Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يعتزم التعاون مع حكومة اليمين الإيطالية

أعلنت ميلوني أن فريقها سيخدم البلاد بفخر وحس بالمسؤولية والتشكيل يحمل رسالة طمأنة لشركاء روما

الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني يقفان مع أعضاء الحكومة الجديدة خلال مراسم أداء اليمين  (أ ف ب)

أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده "للتعاون" مع حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني المشككة في جدوى التكتل بعد أن أدت اليمين الدستورية، السبت 22 أكتوبر (تشرين الأول)، استعداداً لتسلم مهماتها، الأحد.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، على "تويتر"، "نهنئ جورجيا ميلوني بتعيينها رئيسة للوزراء وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب"، مضيفة "أتطلع إلى تعاون بناء مع الحكومة الجديدة في التصدي للتحديات التي يجب أن نواجهها معاً".

وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "فلنعمل معاً لمصلحة إيطاليا والاتحاد الأوروبي".

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في تغريدة باللغة الإيطالية "أوروبا بحاجة إلى إيطاليا، معاً سنتغلب على كل الصعوبات".

وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن حذره بعد فوز اليمين المتطرف في البلاد.

تناقض مع العواصم الأوروبية

وتناقض رد فعل المؤسسات الأوروبية الثلاث مع صمت العواصم الأوروبية الكبرى باريس وبرلين ومدريد.

وفي واشنطن هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة مؤكداً أنه "يتطلع" لمواصلة العمل معها فوراً لمصلحة أوكرانيا.

واعتبر بايدن من أوائل القادة الدوليين المهنئين لميلوني وقال في بيان صادر عن البيت الأبيض "بصفتي من قادة مجموعة السبع، أتطلع إلى مواصلة دعمنا لأوكرانيا ومحاسبة روسيا على عدوانها وضمان احترام حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن إيطاليا "حليف حيوي في الناتو".

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تويتر"، أنه "يتطلع إلى مواصلة التعاون المثمر لضمان السلام والازدهار في أوكرانيا وإيطاليا والعالم".

وكان رئيس الوزراء المجري المحافظ والمناهض لبروكسل فيكتور أوربان أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين هنأوا ميلوني وتحدث عن "يوم عظيم لليمين الأوروبي".

وقال نظيره البولندي ماتيوس مورافيسكي إن "تحديات غير مسبوقة تنتظرنا، لذا نحتاج إلى قيادة مصممة وشجاعة".

مارين لوبن تشيد

وأشادت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن بحكومة ميلوني قائلة "في جميع أنحاء أوروبا، يصل الوطنيون إلى السلطة ومعهم أوروبا التي نطالب بها".

وأدت ميلوني ووزراؤها الـ24 اليمين الدستورية، صباح السبت، في قصر كيرينال الرئاسي بروما أمام الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا متعهدين "احترام الدستور والقوانين".

وعينت ست نساء فقط في مناصب وزارية وأوكلن حقائب صغيرة.

وكتبت ميلوني في تغريدة أرفقتها بصورة الحكومة الرسمية "هذا الفريق الحكومي" الذي سيخدم إيطاليا "بفخر وحس بالمسؤولية"، مضيفة "الآن إلى العمل".

وحضر حفل أداء اليمين أقارب ميلوني وبينهم صديقها الصحافي أندريا جيامبرونو البالغ (41 سنة) وابنتهما جينيفرا البالغة ست سنوات.

فوز تاريخي

وحققت ميلوني البالغة (45 سنة) فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 سبتمبر (أيلول) وتمكنت من تلميع صورة حزبها "أخوة إيطاليا" للفاشيين الجدد واعتلاء السلطة بعد مرور قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها وقد أعربت ميلوني سابقاً عن إعجابها به.

وستجري مراسم تسليم السلطة وتسلمها بين ماريو دراغي وجورجيا ميلوني، الأحد الساعة 08.30 بتوقيت غرينيتش، في قصر "شيغي" مقر الحكومة القريب من البرلمان يتبعها أول اجتماع لمجلس الوزراء.

وتتمتع ميلوني مع شريكيها في الائتلاف زعيم الرابطة المناهضة للمهاجرين ماتيو سالفيني وزعيم حزب "فورتسا إيطاليا" سيلفيو برلوسكوني بالأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

طمأنة الشركاء

وعكست التشكيلة الوزارية الجديدة رغبة ميلوني في طمأنة شركاء روما القلقين من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكاً في جدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946.

وقبل الانتخابات أثارت فون دير لاين موجة غضب في إيطاليا بالإشارة إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي "أدوات" لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيم الاتحاد الأوروبي المشتركة في حال فوز اليمين المتطرف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية وهو عضو في "فورتسا إيطاليا"، وتولي جيانكارلو جيورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وتولى حقيبة وزارية في حكومة دراغي المنتهية ولايتها أن يطمئن بروكسل.

وتواجه ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا ثالث اقتصاد في منطقة اليورو على غرار جاراتها وضعاً اقتصادياً صعباً حالياً بسبب أزمة الطاقة والتضخم، كما سيتعين على ميلوني المحافظة على وحدة ائتلافها الذي يعاني تشققات.

ويتقبل كل من سالفيني وبرلوسكوني تولي ميلوني السلطة على مضض بعدما فاز حزبها بـ26 في المئة من الأصوات في الانتخابات مقابل 8 في المئة فقط لـ"فورتسا إيطاليا" و9 في المئة للرابطة.

ونقلت وسائل الإعلام التراشق بين الزعماء الثلاثة في شأن توزيع المناصب داخل البرلمان والحكومة.

المواقف المثيرة للجدل

واضطرت ميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع إذ أكد "إعادة التواصل" مع فلاديمير بوتين وألقى بالمسؤولية في الحرب على كييف.

وتركت مواقفه أثراً سيئاً أجبر ميلوني على توضيح مسارها، الأربعاء، مؤكدة أن إيطاليا "جزء لا يتجزأ وبرأس مرفوع" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

ووعدت ميلوني، وهي متحدثة موهوبة ومسيحية محافظة مناهضة لحقوق المثليين، بعدم المساس بالقانون الذي يجيز الإجهاض في البلاد.

ويتوقع من حكومتها التركيز أولاً على التحديات الكثيرة، خصوصاً الاقتصادية منها التي تنتظرها بدءاً بالتضخم والديون الكبيرة التي تشكل 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وهي أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.

المزيد من دوليات