Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيطاليا تستنهض ماضيها لإنقاذ الحاضر الصعب

ميلوني "الأكثر يمينية" تتسلم رئاسة الحكومة وبروكسل ترحب وباريس ومدريد صامتتان

خلال المراسم سلم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميلوني الجرس الذي يستخدمه لتنظيم مناقشات الحكومة (أ ف ب)

تنطوى صفحة في إيطاليا، الأحد 23 أكتوبر (تشرين الأول)، مع تسلم جورجيا ميلوني مهامها غداة تأديتها اليمين الدستورية رئيسة للوزراء الأكثر يمينية في البلاد منذ 1946.

وسلم ماريو دراغي، الذي ترأس حكومة إيطاليا في فبراير (شباط) 2021، السلطة لزعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) اليميني المتطرف عند الساعة 08.30 بتوقيت "غرينتش" في "قصر كيجي" مقر الحكومة، على أن تعقد أول جلسة للحكومة عند العاشرة بتوقيت "غرينتش".

ويسلم دراغي خلال المراسم ميلوني رمزياً الجرس الذي يستخدمه رئيس مجلس الوزراء لتنظيم المناقشات في الحكومة.

أوروبا ترحب

وأعرب الاتحاد الأوروبي، برؤساء هيئاته الكبرى الثلاث: رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، السبت، عن استعداده "للتعاون" مع حكومة ميلوني، التي شكرت القادة الأوروبيين قائلة إنها "مستعدة ومتحمسة للعمل" معهم.

وعنونت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية الأحد صدر صفحاتها بـ"ميلوني، أول ظهور أوروبي"، في حين كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، "ميلوني: إلى العمل، بفخر".

وأدت ميلوني ووزراؤها الـ24 اليمين الدستورية صباح السبت في قصر كويرينالي الرئاسي في روما، أمام الرئيس سيرجيو ماتاريلا، متعهدين "احترام الدستور والقوانين".

وعينت ست نساء فقط في مناصب وزارية، وأوكلت إليهن وزارات صغيرة.

عهد الفاشيين الجدد

وحققت ميلوني (45 سنة) فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 سبتمبر (أيلول)، وتمكنت من تلميع صورة حزبها "فراتيلي ديتاليا" للفاشيين الجدد واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها، وقد أعربت ميلوني سابقاً عن إعجابها به.

وتواجه ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، على غرار الدول الأوروبية الأخرى، وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب أزمة الطاقة والتضخم، كما سيتعين على ميلوني حفظ وحدة ائتلافها الذي يعاني انقسامات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتمتع ميلوني مع شريكيها في الائتلاف، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب "فورتسا إيطاليا" سيلفيو برلسكوني، بالأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

وعكست التشكيلة الوزارية الجديدة رغبة ميلوني في طمأنة شركاء روما القلقين من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكاً بجدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946.

ومن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في "فورتسا إيطاليا"، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها، أن يطمئن بروكسل.

ويتوقع أن تكون مهمة ميلوني صعبة خصوصاً أن ائتلافها يظهر تصدعات.

أوكرانيا في المشهد

ويتقبل كل من سالفيني وبرلوسكوني تولي ميلوني السلطة على مضض بعد أن فاز حزبها بـ26 في المئة من الأصوات في الانتخابات، مقابل ثمانية في المئة فقط لـ"فورتسا إيطاليا" وتسعة في المئة للرابطة.

واضطرت ميلوني المؤيدة لـ"الأطلسي" ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع، إذ أكد "إعادة التواصل" مع بوتين وألقى بالمسؤولية في حرب أوكرانيا على كييف.

وأوضحت ميلوني مسارها الأربعاء، مؤكدة أن إيطاليا "جزء لا يتجزأ" و"برأس مرفوع" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

وهي رسالة لاقت أصداء إيجابية في واشنطن وكييف والحلف الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرغ "تهانيه" إلى ميلوني.

وفي واشنطن، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رئيسة الوزراء، مؤكداً أنه "يتطلع" إلى مواصلة العمل معها فوراً لصالح أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تويتر" إنه "يتطلع إلى مواصلة التعاون المثمر". وأجابته ميلوني "لستم وحدكم! ستقف إيطاليا دائماً إلى جانب الشعب الأوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته وسلامه الشرعي".

وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتز ميلوني في رسالة عبر "تويتر" قائلاً "أتطلع إلى مواصلة العمل مع إيطاليا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع".

وظلت العاصمتان الأوروبيتان الرئيستان الأخريان باريس ومدريد صامتتين، لكن إيمانويل ماكرون الذي يزور روما الأحد للقاء البابا فرنسيس ولإلقاء خطاب عن السلام، قد يستفيد من الفرصة لزيارة ميلوني، ولو لم يتقرر إجراء لقاء حتى هذه المرحلة.

المزيد من دوليات