Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفح الخندق الأخير لـ"حماس" وبوابة إسرائيل لتحقيق أهداف الحرب

مع استكمال تل أبيب استعداداتها لاجتياح المدينة خشية من كارثة إنسانية وتهجير مئات الآلاف إلى مصر

يربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الانتصار في حربه ضد الحركة باجتياح رفح التي تتجاوز مساحتها 65 كيلومتراً مربعاً (رويترز)

ملخص

في ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية ومجازر في رفح، يخشى الفلسطينيون والمجتمع الدولي من تداعيات اجتياح المحافظة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من أنحاء القطاع هرباً من الحرب.

رفح الخندق الأخير لحركة "حماس"، و"المعركة الأهم" لإسرائيل في الحرب الدائرة في قطاع غزة، وتصل هذه المحافظة القطاع بمصر عبر محور صلاح الدين (فيلادلفيا).

ويربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الانتصار في حربه ضد الحركة باجتياح رفح التي تتجاوز مساحتها 65 كيلومتراً مربعاً.

وفي ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية ومجازر في رفح، يخشى الفلسطينيون والمجتمع الدولي من تداعيات اجتياح المحافظة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من أنحاء القطاع هرباً من الحرب.

 

لكن الإدارة الأميركية تتمسك بمعارضتها اجتياح الجيش الإسرائيلي المدينة طالما لا توجد خطة واضحة لضمان سلامة مئات آلاف النازحين.

خطة إخلاء

وتعتزم إسرائيل تنفيذ خطة لإخلاء أكثر من مليون فلسطيني من المدينة إلى معسكرات لإيوائهم في شمالها، في خطوة قد تستمر أسابيع عدة.

ووفق نتنياهو فإن عدم اجتياح رفح يعني "خسارة الحرب، وترك حماس لتبقى في غزة"، مشيراً إلى أن "النصر يتطلب الدخول إلى رفح، والقضاء على كتائب الإرهاب هناك".

وفي حين يعتبر مراقبون أن كلام نتنياهو وقادته العسكريون حول اجتياحها ورقة للضغط على "حماس" لتقديم تنازلات خلال مفاوضات التهدئة، فإن كثيرين يعتقدون أن المعركة أصبحت "حتمية ولا رجعة عنها"، ووفق هؤلاء فإن معركة رفح "ستكون الأخيرة، وحاسمة لتحديد مصير الحركة، وهي الأهم لإسرائيل لأنها قد تقود إلى إعلان القضاء على القوة العسكرية لحماس".

وعدا عن أن رفح تشكل المعقل الأخيرة لحركة "حماس" بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي بقية مناطق قطاع غزة، إلا أنها توفر للحركة ممراً لتهريب الأسلحة عبر الأنفاق من الأراضي المصرية وفق ما تقوله إسرائيل.

اتفاق السلام المصري - الفلسطيني

وعلى إثر اتفاق السلام المصري - الفلسطيني، قسمت رفح إلى شطرين، رفح الفلسطينية ورفح المصرية، وتفصل بينهما هذه الأيام جدران أسمنتية ومعدنية بعد أن كانت الأسلاك الشائكة تفصل بينهما سنوات طويلة.

ويفصل محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بين رفح وشبه جزيرة سيناء، ويمتد بطول 14 كيلومتراً، وتقول السلطات المصرية إنها دمرت مئات الأنفاق تحته خلال السنوات الماضية.

وبسبب تجمع مئات آلاف الفلسطينيين في المحافظة الحدودية مع مصر، فإن القاهرة تخشى من دفعهم إلى اجتياز الحدود مع مصر، وتهجيرهم إلى الخارج في "نكبة ثانية" لا تتوقف منظمة التحرير الفلسطينية عن التحذير من وقوعها. وحملت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية مسؤولية العملية العسكرية في رفح، مما سيؤدي إلى مجازر وكوارث، وتهجير المواطنين، مما يشكل بداية لمرحلة صراع طويلة.

واعتبر رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية في القاهرة سمير راغب أن رفح تعتبر "الخندق الأخير لـ’حماس‘ في قطاع غزة، وخط الدفاع الأخير لها"، ورجح راغب أن تكون المعارك عليها "طاحنة وعنيفة، وأن يشن مقاتلو الحركة هجمات من خان يونس إلى الشمال باتجاه القوات الإسرائيلية في رفح"، ووفق راغب فإن أمام "حماس" حالياً خيارين فإما "الموافقة على إلقاء سلاحها قبل الاجتياح، أو اقتحام الجيش الإسرائيلي رفح ثم موافقة ’حماس‘ على التنازل عن سلاحها لكن بعد أشهر من المعارك"، وأوضح أن "الأوضاع تغيرت بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معظم قطاع غزة وفصل شماله عن جنوبه، وتمكنه من التحرك في مناطقه ولو بصعوبة في بعض الأحيان"، وأشار إلى أن ما تبقى من القوات النظامية لحركة "حماس" تراجع إلى رفح، مشيراً إلى أن "عدد مقاتلي ’حماس‘ يفوق أربع كتائب عسكرية التي كان نتنياهو أعلنها".

الأنفاق

وبحسب راغب أيضاً، فإن "نتنياهو يروج لادعاءات باطلة حول تهريب ’حماس‘ الأسلحة من مصر إلى رفح عبر الأنفاق"، مشيراً إلى أن تلك الادعاءات "شماعة تعلق عليها إسرائيل فشلها العسكري والاستخباري"، وأشار إلى أن إسرائيل "لم تحقق حتى الآن أهدافها من الحرب بالقضاء على ’حماس‘ وإعادة الأسرى، وإنهاء أي تهديد مستقبلي لها من القطاع"، لكنه استدرك أن الأنفاق التي تعتبر شريان الحياة لمقاتلي "حماس" وقيادتها العسكرية "تضررت بشكل كبير في شمال ووسط القطاع، إما بسبب اكتشاف مخارجها أو هدمها، أو نفاد الوقود بعد أكثر من سبعة أشهر من بدء الحرب".

وتوقع راغب لجوء إسرائيل إلى إدخال المساعدات الإنسانية من المعابر في شمال وشرق القطاع بعد دخولها سواء من الأردن أو مصر أو عبر ميناء أسدود على البحر المتوسط، وتابع أن إسرائيل ستدفع بالنازحين في رفح إلى مخيمات ستقام لهم في منطقة المواصي على ساحل البحر المتوسط، ومن شمال دير البلح وحتى النصيرات.

وعن محور صلاح الدين الحدودي مع مصر، رجح راغب احتلال الجيش الإسرائيلي مناطق قريبة منه، وإقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي.

إلى ذلك رأى المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "لا يمكن أن تنتهي من دون السيطرة على محور صلاح الدين، والوصول إلى رفح حتى تتمكن إسرائيل من إنهاء عملياتها العسكرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهجوم الإيراني

وعن الموقف الأميركي من العملية العسكرية في رفح، أشار السبايلة إلى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أسهم في تخفيف رفض واشنطن العملية في المدينة، إذ باتت تربط بين موافقتها وبين مراعاة الجوانب الإنسانية للفلسطينيين وإخلاء المدنيين، ووفق السبايلة فإن الجيش الإسرائيلي "سيستبق اجتياحه بضربات عسكرية محددة ضد قادة حماس"، مضيفاً أن إسرائيل ستحاول القيام بعملية عسكرية متدحرجة.

وبحسب السبايلة أيضاً فإن "حماس" تدرك أن رفح هي "معركتها الأخيرة، لذلك تستهدف القيام بكل شيء ممكن لمنع اجتياحها"، مشيراً إلى أنها تحاول "حشد الدعم الشعبي في الأردن، والقيام بمناورات سياسية مثل طرح التخلي عن سلاحها"، فمعركة رفح ستكون "حاسمة وخطرة لـ’حماس‘، والأهم لإسرائيل، وقد تقود إلى إعلان انتهاء ’حماس‘ عسكرياً، والبدء بالحديث عن مرحلة ما بعد الحرب".

إمداد الأسلحة

"ووجود قوة عسكرية منظمة لـ’حماس‘ في رفح، ورغبة إسرائيل في قطع إمداد الأسلحة من مصر عبر الأنفاق أسباب تدفع إسرائيل لاجتياح رفح"، وفق المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سليم بريك الذي أضاف أن إسرائيل تعتقد أن "حماس" تحتجز أسراها في رفح، لافتاً إلى أن الاجتياح "يتطلب تنسيقاً مع السلطات المصرية، وهو ما بدأ فعلياً خلال الأيام الماضية"، وأشار بريك إلى أن الجيش الإسرائيلي يرى أنه "من دون اجتياح رفح لن يحقق أهدافه".

ويتفق الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور مع بريك، مشيراً إلى أن اجتياح رفح أصبح محسوماً، وأن هناك إجماعاً بين السياسيين الإسرائيليين والجيش على ذلك. وبحسب منصور فإن اليمين الإسرائيلي "يريد من اجتياح رفح تهجير الفلسطينيين إلى الخارج"، فيما يسعى الجيش الإسرائيلي إلى "السيطرة على محور صلاح الدين لقطع الإمدادات العسكرية وضرب آخر معاقل ’حماس‘ في قطاع غزة"، وأشار إلى أن رفح "تبقى المنطقة الوحيدة التي فيها قوة منظمة لـ"حماس"، وسيطرة إسرائيل عليها ستشكل ضربة قاسية للحركة، وستعدل موازين القوى لصالح نتنياهو"، ومع ذلك، فإن "حماس" "ما زالت تحتفظ بوجود مسلح في شمال ووسط قطاع غزة، وستبقى كذلك ما سيمكنها من القيام بحرب استنزاف طويلة الأمد للجيش الإسرائيلي"، لكن منصور أوضح أن سيطرة إسرائيل على رفح "ستمكنه من إعلان إنهاء قوة ’حماس‘ العسكرية، وسيطرتها على القطاع، والبحث في سيناريو اليوم التالي للحرب".

المزيد من الشرق الأوسط