Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نتفليكس" تطلق صافرة "كشف المستور" قبل "مونديال قطر"

وثائقي جديد يتحدث عن تورط مسؤولي "فيفا" في الرشوة والابتزاز وغسل الأموال

تكلف المعلقون بسرد سلسلة طويلة من الفضائح مشيرين إلى أن الواقع أكثر قتامة مما ستعرضه الشاشة (موقع نتفليكس)

في حين ينشغل محبو كرة القدم بمتابعة أخبار الاستعداد لمونديال كأس العالم في قطر الذي سينطلق في الـ 20 من نوفمبر (تشرين الثاني)، قررت "نتفليكس" أن تشارك في الحدث على طريقتها، إذ اختارت توقيتاً مثالياً لتضرب ضربتها بعمل وثائقي يحمل عنوان "كشف فيفا" (FIFA Uncovered) يبث قبل أيام قليلة من صافرة بداية أولى مباريات المونديال الذي يقام للمرة الأولى في دولة عربية.

ويكشف الوثائقي الجديد فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ويفند تفاصيل الاتهامات التي تحول بعضها إلى إدانات حاسمة تتعلق بتلقي مسؤولين فيه رشاوى من كل حدب وصوب.

ولا يتعلق الأمر مع "فيفا" بمجرد التشكيك، بخاصة أن أكثر من محكمة قالت كلمتها وعاقبت عدداً من مسؤولي الاتحاد الذي أنشئ عام 1904 باجتماع في العاصمة الفرنسية بينما المقر الأساس يقع في زيورخ السويسرية.

وعلى قدر شعبية لعبة كرة القدم جاءت الفضائح ليلقي وثائقي "نتفليكس" المرتقب مزيداً من الضوء على كواليس الهيئة الأكبر للرياضة والأكثر جماهيرية في العالم، فالإعلان الترويجي للفيلم يشير إلى أن البطل الرئيس هو جوزيف بلاتر، وخلال دقيقة ونصف الدقيقة تابع المهتمون مشاهد من هنا وهناك تضم مسؤولين كثر بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما بقي عالقاً في الأذهان صوت السويسري جوزيف سيب بلاتر وهو يلوح باللافتة قائلاً بلهجة يحاول أن تكون قريبة من العربية "ك ـ ا ـ ت ـ ا ـ ر"

فساد في "الحديقة السرية"

وجاءت التعليقات التي لم تتوقف منذ طرح "البرومو" في الـ 25 من أكتوبر (تشرين الأول) لتثني على اختيار "نتفليكس" هذا التوقيت تحديداً لتذكير الجماهير بالفساد المستشري الذي لاحق مؤسسة تنظم أكبر فعاليات متعلقة باللعبة الشعبية الأولى على الكوكب، إذ تكشف اللقطات أيضاً ما جرى في كواليس تنظيم روسيا لكأس العالم 2018، بينما النسخة الـ 22 من البطولة "قطر 2022" هي التي تستحوذ على الاهتمام بصورة أكبر.

وبحسب ما جاء على موقع usa today فإن وزارة العدل الأميركية أقرت العام الماضي بأنه تم تقديم رشاوى لمسؤولين في "فيفا" من أجل الفوز بدعمهم، سواء في ما يتعلق بتنظيم كأس العالم في روسيا أو في قطر، وكان العام 2015 شهد إدانة 14 من كبار المسؤولين بالاتحاد الدولي من قبل وزارة العدل بغسل الأموال والابتزاز وتلقي الرشاوى.

وتضع "نتفليكس" تنويهاً تعريفياً مقتضباً للوثائقي الذي سيعرض في التاسع من هذا الشهر يقول "من صراع القوى إلى السياسة العالمية يكشف الوثائقي عن تاريخ المنظمة المتقلب، وما هي إجراءات استضافة كأس العالم".

ومع ذلك تكلف المعلقون بسرد سلسلة طويلة من الفضائح، مشيرين إلى أن الواقع أكثر قتامة مما ستعرضه الشاشة بكل تأكيد، فيما تتردد أوصاف مثل "منظمة إجرامية" و"حديقة سرية" لوصف المنظمة، بينما نستمع إلى عبارة "بلاتر الأب الروحي لكرة القدم" من خلال لقطات المقطع الدعائي المشوق.

