Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية مجددا

حصل على 64 مقعداً ما يضمن له تشكيلها الوزاري والمخاوف تتزايد في تل أبيب

خلافاً لجميع التوقعات واستطلاعات الرأي الإسرائيلية بأن تفرز انتخابات الكنيست نتائج قريبة بين رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو أو حتى تساوي بينهما، حصل الأخير على 31 مقعداً وضمن معسكر اليمين برئاسته 64 مقعداً، فيما حصل حزب "يوجد مستقبل" برئاسة الأول على 24 مقعداً، أما معسكر "الوسط – المركز"، فنال 50 مقعداً فقط، بينها خمسة مقاعد لحزب القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

وحتى صبيحة الأربعاء، وبعد فرز حوالى 75 في المئة من صنايق الاقتراع تراوحت قوة معسكر اليمين برئاسة نتنياهو ما بين 61 و62 مقعداً حتى انتهى فرز 95 في المئة من صناديق الاقتراع ليرتفع معسكر اليمين واليمين المتطرف إلى 64 مقعداً، فيما حزب اليسار الوحيد "ميرتس" لم يتجاوز نسبة الحسم.

الأمر ذاته تكرر مع حزب التجمع الوطني برئاسة سامي أبو شحادة الذي رفض البقاء في القائمة المشتركة وخسارته أدت إلى حرق حوالى 130 ألف صوت عربي كان يمكن أن يرفع عدد مقاعد المشتركة إلى ثمانية أو تسعة مقاعد من دون مقاعد القائمة الموحدة (الحركة الإسلامية) برئاسة منصور عباس.

النتيجة النهائية قد تنتهي ظهر الخميس الموافق الثالث من نوفمبر (كانون الثاني) بعد أن يتم فرز ما هو معروف بـ"المغلفات المزدوجة"، وتشمل أصوات الجنود وعناصر الشرطة والسجناء والعاملين في السفارات والقنصليات ونزلاء دور المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وأصوات أخرى لمن أتيح لهم التصويت خارج بلدة سكنهم لاضطرارهم إلى العمل في يوم الانتخابات ويصل عدد هذه الأصوات إلى حوالى 450 ألف صوت.

هذه الأصوات تؤثر في النتيجة النهائية لقائمتين في الأقل، سواء في الحصول على مقعد إضافي أو خسارة مقعد، كما من المتوقع أن تفقد قائمة الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي مقعداً.

وقد تتراجع إلى أربعة مقاعد أو القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس، فمعظم أصوات الجنود تذهب عادة إلى الأحزاب اليهودية وهؤلاء يشكلون النسبة الأكبر للمغلفات المزدوجة.

وبموجب نتائج الانتخابات، فإن القوائم الداعمة لنتنياهو، الصهيونية الدينية برئاسة النائبين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش حصلت على 14 مقعداً، فيما نالت "شاس" 12 مقعداً، أما "يهدوت هتوراة"، فحصلت على ثمانية مقاعد و31 مقعداً لحزب "الليكود" برئاسة نتنياهو ليصل مجموعها إلى 65 مقعداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما القوائم الداعمة لمعسكر (اليمين – المركز)، "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد حصلت على 24 مقعداً و"المعسكر الوطني" 12 مقعداً و"يسرائيل بيتينو" خمسة مقاعد و"العمل" أربعة مقاعد والقائمة الموحدة خمسة مقاعد، مجموعها 50 مقعداً. أما قائمة الجبهة والتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي، فلا تعتبر في أي من المعسكرين.

فور إعلان خسارة لبيد ألغى مشاركته في مؤتمر المناخ الدولي الذي تعقده الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في شرم الشيخ والذي يتوقع أن يحضره عدد كبير من قادة الدول وسيمثل إسرائيل في المؤتمر رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.

من جهة ثانية أصدر قادة قائمة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وغدعون ساعر وغادي آيزنكوت بياناً جاء فيه "نحترم قرار الناخبين، وبعد تشكيل الحكومة سنخدم كمعارضة مسؤولة وبشكل رسمي فيما سنستمر في بناء المعسكر الوطني كبديل للحكم".

