Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوناك يعد بالاستقرار والوحدة بمواجهة "تحد اقتصادي عميق" في بريطانيا

رئيس الوزراء الجديد أصغر زعيم للبلاد في العصر الحديث وبايدن يصف وصوله إلى هذا المنصب بـ"الإنجاز الرائد"

يتولى ريشي سوناك، الثلاثاء 25 أكتوبر (تشرين الأول)، منصب رئيس الوزراء البريطاني ليصبح أول زعيم للبلاد من أصل هندي بعدما فاز في السباق على زعامة حزب المحافظين ليتولى بذلك مهمة قيادة دولة منقسمة بشدة خلال انكماش اقتصادي يتجه إلى أن يدفع بالملايين إلى هاوية الفقر.

وسيصبح سوناك (42 سنة)، وهو أحد أغنى السياسيين في وستمنستر، أصغر زعيم للبلاد في العصر الحديث وثالث رئيس للوزراء في أقل من شهرين في الوقت الذي يقود فيه البلاد خلال واحد من أكثر العهود اضطراباً في تاريخ بريطانيا الحديث.

لقاء الملك تشارلز

وأعلن "داونينغ ستريت" في بيان أن الملك تشارلز الثالث سيستقبل سوناك، الثلاثاء، لتسميته رسمياً رئيساً للوزراء في المملكة المتحدة.

وتلقي ليز تراس التي استقالت الخميس من هذا المنصب، خطاباً أمام "داونينغ ستريت" قرابة الساعة 10:15 (9:15 ت غ) قبل أن تتوجه إلى قصر باكنغهام، حيث يستقبلها تشارلز الثالث. 

ولاحقاً، يستقبل الملك سوناك ويكلفه تشكيل الحكومة على أن يتوجه إلى "داونينغ ستريت" لإلقاء خطاب قرابة الساعة 11:35 (10:35 بتوقيت غرينتش).

ويأتي فوز النائب الذي أدى اليمين أمام البرلمان على البهاغافاد غيتا، وهو أحد النصوص الأساسية للهندوس، في الوقت الذي يحيي فيه الهندوس عيد ديوالي.

وسيخلف رئيس الوزراء الجديد تراس التي شغلت المنصب 44 يوماً فقط. ويحتاج لاستعادة الاستقرار إلى البلاد التي تقاسي منذ سنوات من الاضطراب، كما سيحاول قيادة حزب تمزق أيديولوجياً.

الاستقرار والوحدة

وقال سوناك في أول تصريح بعد اختياره لمنصبه الجديد "نحتاج إلى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى. إن المملكة المتحدة دولة عظيمة، لكن لا شك في أننا نواجه تحدياً اقتصادياً عميقاً".

وأضاف "إنه لشرف عظيم في حياتي أن أخدم الحزب الذي أحبه وأرد في المقابل للبلد الذي أدين له بكثير"، متعهداً العمل "بنزاهة وتواضع".

وقال سوناك لنواب الحزب في البرلمان إنهم يواجهون "أزمة وجودية"، ولا بد أن "يتحدوا أو يموتوا". 

ومن المتوقع أن يطلق رئيس صندوق التحوط السابق المليونير تدابير خفض إنفاق كبيرة لمحاولة إعادة بناء سمعة بريطانيا المالية، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد إلى حالة من الركود بسبب ارتفاع كلفة الطاقة والغذاء.

ودفعت ميزانية صغيرة وضعتها تراس في الآونة الأخيرة، وتسببت في سقوطها، كلف الاقتراض ومعدلات الرهن العقاري إلى أعلى وجعلت المستثمرين يفرون.

وسيتعين على سوناك أن يعمل بجد للحفاظ على تماسك الحزب السياسي المهيمن في بريطانيا بعد أن اتهمه البعض بالخيانة في وقت سابق من هذا العام عندما استقال من حكومة الزعيم السابق بوريس جونسون، مما أدى إلى سقوطه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول محافظون إن سوناك ثري إلى الدرجة التي تجعله لا يفهم الضغوط الاقتصادية في الحياة اليومية التي تحدث في بريطانيا حالياً، وتساءلوا عما إذا كان بإمكانه قيادة الحزب الذي ظل في الحكم 12 عاماً إلى فوز انتخابي جديد.

"حسبة برما"

وتشهد بريطانيا حالة أزمة مستمرة في ما يسمى "حسبة برما" منذ تصويت الناخبين فيها في عام 2016 على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مما أطلق العنان لمعركة في وستمنستر حول مستقبل البلاد لا تزال من دون حل حتى اليوم.

وقاد جونسون حزبه إلى فوز ساحق في عام 2019، لكن تمت إطاحته بعد أقل من ثلاث سنوات فقط في أعقاب سلسلة من الفضائح. واستمرت خليفته تراس ما يزيد قليلاً على ستة أسابيع قبل إجبارها على ترك المنصب.

وقال المؤرخ أنتوني سيلدون لـ"رويترز" إن سوناك ورث أصعب تركة اقتصادية وسياسية يرثها أي زعيم بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية، وإنه سيكون مقيداً بالأخطاء التي ارتكبتها سلفه تراس.

ورحب الاقتصاديون والمستثمرون بتعيين سوناك، لكنهم تساءلوا عما إذا كان بإمكانه معالجة الشؤون المالية للبلاد مع الحفاظ على تماسك الحزب.

وجذب سوناك الاهتمام على المستوى العام عندما أصبح في سن 39 سنة وزيراً للمالية في حكومة جونسون مع تعرض بريطانيا لجائحة كورونا وتطويره برنامج العطلة الموقتة بسبب كورونا والذي حقق نجاحاً.

وسيكون محلل بنك "غولدمان ساكس" السابق أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصل هندي.

وهاجرت عائلة سوناك إلى بريطانيا في الستينيات، وهي الفترة التي انتقل فيها كثيرون من مستعمرات بريطانية سابقة إلى البلاد لمساعدتها في إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد تخرجه في جامعة أكسفورد التحق بجامعة ستانفورد، حيث التقى زوجته أكشاتا مورثي، ابنة الملياردير الهندي إن. آر نارايانا مورثي، مؤسس شركة "إنفوسيس" المحدودة عملاقة استشارات الأعمال.

بايدن سيجري محادثات مع سوناك

من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري في الأيام المقبلة محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد. ووصف بايدن اختيار سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنه إنجاز "رائد".

وقال خلال احتفال في البيت الأبيض بمناسبة حلول عيد ديوالي الهندي إن تولي سوناك الذي يتحدر من أصول هندية رئاسة الوزراء في بريطانيا "أمر مذهل للغاية، وإنجاز رائد، وله أهميته".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيير قد صرحت بأن "الرئيس بايدن يتطلع إلى التحدث مع سوناك في الأيام المقبلة وإلى استمرار تعاوننا الوثيق مع المملكة المتحدة"، مشيرة إلى أن البروتوكول يفرض عليه عدم الاتصال قبل لقاء سوناك الملك تشارلز الثالث المقرر الثلاثاء.

المزيد من دوليات