الأب الروحي تحت القصف

تعاقب على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم تسعة رؤساء أحدثهم الإيطالي السويسري جياني إنفانتينو الذي فاز بالمنصب بعد حصوله على أعلى الأصوات عام 2016 خلفاً لجوزيف بلاتر الذي قدم استقالته اضطرارياً، وعلى رغم أن بلاتر لم يكن هو الرئيس الأكثر بقاء في المنصب، إذ استمر 17 عاماً على رأس الاتحاد، لكنه الأكثر شهرة وإثارة للجدل في عالم إدارة مؤسسات كرة القدم، فيما كان الفرنسي جول ريميه الأكثر بقاء في المنصب، إذ استمرت رئاسته للاتحاد 33 عاماً بدأها عام 1921 ليختتمها عام 1954، أي قبل عامين فقط من وفاته في الـ 83 من عمره، يليه البرازيلي جواو هافيلانغ بنحو ربع قرن قضاها رئيساً للاتحاد، ليتغلب عليه في الانتخابات جوزيف بلاتر ثم يتولى الرئاسة في الثامن من يونيو (حزيران) 1998 وحتى الثاني من يونيو 2015، ويبدأ معه العقد الأكثر تأزماً وجدلاً وسطوعاً أيضاً، إذ تم تسليط الضوء على أنشطة "فيفا" في تلك الفترة كما لم يحدث من قبل، وحقق بلاتر بدوره نجومية لم تتح لغيره ممن سبقوه أو حتى من لحق به.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تلك الشهرة كانت لعنة على ما يبدو، وهي التي جعلت منصة "نتفليكس" تتحمس لتقديم عمل "يكشف المستور" عن سيرة "فيفا" ورئيسها الأكثر إثارة للانتباه.

وعلى رغم أن كل شيء على "نتفليكس" يمكن أن يتحول إلى مشروع فني، حتى إن المنصة حالياً تعرض مسلسلاً ساخراً عن الشركة التي نافستها بقوة في بدايتها "بلوك باستر"، لكن في حال "فيفا" فإن قطاعات عريضة من الجماهير لديها اهتمامات لا يمكن تجاهلها تدفعها إلى أن تعرف أكثر عمن يدير تلك المنظومة التي بشكل أو بآخر تتغذى باصطفافهم حول لعبة كرة القدم.

زمن البراءة المنقوصة

جوزيف بلاتر الذي يكمل خلال أشهر قليلة عامه الـ 87 فاز بخمس ولايات خلال انتخابات رئاسة "فيفا"، لكنه قدم استقالته تحت ضغوط قوية بعد أيام من فوزه بالولاية الخامسة، إذ إن الانتخابات تجرى كل أربع سنوات، وبعدها بدأت تتكشف فضائح الفساد تباعاً، بخاصة بعد ما تم نشره حول تلقي مسؤولين رفيعي المستوى مبالغ طائلة كعطايا للتصويت لمصلحة تنظيم جنوب أفريقيا كأس العالم 2010.

وأعلن بلاتر قراره خلال مؤتمر صحافي، مشيراً إلى الاستمرار في منصبه حتى موعد عقد انتخابات لاختيار رئيس جديد، وبعد الاستقالة بأشهر قليلة اتخذت لجنة القيم بالاتحاد الدولي قراراً بإيقاف بلاتر إلى جانب الفرنسي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة ثماني سنوات محلياً ودولياً، بسبب ما قيل حينها عن قبول عطايا وهدايا وتضارب مصالح.

وعلى إثر فضائح الفساد التاريخية اتهم الثنائي بإهدار مال المنظمة بعد معلومات عن منح بلاتر ما يقرب من ملياري دولار لبلاتيني في مقابل تقديم الأخير استشارات له، واللافت أنه قبل أشهر قليلة برأ القضاء السويسري الثنائي من تهم الفساد، لكن قبل بضعة أيام فقط قام الادعاء العام السويسري بالاستئناف مجدداً والمطالبة بإلغاء حكم البراءة الابتدائي، لتضيق الحلقة من جديد على رئيس "فيفا" السابق، مرة بسبب القضاء وأخرى بسبب وثائقي "نتفليكس" الصريح للغاية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة