Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جورجيا ميلوني المعجبة بموسوليني تغزو السياسة الإيطالية

تنوي تشكيل الحكومة لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة وزراء البلاد

كانت جورجيا ميلوني تحل ضيفة على كثير من البرامج التلفزيونية، فشبابها وحماستها والصيغ التي اعتمدتها تستقطب وسائل الإعلام (أ ف ب)

تجسد رئيسة حزب "فراتيلي ديتاليا" جورجيا ميلوني التي أكدت نيتها تشكيل الحكومة المقبلة في إيطاليا بعد فوزها بنتيجة الانتخابات التشريعية، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد، حركة تندرج في سياق الفاشية الجديدة تمكنت من تحسين صورتها للوصول إلى السلطة.

بقيادة ميلوني (45 سنة) أصبح "فراتيلي ديتاليا" الحزب الأول في البلاد مع نحو ربع الأصوات، وحرصت مساء الأحد، 25 سبتمبر (أيلول)، على طمأنة المعتدلين في كلمة مقتضبة موجهة إلى الصحافيين ضمنتها دعوات كثيرة إلى التهدئة والوئام الوطني.

وأكدت "إذا دعينا لحكم هذه الأمة فسنفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين، وسنفعل ذلك بهدف توحيد الناس وتعزيز ما يوحدهم وليس ما يفرقهم".

وخلال الانتخابات التشريعية عام 2018 اكتفى هذا الحزب بنسبة أربعة في المئة فقط من الأصوات، لكن ميلوني تمكنت منذ ذلك الحين من استقطاب كثير من الإيطاليين المستائين والغاضبين من "إملاءات" بروكسل وغلاء المعيشة وأفق الشباب المسدود.

 

 

"الله، الوطن، العائلة"

وتحمل ميلوني شعار "الله، الوطن، العائلة" وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من "الأسلمة" وإعادة التفاوض في شأن المعاهدات الأوروبية كي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة "مجموعة الضغط لمجتمع الميم" و"الخريف الديموغرافي" للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة.

وفي عام 2016 نددت بـ "التبديل الإثني الحاصل في إيطاليا" على غرار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا، وترى أستاذة العلوم السياسية في جامعة "بولونيا" صوفيا فينتورا أن "ميلوني تمثل مرجعاً في الاحتجاج والسخط"، كما تعتبر مع حزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أسس بعد الحرب العالمية الثانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

موسوليني "سياسي جيد"

في سن الـ 19 أكدت في تصريح لمحطة "فرانس3" التلفزيونية الفرنسية أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسياً جيداً"، وهي أدركت أن عليها أن تراعي قاعدتها التي تؤكد انتماءها إلى هذا الماضي، كما عليها في الوقت نفسه طمأنة المعتدلين للتمكن من الفوز. وقالت في مقابلة مع مجلة "ذي سبكتيتور" البريطانية قبل فترة قصيرة "لو كنت فاشية لقلت ذلك".

وفي حين لا تزال تقر بأن موسوليني "أنجز كثيراً لكنه ارتكب أخطاء ومنها القوانين المناهضة لليهود ودخول الحرب"، توضح أنه "لا مكان للأشخاص الذين يحنون إلى الفاشية والعنصرية ومعاداة السامية" في صفوف حزبها.

حاضنة أطفال ونادلة

ولدت ميلوني في روما في الـ 15 من يناير (كانون الثاني) 1977 وأصبحت ناشطة في صفوف جمعيات طلابية مصنفة يمينية جداً، فيما كانت تعمل حاضنة أطفال ونادلة، وفي عام 1996 ترأست جمعية في المدارس الثانوية اتخذت "الصليب السلتي" شعاراً، أما

في عام 2006 فأصبحت نائبة ونائبة لرئيس المجلس، وبعد سنتين على ذلك عينت وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلوسكوني، وكانت هذه تجربتها الوزارية الوحيدة.

نجمة فضائيات

كانت جورجيا تحل ضيفة على كثير من البرامج التلفزيونية، فشبابها وحماستها والصيغ التي اعتمدتها تستقطب وسائل الإعلام، وقد أدركت أيضاً أن شخصية امرأة شقراء وشابة مهمة بقدر الأفكار التي تطرحها في المجتمع الذكوري النزعة في إيطاليا.

وقالت لأنصارها في روما عام 2019 خلال كلمة حماسية، "أنا جورجيا، أنا امرأة، أنا أم، وأنا إيطالية، وأنا مسيحية".

ولجورجيا ميلوني ابنة ولدت عام 2016 وهي على علاقة بصحافي تلفزيوني.

وهذه المتحدثة الموهوبة التي تعرف كيف تدق على وتر الإيطاليين الحساس تعتمد لهجة شعبية خاصة بالعاصمة الإيطالية، لكنها قد تكون أيضاً عدائية أحياناً، وقد تقع أيضاً في الابتذال كما تظهر لقطة فيديو نشرت الأحد عبر تطبيق "تيك توك" تظهر فيها مع حبتين من الشمام عند مستوى الصدر، في إشارة إلى اسم عائلتها الذي يرمز إلى هذه الفاكهة.

تأسيس حزب سياسي

ومع نهاية عام 2012 أسست بعد أن سئمت من الانقسامات التي تنهش أوساط اليمين، حزب "فراتيلي ديتاليا" مع منشقين آخرين عن نهج برلوسكوني واختارت معسكر المعارضة، وعندما شكل الحاكم السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي في فبراير (شباط) 2021 حكومة وحدة وطنية لإخراج إيطاليا من الأزمة الصحية والاقتصادية، كانت وحزبها الطرف الوحيد الذي اختار عدم المشاركة.

وأكدت يومها أن "إيطاليا بحاجة إلى معارضة حرة"، وباسم هذه الحرية المرادفة للسيادة نددت ميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي بالاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا منذ اليوم الأول.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير