Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة لزراعة أشجار معدلة وراثياً في الولايات المتحدة لإنقاذ الغابات من الاندثار

زيادة جينات للحماية من الأمراض والآفات الغريبة قد تنقذ أنواعاً من الأشجار على شفير الانقراض

أثبتت دراسات أن كثرة الغابات تساعد في الحد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. (أ.ف.ب)

ثمة خطط لزراعة مساحات من الأشجار المعدلة وراثياً في غابات أميركا الشمالية المتآكلة في محاولة لإنقاذها من الأمراض والآفات التي تعاني منها.

عانت أنواع من الأشجار مثل شجرة الرماد وشجرة الصنوبر الأبيض الساق انخفاضاً كارثياً في أعدادها وصل إلى النصف بعد أن تمكّنت كائنات دخيلة من خارج أميركا من مهاجمة الأشجار.

وفي وقت شارفت بعض أنواع الأشجار على الانقراض، دعا بعض العلماء إلى إجراءات جذرية لمساعدة الغابات على مقاومة الآفات.

أوضحت عالمة البيئة من جامعة ميتشيغن الدكتورة إينيس إيبانيز أن "فتك الآفات بأنواع الأشجار المحلية يعود إلى أنها غير مهيأة جينياً لحماية نفسها منها".

وفي المقدور حل هذه المشكلة من طريق تزويد الأشجار بأدوات جينية تحتاجها لصد مهاجميها.

قال عالم الاجتماع في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية الدكتور جايسون ديلبورن "يميل الناس إلى استكشاف إمكانات التقنية الحيوية-البيولوجية التي يمكن استخدامها لإدخال سمة معينة إلى بعض أنواع الأشجار لتمكينها من مقاومة أو تحمّل أنواع محددة من الأمراض والآفات."

وعلى الرغم من القيود الصارمة على الهندسة الوراثية، فالهدف الصريح من زراعة هذه الأشجار المعدلة وراثياً هو نشرها على نطاق واسع، الأمر الذي حمل حكومة الولايات المتحدة على الاستعانة بالدكتور ديلبورن والدكتورة إيبانيز وعدد من الباحثين الآخرين من مختلف المجالات الأكاديمية، لتقييم ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تُقدِم على هذه الخطوة الضخمة نحو المجهول.

جاء عمل هؤلاء العلماء في مرحلة حيوية وحاسمة، إذ إن الجهود المبذولة لتعديل الأشجار وراثياً بدأت بالفعل.

ولعلّ المشروع الأكثر نجاحاً في هذا المجال هو المشروع الذي استهدف أشجار الكستناء الأميركية، التي فتكت بها آفة فطرية في منتصف القرن العشرين.

كانت أشجار الكستناء تشكّل نحو ربع الأشجار في الغابات الواقعة شرق الولايات المتحدة، ولكن لم يتبقَ من هذه الأشجار إلّا جذوعها بعد أن فتكت الآفات بـستة مليارات شجرة.

لكن هذه الأشجار ربما تكون قد عثرت على من ينقذها من خلال مشروع رائد يقوده البروفيسور ويليام باول في جامعة ولاية نيويورك - كلية علوم البيئة والغابات، إذ تمكّن باول من توليد أشجار كستناء تحمل جيناً إضافياً مستخرجاً من القمح يعمل على إزالة سموم الفطريات.

وأظهرت الاختبارات أن هذه السلالات الجديدة تتمتع بالقدرة على مقاومة آفة الفطريات، الأمر الذي يبث الأمل في ما يتعلق بمستقبل هذا النوع من الأشجار.

قال البروفيسور باول "الهدف هو تحرير زراعة هذه الأشجار من القيود التنظيمية، حتى نتمكن من زراعتها في البيئة من دون قيود، فيفُسح المجال أمام زراعة أشجار الكستناء طوال عقد حتى تتكاثر هي بدورها وتنتشر في الغابات".

وعلى خلاف عدد كبير من أنواع النباتات المعدلة وراثياً، لن تتوافر هذه الأشجار على المستوى التجاري، لأن الغاية منها في المقام الأول هي إعادة الطبيعة إلى شموخها السابق، وليس كسب المال".

مع ذلك، يمكن أن تواجه هذه التقنيات رد فعل عنيف، الأمر الذي دفع العلماء الذين عرضوا أعمالهم خلال ملتقى الجمعية الأميركية لتقدم العلوم في واشنطن إلى المطالبة بتوخي الحذر.

قال الدكتور دلبورن "بعض الناس يستسيغون هذه الفكرة، والبعض الآخر يقول "تريدون إطلاق كائن معدلّ جينياً في الغابات البرية، هل يُعقل ذلك؟".

وقالت الدكتورة إيبانيز إن إنقاذ غابات الولايات المتحدة يقتضي التزام مجموعة كبيرة من التدابير، بما في ذلك برامج لتكاثر النباتات والبحث عن طرق لتعزيز المقاومة الجينية في أوساط الأشجار. على الرغم من أن الهندسة الوراثية لا تُعتبر بَعد الحل الأمثل للمشكلة، قد يتبين ألا غنى عنها.

أضافت إيبانيز "قد نبدأ بخسارة أنواعٍ من النباتات بسرعة كبيرة، لذلك، نحتاج إلى أن يكون هذا الخيار الجينيّ في متناولنا ومن ضمن الأدوات المتاحة".

© The Independent

المزيد من علوم