حصول نتنياهو على أكثرية 31 مقعداً لم يشكل مفاجأة لدى الإسرائيليين، لكن ارتفاع قوة معسكر اليمين برئاسته إلى 65 مقعداً، فلم تفاجئ الإسرائيليين المعارضين له فحسب، بل مثلت صدمة لشرائح ومناطق عدة في تل أبيب، المعروف أنها معقل للمركز- اليسار وليائير لبيد بشكل خاص.

نام الإسرائيليون على حصول معسكر اليمين على ما بين 61 و62 مقعداً، واستيقظوا على ارتفاع المقاعد إلى 65 لتحسم هذه النتيجة أن نتنياهو هو رئيس الحكومة المقبل.

وجود اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كثالث كتلة في الكنيست والأكبر في أحزاب الائتلاف الحكومي بعد "الليكود" جعلت النقاش الإسرائيلي يتركز على تداعيات مثل هذا الائتلاف ووجود بن غفير كوزير لأكثر الوزارات اهتماماً بأمن الجمهور والنظام إذ وعده نتنياهو بخمس وزارات ووزارة الأمن الداخلي (الشرطة) برئاسته.

وفي مقابلات لإذاعة الجيش تحدث عدد من الشباب عن أنهم بدأوا يحزمون الحقائب لمغادرة إسرائيل والسكن في الخارج، وقال أحدهم "لا يمكن العيش ولا التعايش مع شخصيات مثل بن غفير الذي أشهر مسدسه بشكل خطر وهو يقف إلى جانب الشرطة وهو الذي شتم القيادات الإسرائيلية إنه شخص لا يمكنه الجلوس في الحكومة"، وذكر شاب آخر في البرنامج أن "هذه البلاد لم تعد مستقبله وحياته".

وكتبت صحيفة "هآرتس" افتتاحية تحت عنوان "بن غفير الرابح الأكبر ودولة إسرائيل الخاسر الأكبر" قائلة إن قائمة "الصهيونية الدينية" شوهت المشروع الصهيوني وحولته من وطن قومي للشعب اليهودي إلى برنامج تفوق يهودي (قومي وعنصري وديني) بروح الحاخام مئير كهانا، معلم وحاخام بن غفير.

وأضافت "أن تكون هذه القائمة هي القوة السياسية الثالثة في حجمها بإسرائيل، فهو المعنى الحقيقي الذي تقشعر له الأبدان، لانتخابات الكنيست"، مشيرة إلى أن "إسرائيل اجتازت في الأعوام الأخيرة مسيرة تطرف مقلقة، وكل ما حذرنا منه يحصل أمام عيون الجمهور. الكهانية سوغت وتفشت. وأمس تجاوزت حزب المعسكر الوطني الذي يقف على رأسه رئيسا أركان سابقان (غانتس وآيزنكوت). كما باتت هذه القائمة الكهانية أكبر تقريباً بثلاثة أضعاف من الحركة التي أقامت دولة إسرائيل (حزب العمل) في وقت تكاثفت قوى سياسية من اليسار والوسط واليمين في كفاح ضد نتنياهو".

وناقش الإسرائيليون احتمالات ما قد ينجم عن حكومة بمثل هذا الائتلاف وأبرز ما يقلقهم مستقبل الجهاز القضائي  فمن التوقعات أن توجه الحكومة بوجود نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ضربة قاضية للجهاز القضائي، مما قد يؤدي إلى إقالة المستشار القانوني للحكومة وتقسيم منصب المستشار القانوني وتشريع فقرة التغلب التي تسمح للكنيست بأن يسن القوانين كما يروق له بما في ذلك القوانين غير الدستورية، أي إعطاء الكنيست القرار في تحديد قضاته وتقييد حرية التعبير وملاحقة العرب.

وهناك من وصف هذا اليوم بـ"اليوم الأسود لإسرائيل" وأعلن بعضهم أن "تل أبيب على شفا ثورة قومية ودينية مطلقة، هدفها اغتيال البنى التحتية الديمقراطية التي بنيت عليها الدولة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير