Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باخموت الأوكرانية تحت تهديد الحصار الروسي

كييف تطالب بخفض سعر برميل النفط الروسي إلى 30 دولارا

أعلنت الرئاسة الأوكرانية​ السبت الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، أن الاقتصاد الروسي "سيدمَر" مع التنفيذ المرتقب لقرار تحديد سقف لسعر برميل النفط يبلغ 60 دولاراً، بعد الاتفاق الذي أبرمته دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا.
وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريتش يرماك على تطبيق تلغرام "نحقق هدفنا دائماً وسيتم تدمير اقتصاد روسيا وستدفع الثمن وستتحمل مسؤولية كل جرائمها". لكنه أضاف أن "كان يجب خفض سقف السعر الى 30 دولاراً لتدميره بشكل أسرع".
واتفقت مجموعة السبع وأستراليا على تحديد حد أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل.
روسيا ستواصل البحث
من جهتها، قالت روسيا السبت، إنها ستواصل البحث عن مشترين لنفطها رغم ما وصفته بالمحاولة "الخطيرة" من الحكومات الغربية لفرض حد أقصى لسعر صادراتها النفطية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون رفيعو المستوى في الكرملين مراراً إنهم لن يوردوا النفط للدول التي تطبق سقف الأسعار.
وانتقدت سفارة روسيا في الولايات المتحدة في تعليق على تلغرام ما قالت إنه "إعادة تشكيل" لمبادئ السوق الحرة وأكدت أن الطلب على نفطها سيستمر رغم هذه الإجراءات. وأضافت أن "مثل هذه الخطوات ستؤدي حتماً إلى زيادة عدم اليقين وفرض تكاليف أعلى على مستهلكي المواد الخام".
وتابعت "نحن على ثقة بأن الطلب على النفط الروسي سيستمر".
وسيسمح سقف الأسعار للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمواصلة استيراد النفط الخام الروسي المنقول بحراً، لكنه سيمنع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم ما لم يتم بيعها بأقل من الحد الأقصى للسعر.
تطويق بلدة في دونيتسك
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن روسيا تخطط على الأرجح لتطويق بلدة باخموت في إقليم دونيتسك بالتقدم إلى الشمال والجنوب. وأضافت الوزارة، في تحديث يومي لمعلومات الاستخبارات، أن الاستيلاء على المدينة سيكون له أثر محدود على العمليات لكن من المحتمل أن يسمح لروسيا بتهديد كراماتورسك وسلوفيانسك.
وقالت الوزارة في التحديث المنشور على "تويتر" "هناك احتمال واقعي بأن الاستيلاء على باخموت أصبح في الأساس هدفاً سياسياً رمزياً لروسيا".

