Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلفة المعيشة ناخب قوي في الانتخابات الإسرائيلية

بلغ معدل التضخم 4.6 في المئة وهي النسبة الأعلى منذ عقد وفقاً لأرقام المكتب المركزي للإحصاء

يعاني الإسرائيليون منذ سنوات من ارتفاع متزايد في الأسعار (رويترز)

على رغم أن التصويت في إسرائيل يرتكز على الانتماء العرقي والديني والموقف من النزاع مع الفلسطينيين، إلا أن البعد الاقتصادي يحضر هذه الأيام بشدة فيما يستعد الناخبون للتوجه إلى صناديق الاقتراع، الثلاثاء، المقبل 31 أكتوبر (تشرين الأول)، للمرة الخامسة منذ عام 2019.

ويركز المرشحون البارزون، لا سيما رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد والسابق بنيامين نتانياهو، في حملاتهم الانتخابية على الرسائل الاقتصادية. ووعد كلاهما بمعالجة ارتفاع كلفة المعيشة.

وقد بلغ معدل التضخم في الدولة العبرية خلال أكتوبر الحالي 4.6 في المئة، وهي النسبة الأعلى التي تسجل منذ عقد وفقاً لأرقام المكتب المركزي للإحصاء.

ويعاني الإسرائيليون منذ سنوات من ارتفاع متزايد في الأسعار، ولم يستفيدوا بشكل كاف من نمو اقتصادي سريع تحقق بفضل فورة في صناعة التكنولوجيا.

والعام الماضي، صنفت مجلة "إيكونوميست" مدينة تل أبيب الساحلية الأغلى في العالم، مع غضب واسع بين سكانها بسبب ارتفاع كلفة المعيشة والمداخيل المتفاوتة.

لا خيار آخر

قررت تالياً أن تقصد محلاً تجارياً ذا أسعار مخفضة في إحدى ضواحي القدس، حيث بدت بشعرها المكشوف والوشم على ذراعها في غير مكانها، إذ ترتاده عادة نساء بملابس محتشمة من اليهود الأرثوذكس، لشراء أغراض منزلها.

وتقول الممرضة (32 سنة) رافضة ذكر اسمها الكامل "ليس لدي خيار آخر"، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجهها مع أسرتها لتوفير الحاجات الأساسية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في إسرائيل.

وتروي أنها وزوجها الذي يعمل في تصليح الأجهزة المنزلية الإلكترونية "يعملان بجنون"، ويأخذان مناوبات ليلية ويعملان في عطل نهاية الأسبوع، ومع ذلك تخشى أحياناً عدم إمكان تأمين ما يكفي من المال لإطعام طفليهما.

تضيف بشيء من الإحباط بينما ملأت عربة التسوق التي تجرها بأكياس من المعكرونة "لم يعد في إمكاني التحمل".

أسعار مخفضة

ويقول رجل الأعمال رامي ليفي إن مبيعاته ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة 15 في المئة، لأنها مخفضة الأسعار فيما تزايدت رغبة أصحاب الدخل المتوسط في الحصول على طعام بأسعار أدنى.

ويقول ليفي الذي تنتشر متاجره في أنحاء إسرائيل وفي مستوطنات الضفة الغربية المحتلة "مع ارتفاع الأسعار، أصبح الناس الذين اعتادوا التسوق من المحال القريبة من منازلهم يأتون إلى هنا لأنهم يعرفون أن الأسعار أقل".

كانت إييليت بنشوشان بين المتسوقين الذين يتجولون في ممرات المتجر الذي توزعت في أنحائه لافتات ملونة تشير إلى حسومات على أسعار الخيار واللحوم وعلب التونة.

وتقول الأم لخمسة أطفال "لطالما كنا حريصين، لكن اليوم توقفنا ببساطة عن شراء بعض الأشياء".

وتوضح أنها توقفت عن شراء "الحلوى والمقرمشات وبعض رقائق الذرة التي يزيد سعر الرزمة منها على 20 شيكلاً (حوالى ستة دولارات).

وتقول "أصنع مزيداً من الأطباق في المنزل، لا سيما الخبز والكعك لتجنب شرائها".

الأمن الغذائي

ويشير الأستاذ في كلية الصحة العامة في الجامعة العبرية في القدس آرون تروين إلى أن عائلات الطبقة المتوسطة تواجه ضغوطاً لتحقيق الأمن الغذائي وأن الغذاء الصحي أصبح صعب المنال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتمثل الأمن الغذائي، وفق تعريف الأمم المتحدة، في "الوصول المنتظم إلى طعام آمن ومغذ".

ويضيف "عندما يكون هناك تضخم سريع في أسعار المواد الغذائية لا تواكبه الأجور، تضطر الطبقة الوسطى إلى إنفاق مزيد ليس على الطعام فحسب، بل على الإيجارات والنقل والغاز والتعليم أيضاً".

ويشير تروين إلى مواجهة عديد من الأسر "صعوبة في الحصول على الغذاء الصحي".

ويؤكد أن الناس "يبدأون تغيير نمط غذائهم ونوعيته ثم يقللون عدد الوجبات، ويركزون على إطعام أطفالهم فقط".

انهيار الطبقة الوسطى

وتقدر مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسرائيلي أن أكثر من 20 في المئة من السكان عانوا في عام 2021 من انعدام الأمن الغذائي.

لكن منظمة "لاتيت" الإسرائيلية للإغاثة الإنسانية التي تنشط من أجل الحد من الفقر، تقول إن النسبة الأعلى تصل إلى 30 في المئة.

وقبل أيام من الانتخابات، يعرب بنشوشان عن أمله في أن يركز السياسيون على مشكلات الطبقة الوسطى.

ويضيف "أود أن يفكروا فينا، نحن مواطنون عاديون نعمل بجد ولم ترتفع رواتبنا ولدينا أطفال وندفع ضرائب، وأدينا الخدمة المدنية أو العسكرية".

ويتابع "نحن نستحق حياة أبسط... نحن الطبقة الوسطى التي بدأت الانهيار، آمل أن يستمعوا لنا".

اقرأ المزيد