تخلى قادة منتخبات إنجلترا وويلز وبلجيكا وهولندا وسويسرا وألمانيا والدنمرك عن ارتداء شارة لدعم المثليين خلال كأس العالم بعدما وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تحذيرا بمنح بطاقة صفراء لأي لاعب مخالف.
وقال الاتحاد الهولندي في بيان "أنت لا تريد أن تبدأ المباراة بتلقي بطاقة صفراء، لهذا السبب فنحن كمجموعة عمل في اليويفا وبقلب مثقل... قررنا التخلي عن خطتنا".
وشهدت الساعات الأخيرة اشتعال شرارة أزمة جديدة في كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه قطر بين 20 نوفمبر (تشرين الثاني) و18 ديسمبر (كانون الأول)، حيث يصر مسؤولو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على ارتداء قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين شارة ملونة لدعم حملة "حب واحد" التي تهدف لمناهضة التمييز ودعم المثلية الجنسية، خلال مباريات فريق الأسود الثلاثة في المونديال.
ويخوض المنتخب الإنجليزي مباراته الأولى، الإثنين 21 نوفمبر، أمام إيران في استاد خليفة الدولي بالدوحة في افتتاح مباريات المجموعة الثانية.
وأفادت تقارير صحافية بريطانية بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أبلغ الاتحاد الإنجليزي بأن لوائحه التنظيمية الخاصة بالملابس والمعدات تمنع ارتداء هذه الشارة، وأن مخالفة هذه اللوائح ستتسبب في معاقبة كين والاتحاد الإنجليزي.
وكان الاتحاد الإنجليزي قد أعلن سابقاً أن لاعبي إنجلترا سيؤدون قبل انطلاق مباريات كأس العالم حركة الجلوس على الركبة الواحدة المناهضة للتمييز العنصري، لكنهم أظهروا تصميماً شديداً على ارتداء كين شارة حملة "حب واحد" التي أطلقها المنتخب الهولندي في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتي تحمل شعاراً مصمماً من ستة ألوان، مثل شعار مجتمع الميم.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن أن مسؤولي الاتحاد الإنجليزي قلقون من احتمال حصول كين على بطاقة صفراء إذا سار على الخطة الموضوعة بارتداء شعار الحملة المرفوضة في الدولة المنظمة للبطولة قطر، والمتعارضة مع قوانين (فيفا).
وبينما كان العالم منشغلاً بحفل افتتاح المونديال ثم فوز الإكوادور على قطر بنتيجة (0-2)، سعى المسؤولون التنفيذيون في الاتحاد الإنجليزي إلى الحصول على توضيح من (فيفا) في شأن العقوبات التي يمكن توقيعها إذا أصروا على قرار بدء حملة "حب واحد" في المونديال.
ولا يكترث الاتحاد الإنجليزي في شأن توقع أي غرامة مالية عليه بسبب الحملة، لكنه يخشى تعرض قائد الفريق وهدافه هاري كين للإيقاف إن خالف لوائح (فيفا).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويخوض كين (29 سنة) نهائيات كأس العالم 2022 على أمل تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم واين روني كأفضل هداف في تاريخ منتخب بلاده.
ويحتاج كين، الذي فاز بالحذاء الذهبي لهداف نسخة 2018 قبل أربع سنوات في روسيا، لهدفين فقط من أجل معادلة رقم روني الذي سجل 53 هدفاً دولياً خلال مسيرته الطويلة قبل الاعتزال.
وسجل كين ستة أهداف في مونديال 2018، عندما توقفت مسيرة إنجلترا أمام كرواتيا في الدور نصف النهائي، ثم أنهت البطولة في المركز الرابع.
وقال كين قبل ساعات من انطلاق المباراة الأولى ضد إيران، "لقد أوضحنا كفريق وموظفين ومنظمة أننا نريد ارتداء شارة القيادة هذه، أعلم أن الاتحاد الإنجليزي يتحدث إلى (فيفا) وبحلول وقت المباراة سيكون قد اتخذ قراره".
وتعتمد إنجلترا بقيادة المدرب الوطني غاريث ساوثغيت على قدرات كين نجم توتنهام هوتسبير بشكل كبير، بخاصة في تسجيل الأهداف، إضافة إلى أدواره المتعددة في الضغط على دفاعات المنافسين وخلق مساحات للاعبي الوسط والطرفين، ويمكن القول إن آمال إنجلترا في الوصول إلى أدوار متقدمة متوقفة على قدرة كين على الحفاظ على معدل تسجيله المذهل للأهداف.
وأضاف المدرب غاريث ساوثغيت، "أعلم أن هناك بعض المحادثات جارية، تحدثت كذلك عدة دول أوروبية إلى (فيفا)".
"لقد أوضحنا موقفنا ونأمل أن يتم حل كل شيء قبل المباراة".
ولن تكون إنجلترا وحيدة في صراعها مع (فيفا) واللجنة المنظمة لمونديال قطر في شأن دعم الحملة حيث تجتمع مع سبعة اتحادات أخرى تشارك منتخباتها في البطولة هي هولندا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وسويسرا وويلز.
وقال قائد المنتخب الهولندي فيرجيل فان دايك قبل مباراة فريقه ضد السنغال، "لم يتغير شيء من وجهة نظرنا، لذلك سأرتدي الشارة".
"إذا حصلت على بطاقة صفراء لارتدائها فسنضطر إلى مناقشة الأمر، لأنني لا أحب اللعب وأنا أحمل بطاقة صفراء".
وتأتي حملة "حب واحد" ضمن سلسلة من الضغوط التي تعرضت لها قطر منذ حصولها على حق تنظيم البطولة الأكبر في كرة القدم العالمية، كان أبرزها حقوق العاملين في مشاريع الملاعب وأماكن الإقامة والبنية التحتية.
وكان الاتحاد الألماني لكرة القدم كشف في سبتمبر الماضي عن أن حملة "حب واحد" التي تبناها المنتخب الهولندي هي فكرة أطلقتها في الأساس مجموعة عمل تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مسؤولة عن دراسة قضايا حقوق العمال وحقوق الإنسان في قطر.
وقال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لمونديال 2022، "قطر دولة مضيافة، لكن لدينا عاداتنا وتقاليدنا، ومثلما ستحترم قطر عادات وتقاليد الضيوف من الدول المختلفة، نحن نعتقد أن من واجب الضيوف والزوار أثناء كأس العالم احترام عاداتنا وتقاليدنا في المنطقة".