الميليشيات الأوكرانية في الشرق
في سياق متصل، وعلى الرغم من نقص المعدات والذخيرة، يقول فولوديمير ريغيشا الذي يقود ميليشيات من المقاتلين المتطوعين في شرق أوكرانيا، إنه مستعد "للقتال حتى النهاية" ضد الجيش الروسي ولا يخطط أبداً "للاستسلام".
ومنذ عام 2014، كان زعيم "وحدة سانتا" يقاتل في حوض دونباس الأوكراني. في البداية ضد الانفصاليين الذين سلحتهم موسكو ثم منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي، ضد الجيش الروسي.
ويقول ريغيشا ذو اللحية الرمادية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الدافع بسيط. جاء عدو إلى أراضينا ولم يعد هناك ضرورة لدوافع أخرى" للقتال. وأضاف وهو يدخن سيجارته بينما يسمع دوي الانفجارات من بعيد "بالنسبة لنا، النجاح يترجم في الواقع بأننا لم نضطر للتراجع. نحن ندافع عن مواقعنا بأسناننا".
ويؤكد ريغيشا الذي كان هاتفه يرن باستمرار ليتلقى رسائل من الجبهة للاستعلام عن الموقف، "ستهدأ الأمور"، قبل أن يلتزم صمتاً طويلاً.
كان هذا الجندي المتطوع البالغ من العمر 48 سنة يقاتل في دونباس منذ ثماني سنوات، عندما تم تشكيل ميليشيات من المدنيين لمقاومة التمرد المسلح الموالي لموسكو في شرق البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كتائب المتطوعين
ويوضح سيرغي زغوريتس، المحلل المقيم في العاصمة الأوكرانية، أن "ظهور كتائب المتطوعين هذه كان له دور إيجابي" بالنسبة لكييف، معتبراً أن ذلك "كان رد فعل طبيعي من المجتمع على التهديد الذي نشأ".
ويرى عدد كبير من المقاتلين مثل ريغيشا أن هذه الميليشيات هي أسرع طريقة للقتال على الخطوط الأمامية، بالسلاح، من دون انتظار تجنيدهم رسمياً في الجيش النظامي.
ومنذ ذلك الحين، تم دمج عديد من هذه الكتائب تدريجياً في الحرس الوطني، تحت قيادة القوات المسلحة، في محاولة لإضفاء طابع احترافي على القوات. وتم استبعاد العناصر الذين يعتبرون الأكثر تطرفاً من هذه الوحدات.
وفي البداية انضم ريغيشا إلى صفوف كتيبة "برافي سيكتور" القومية المتطرفة، قبل أن ينسحب منها ويؤسس "وحدة سانتا" التي لا يزال يقودها حتى اليوم.
ومع ذلك، طغت الخلافات على تاريخ المجموعة إذ اتهم البعض وحدة ريغيشا بأنها تضم عدداً كبيراً من أعضاء اليمين المتطرف.
وهذه التأكيدات كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي برر مراراً حربه على أوكرانيا بضرورة "تخليصها من النازيين".
وينفي ريغيشا رسمياً هذه الاتهامات، واصفاً نفسه ومقاتليه بـ"الوطنيين".
وانتقد الخطاب الذي تستعمله موسكو ضدهم. وقال "إذا أحب الروس بلدهم، فهم يحبون الوطن الأم، لكن عندما يحب الأوكراني بلده، فإنه يعتبر قومياً أو حتى نازياً".
وفي غياب لائحة رسمية لإحصاء المقاتلين، تصعب معرفة العدد الدقيق لأفراد هذه الميليشيات. وقال ببساطة إن لديه "عدداً كافياً" من المقاتلين، بما في ذلك أجانب ومن أصحاب الاحتياجات الخاصة وحتى كبار السن.
ويقول أحدهم ويلقب بـ"الجد" داخل المجموعة، ويبلغ من العمر 71 سنة، إنه لم يتم قبوله في الجيش، "لهذا التحقت بكتيبة المتطوعين هذه".
جهود "مفيدة"
وريغيشا جهود رجاله مفيدة للجيش الأوكراني، على الرغم من أنهم لا يعملون معاً. ففي فبراير الماضي، عندما شنت موسكو هجوماً شرساً باتجاه كييف، توجه ريغيشا ورجاله بسرعة إلى العاصمة للدفاع عنها، لكن القيادة العسكرية طلبت منهم العودة إلى دونباس للدفاع عن المنطقة التي تطمح روسيا إلى انتزاعها، وهذا ما فعلوه.
وأصر ريغيشا على أن "الحرب مستمرة هنا منذ ثماني سنوات لهذا السبب لم تكن هناك صدمة أو ذعر، فقد كنا مستعدين للدخول فيها".
من جهة أخرى، يعني وجود الميليشيات بموازاة الجيش أن "وحدة سانتا" لا تستطيع الحصول سوى على القليل جداً من الأسلحة والذخيرة الثقيلة.
"كتيبة آزوف"
وتذكر قصة ريغيشا بـ"كتيبة آزوف"، وهي وحدات المتطوعين التي تم دمجها بالجيش الأوكراني في عام 2014 ودافعت لأسابيع في الربيع عن مجمع الصلب في آزوفستال في ماريوبول (جنوب).
وهذه المقاومة التي لم تكن تملك سوى القليل من الأسلحة والذخيرة، أكسبت عناصر "آزوف" ثناء عديد من الأوكرانيين الذين يفخرون بصمودهم أمام القوة النارية الروسية.
لكن ريغيشا يقول، إنه تذكر شيئاً آخر هو شهادات مقاتلين أسروا في الحرب وتحدثوا عن حرمان من الطعام وتعذيب أثناء احتجازهم في السجون الروسية.
ويقول "بات من الواضح أنه يجب ألا نسمح بأسرنا"، مؤكداً قناعته بأن معاملة مماثلة أو حتى أسوأ من ذلك، ستكون بانتظار المقاتلين إذا اعتقلوا.
وأكد ريغيشا "سيكون ذلك موتاً طويلاً ومؤلماً، لا أحد منا يستطيع الاستسلام. علينا القتال حتى النهاية".

المزيد من الأخبار