Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انطلاق أعمال القمة العربية يوم ذكرى ثورة تحرير الجزائر

يوحي التزامن برغبة في إحداث نوع من التغيير وثورة اقتصادية وتكنولوجية ليس بالمفهوم الصلب

الأمين العام للجامعة العربية خلال زيارته الجزائر للاطلاع على تحضيرات القمة (الاذاعة الجزائرية)

بعد تأجيلات عدة لاعتبارات مختلفة، اتفق على الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، موعداً انعقاد القمة العربية في الجزائر، وهو ما تمسكت وعملت على تحقيقه بخاصة بعد الاستجابة الكبيرة من قبل الدول العربية التي أبدت ترحيباً بالتاريخ الذي يعد رمزياً لدى الجزائريين لارتباطه بانطلاق ثورتهم التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي.

تاريخ ودلالات

يبدو أن الجزائر عملت على أن يكون موعد القمة التي تقام على أراضيها له دلالات يمكن الرهان عليه لإحداث انطلاقة عربية تمحي النكسات وتفتح عهداً جديداً يعيد الاعتبار للدور العربي دولياً، وهو ما يظهر من خلال حرصها على تزامن الحدث العربي مع احتفالاتها بالذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة التحرير التي كرست التفاف الدول والشعوب العربية تضامناً، وكانت الشرارة التي حركت الشعوب المضطهدة إلى التحرر.
وكشف وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، بخصوص تاريخ القمة العربية، أنه "يحمل دلالات حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك لأجل التحرر، وامتلاك مقومات تقرير مصيرها الموحد، بخاصة في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية".
فرصة للتصالح مع الذات
وفي السياق ذاته، يقول الباحث في الشؤون السياسية والأمنية، عمار سيغة، إن الجزائر ارتأت من خلال تنظيم القمة العربية بالتزامن مع ذكرى ثورة التحرير أن تبرق إلى الدول العربية هويتها التاريخية المتجذرة، وأنها فرصة للتصالح مع الذات، مشيراً إلى أن هذا التزامن يوحي بالرغبة في إحداث نوع من التغيير في حال الأمة العربية ككل، وكذلك من شأنه إحداث ثورة اقتصادية وتكنولوجية ليس بالمفهوم الصلب المتعلق بالسلاح وغيره وإنما أبعد من ذلك، موضحاً أنه مناسبة لمنح صورة نموذجية في ما تعلق بتلاحم العرب في مجال إصلاح قضاياهم وإعلاء شأنهم بين الأمم.

ويواصل سيغة، في ما تعلق بإقناع الدول العربية بالتاريخ، أنه لا يختلف اثنان حول قدسية الثورة التحريرية الجزائرية لدى كل دول وشعوب المنطقة العربية، كما أنه يأتي في إطار التأكيد على الاحترام المتبادل بين الجزائر وأشقائها العرب، معتقداً أن الاستثناء سيكون سيد الموقف في هذه القمة نظراً إلى القبول العربي الواسع من أجل الحضور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأمة العربية أمام منعرج
من جانبه، يرى الناشط السياسي، حليم بن بعيبش، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أنه بغض النظر عن التاريخ فإن القمة العربية في الوقت الحالي ضرورية جداً من أجل توحيد الصف العربي، لا سيما في ظل الأزمة الدولية الحاصلة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال إنه في حال كانت النتائج إيجابية بخاصة ما تعلق بمجال الطاقة، فإن العالم سيشهد تغييرات في موازين القوى ودور الأمة العربية، مضيفاً بخصوص رمزية التاريخ، أن الجزائر من خلال تزامن القمة مع ذكرى ثورة التحرير، تريد القول إنه إذا كان الأول من نوفمبر تاريخ انطلاق ثورة من أجل استقلالها، فإنها تفضل أن يكون أيضاً بداية ثورة من أجل تغيير الدور العربي في العالم، وأن تكون للعرب كلمة قوية مسموعة، وهي فرصة مواتية حتى تعود الأمة العربية للواجهة.
ويتابع بن بعيبش، أن اقتناع العرب بالتاريخ المحدد يأتي بسبب الظروف الدولية مع الأزمة العالمية، مشدداً أن الاستقطاب هو من فرض قبول الموعد، وأشار إلى أن سعي الولايات المتحدة لمشروع قانون لمعاقبة مجموعة "أوبك+" وهو موجه للعرب، يضع الأمة العربية أمام منعرج، فإما كتابة التاريخ أو استمرار البقاء خارج التاريخ. 
ووافق وزراء الخارجية العرب على عقد القمة العربية يومي الأول والثاني من نوفمبر المقبل، خلال اجتماع الدورة 157 لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء في القاهرة، وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي ترأس الاجتماع، عدم اعتراض أي طرف.
اقرأ المزيد

المزيد من تقارير