساهم في وجود تنوع بيولوجي أكبر.  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة