منذ أول ظهور للبشر في أفريقيا قبل أكثر من مليوني عام تضخم عدد سكان العالم مع فترات توقف عابرة فقط في عدد الأشخاص المتزايد والذين يتشاركون كوكب الأرض.
وبينما يقترب عدد سكان العالم من 8 مليارات، وهي عتبة يتوقع بلوغها منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، تلقي وكالة الصحافة الفرنسية نظرة على المراحل الرئيسة في نمو البشرية.
ظهور الإنسان
يعود تاريخ أقدم الحفريات التي خلفها أقدم ظهور بشري معروف إلى 2.8 مليون سنة وقد تم العثور عليها في شرق أفريقيا.
لكن تقدير عدد الأشخاص الذين سكنوا الأرض بقي غير موثوق حتى القرن الـ19.
ما هو معلوم هو أن أسلاف البشر عملوا صيادين- جامعي ثمار وكان لديهم عدد قليل من الأطفال مقارنة بالسكان الذين استقروا لاحقاً، وذلك بهدف الحفاظ على أسلوب حياتهم الرحّل.
وكان سكان الأرض متناثرين جزئياً، ذلك أن الصيادين جامعي الثمار احتاجوا إلى مساحات واسعة لإطعام أنفسهم بمعدل نحو 10 كيلومترات مربعة لكل شخص، بحسب ما يشرح الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية هيرفيه لو برا.
وزاد عدد سكان الأرض تدريجاً مع مرور الوقت ولكن ببطء شديد للغاية.
الزراعة وتدجين الحيوانات
أحدث التعرف إلى الزراعة في العصر الحجري الحديث، أي في العام 10 آلاف سنة قبل الميلاد، أول قفزة سكانية معروفة.
ومع استقرار البشر في مكان واحد والقدرة على تخزين الطعام بسبب الزراعة، سجلت نسبة الولادات ارتفاعاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشرح لو برا، "كانت الأمهات قادرات على إطعام الأطفال العصيدة، مما سرع عملية الفطام وقلل مقدار الوقت بين الولادات، ما يعني مزيداً من الأطفال لكل امرأة".
ومع ذلك رتب تطور المستوطنات الدائمة أخطاراً مع تدجين الحيوانات، ما تسبب في إصابة البشر بأمراض جديدة مميتة. وكانت معدلات وفيات الأطفال خصوصاً مرتفعة مع وفاة ثلث عدد الأطفال قبل إتمام عامهم الأول ووفاة ثلث آخر قبل إتمامهم 18 سنة.
ويقول عالم الأنتربولوجيا في جامعة تولوز في فرنسا أريك كروبزي، "كان معدل الوفيات هائلاً، لكن طفرة الولادات كانت أيضاً دائمة".
وقفز عدد سكان العالم من 6 ملايين في العام 10 آلاف قبل الميلاد إلى 100 مليون في العام ألفين قبل الميلاد، ومن ثم إلى 250 مليون شخص في القرن الميلادي الأول، وفقاً لتقديرات المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية.
الموت الأسود
أدى الطاعون الأسود إلى توقف في عدد السكان بشكل مفاجئ في العصور الوسطى.
ووصل الوباء الذي ظهر في آسيا الوسطى في ما يعرف اليوم بقيرغيزستان، إلى أوروبا عام 1346 على متن سفن تنقل بضائع من البحر الأسود.
وخلال ثمانية أعوام قضى على قرابة 60 في المئة من سكان أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجراء تفشي الطاعون الذي يعرف أيضاً بالموت الأسود، انخفض عدد سكان الأرض بين عامي 1300 و1400 من 429 مليون إلى 375 مليوناً.
وتسببت أحداث أخرى على غرار طاعون جستنيان الذي ضرب البحر الأبيض المتوسط على مدى قرنين من 541 إلى 767، والحروب في مطلع العصور الوسطى في أوروبا الغربية، بانخفاض موقت في أعداد البشر على الأرض.
القفزة الكبيرة
بدءاً من القرن الـ19 بدأ عدد السكان بالتضخم في خطوة ترتبط إلى حد كبير بتطور الطب الحديث والزراعة الصناعية، مما عزز الإمدادات الغذائية العالمية.
ومنذ عام 1800 قفز عدد سكان العالم ثمانية أضعاف من قرابة مليار إلى 8 مليارات نسمة.
وبحسب كروبزي، لعب تطور اللقاحات دوراً محورياً، إذ أسهم لقاح الجدري بشكل خاص في القضاء على واحد من أكثر الأمراض فتكاً في التاريخ.
وجلبت السبعينيات والثمانينيات ثورة صغيرة أخرى، في شكل علاج لأمراض القلب، مما ساعد على تقليل الوفيات بين الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة.