Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن الوثوق بالمحافظين لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في بريطانيا؟

ربما رحلت ليز تراس لكن مجتمع الأعمال سيراقب بتوتر ماستؤول إليه الأمور

لم يكن توني دانكر، المدير العام لاتحاد الصناعات البريطاني، الوحيد الذي دعا إلى الاستقرار (أ ف ب/ غيتي)

"السياسة تتداعى بعض الشيء. اسمحوا لي أن أوضح خطورة ذلك". هذا ما ذكره المدير العام لاتحاد الصناعات البريطاني توني دانكر في بداية سلسلة منشورات قصيرة على "تويتر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكم صح ذلك. بعد ساعتين، بعد أقل من ذلك في واقع الأمر، رحلت رئيسة الوزراء ليز تراس. لم تكن سلسلة منشورات دانكر بحاجة إلى تغيير. هي تبدو ذات صلة أكبر بما يجري في واقع الأمر.

ذكر رئيس اتحاد الصناعات أن البلاد تنظر في غضون الـ10 أيام المقبلة إلى خيار بغيض متمثل في تقليص النفقات على الخدمات العامة و/ أو زيادة الضرائب المفروضة على الجميع من أجل استعادة الاستقرار والمصداقية لدى المقرضين. ما الذي سيفعله جيريمي هانت؟ هل سيبقى وزيراً للخزانة؟ قال إنه لن يترشح لرئاسة الوزراء هذه المرة. وكل من يتسلم هذا المنصب ربما تكون لديه أفكار خاصة به.

كان دانكر محقاً عندما ذكر أن الأمر الأكثر إلحاحاً يجب أن يتلخص في حماية أولئك الأكثر احتياجاً إلى الحماية في مجتمعنا: "هذا أمر أساسي".

اسمعوا، اسمعوا. هل ترغب في وظيفة حكومية يا سيد [دانكر]؟ كان هناك كلام أكثر. حدد دانكر، مرة أخرى في شكل صحيح، الطريق للخروج من المأزق الرهيب الذي تواجهه الأمة: مزيد من النمو. "النمو، النمو، النمو" الذي قالت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها إنها تريده قبل صدور الموازنة المصغرة الكارثية. لم يقل دانكر هذه العبارة الأخيرة. هي من عندي.

ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يرى رئيس اتحاد الصناعات أن بريطانيا بحاجة شديدة إلى الاستثمار. نعم! نعم! المشكلة هي أن كثيراً من الشركات لديها المال اللازم والخطط المطروحة، لكن "وفق تقديراتي لن يبدأ نحو نصف هذه الشركات باستثمار المال وتطبيق الخطط إلى أن تنتهي هذه الفوضى السياسية وتتوافر لدينا خطة حكومية واضحة واستقرار في الأسواق".

تحتاج الشركات إلى ذلك بطبيعة الحال. لماذا ينفق أحدهم المال إذا كان القابعون في البرلمان سيفسدون الأمور للجميع استناداً إلى حملة أيديولوجية ما / غرورهم الشخصي الفاحش / الرغبة في الحصول على مديح في بعض الدوائر الصحافية؟

من الجدير بالملاحظة أن اتحاد الصناعات البريطاني لم يطالب بأي من الإجراءات التي كان من المفترض أن تساعد الأسواق في موازنة تراس/ كوارتنغ المصغرة. لا دعوات صاخبة إلى خفض ضريبة الشركات، أو وقف العمل بسقف مكافآت المصرفيين، نظراً إلى الموقف المالي العام الذي تعيشه البلاد.

كانت الشركات حريصة جداً في الأقل على بعض إصلاحات "جانب العرض" التي طرحتها تراس. لا شك في أن تيسير مزيد من الهجرة، وهي واحدة من أفكارها الجيدة القليلة للغاية، من شأنه أن يساعد في معالجة النقص في العمالة الذي تعانيه بريطانيا. ويمكن أن يساعد في تخفيف المشكلات الناجمة عن الفجوة في المهارات الوطنية.

يشكل إصلاح التخطيط فكرة أخرى تلقى ترحيباً من قبل مجموعات الأعمال، على رغم أن تأرجح تلك الفكرة ربما على طواحين الهواء. فحتى النواب المحافظين الذين يدركون قيمة الإصلاح من حيث المبدأ يميلون إلى التراجع عن هذا الاحتمال إذا هدد بالتأثير في دوائرهم الانتخابية الغنية.

يوضح تماماً الفهم الذي عرضه دانكر في تغريداته أن الحكومة ستخدم الشعب البريطاني والاقتصاد في شكل أكثر فاعلية إذا أولت اهتماماً أوثق بالأشخاص الذين يشبهونه واهتماماً أقل ببعض المؤسسات البحثية التي تفضلها تراس وعدد أكبر مما ينبغي من زملائها.

لا ينبغي اعتبار هذا الكلام اقتراحاً بتطبيق إجراءات وفق ما يريده اتحاد الصناعات البريطاني. من الواضح أن ذلك يجب ألا يحصل. فالاتحاد صوت مهم، لكنه مجرد صوت من بين أصوات عدة. انظروا إلى قوة العمل البريطانية. تملك منظماتها، أي نقاباتها، أفكاراً يجب أن تحظى بقدر أعظم من الاستماع وليس بالاستبعاد بوصفها امتدادات "ميالة إلى القتال" للتحالف المعادي للنمو الذي توهمته تراس. هل تدافع النقابات عن أعضائها؟ ما الجريمة الشنيعة في ذلك؟

من المرجح أيضاً أن النقابات ترحب ببعض الاستقرار، والاستقرار أقرب إلى سلعة عانت نقصاً في الإمدادات، فضلاً عن ترحيبها بحكومة عازمة على توفير الاستقرار. ستنال قضية الاستقرار دعماً كبيراً من خلال تأمين علاقة أفضل مع الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا. والمقصود هو الاتحاد الأوروبي بطبيعة الحال. لم يذكر دانكر ذلك، لكن أهميته لا يمكن المبالغة فيها.

من المؤكد أن الاستقرار قضية لن تخدمها عودة بوريس جونسون الذي تشير تقارير إلى أنه ربما يفكر في شق طريقه إلى رئاسة الوزراء في حين لا يزال الحطام الذي خلفه منتشراً في كل مكان. فجونسون بنسخته المحدثة سيكون وصفة لمزيد من الفوضى، لمزيد من الانقسام، لمزيد من الغباء. ما لن يفعله بكل تأكيد هو تحقيق المصداقية، بالتالي الاستثمار الذي تحتاج إليه بريطانيا بشدة. ينبغي أن يكون ذلك من نافل القول. لكن ليس في الزمن الذي نعيش فيه.

الأسواق التي ستظل ردود أفعالها المذعورة في شكل مفهوم إزاء هذه الموازنة المصغرة فترة طويلة في الذاكرة، تعاملت مع استقالة تراس بهدوء. فالجنيه تعزز قليلاً، وهذا أمر لطيف. لكن لن تكون هناك أي تحركات كبرى حتى الآن. فالأسواق تراقب وتنتظر، تماماً كما هي الحال معنا نحن الآخرون. سيختار زعيم المملكة المتحدة المقبل مرة أخرى بقرار غير ديمقراطي من قبل عدد ضئيل للغاية من الناس.

يتوقف نجاح الاقتصاد البريطاني، أو الافتقار إليه، إلى حد كبير على ذلك القرار. ماذا عن الاستقرار الذي يدعو إليه دانكر؟ نظراً إلى سجل المحافظين المخيب للآمال، ربما لا يكون من الممكن تحقيق هذه الغاية قبل أن يعطي الشعب البريطاني رأيه من خلال انتخابات عامة.

© The Independent

المزيد من اقتصاد