Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تدعو الحوثيين للإفراج عن موظفي سفارتها في صنعاء

مراقبون اعتبروا السلوك الحوثي نهجاً إيرانياً لابتزاز الولايات المتحدة

مسلح تابع لميليشيا الحوثي يقف أمام السفارة الأميركية في صنعاء (أ ف ب)

ترتفع وتنخفض وتيرة التوتر بين الإدارة الأميركية وميليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، ولكنها لا تبارح مستوى تبادل شعارات الموت والعداء بين الطرفين.

وعقب مرور عام على اعتقال الحوثيين لـ12 موظفاً من السفارة الأميركية بصنعاء، واعتبار الأمر "إهانة للمجتمع الدولي بأسره"، لا تزال إدارة بايدن "تطالب الحوثيين" بالإفراج عنهم، محمّلة الجماعة المدعومة من إيران "المسؤولية عن سلامة موظفي سفارتها المحتجزين في سجون الجماعة بصنعاء منذ عام كامل" من دون أن تصل إلى نتيجة.

لم يتصلوا بعائلاتهم

وأعلن السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في بيان "إنه قبل عام من اليوم تم احتجاز الموظفين اليمنيين العاملين في المجمع الذي كانت تستخدمه السفارة الأميركية في صنعاء باليمن من دون مبرر".

وأضاف "حتى اليوم، لا يزال الـ 12 موظفاً محتجزين، ومعظمهم لم يتصلوا بعائلاتهم".

وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل من دون توقف الجهود الدبلوماسية لتأمين إطلاق سراحهم، والعمل مع شركائها الدوليين، إلى الإفراج عن هؤلاء المواطنين اليمنيين وإعادتهم إلى عائلاتهم.

الحوثي يتجاهل أعراف الدبلوماسية

وفي إحاطة صحافية، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحوثيين بإهانة المجتمع الدولي بأسره وتجاهل الأعراف الدبلوماسية، نتيجة إصرارهم على احتجاز موظفين محليين كانوا يعملون في سفارة واشنطن لدى اليمن قبيل اندلاع الحرب في البلد، ليعود لمطالبتهم بالإفراج عنهم وإثبات أنهم جاهزون للمشاركة في حكومة يمنية مستقبلية.

وقال بلينكن، إن استمرار احتجاز أولئك الموظفين المحليين بصنعاء منذ عام، يظهر تجاهلاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية وإهانة للمجتمع الدولي بأسره من قبل الحوثيين.

وأضاف "قبل عام من اليوم، اخترقت قوات الحوثي المجمع الذي كانت تستخدمه السفارة الأميركية كمقر لها في صنعاء قبل تعليق أنشطتها في اليمن عام 2015 وبدأت في اعتقال الموظفين المحليين من دون مبرر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطرد الوزير الأميركي، قائلاً "حتى اليوم، لا يزال 12 موظفاً من العاملين حالياً وسابقاً مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة محتجزين، معظمهم لم يسمح لهم بالتواصل مع عائلاتهم، وتوفي أحدهم في الحجز في وقت سابق من هذا العام".

رضوخ

وكما ذهب مراقبون إلى اتهام إدارة بايدن بالتعامل الناعم مع الحوثيين، خصوصاً بعد تمسكها بالأساليب غير الدبلوماسية في التعامل مع الأطراف الدوليين، وتصعيدهم بقصف المدن اليمنية والسعودية بالصواريخ البالستية والمسيرات المفخخة ورفض دعوات السلام وأبرزها المبادرة السعودية لإنهاء الحرب.

وبحسب مراقبين، حمل حديث بلينكن لغة مرنة مع الحوثيين كونه وعد "بإشراكهم في حكومة مستقبلية"، وهو ما اعتبره مراقبون رضوخاً من قِبل الولايات المتحدة أمام ما وصف بـ"سياسة الابتزاز الحوثية"، ما يدفعها للمضي في هذا المسلك على حساب مصالح ملايين اليمنيين.

وعاد بلينكن ليحذر بأن استمرار مثل هذا الاحتجاز التعسفي يقلل من مصداقية الحوثيين ويشكك في رغبتهم بالعودة الى طريق السلام وإنهاء الحرب المشتعلة في البلد منذ عدة سنوات.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، اقتحم مسلحون حوثيون مجمع سفارة واشنطن المغلقة في العاصمة اليمنية صنعاء، وقاموا باحتجاز العشرات من الموظفين المحليين لا يزال معظمهم محتجز حتى الآن.

إلى الرياض

وبعد أسابيع من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة والإطاحة بالحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، أغلق مسؤولو وزارة الخارجية السفارة في فبراير (شباط) 2015، لينتقل فريق السفارة من صنعاء إلى السعودية، للعمل على "الحفاظ على ارتباطنا الدبلوماسي مع الحكومة اليمنية"، على حد تعبير وزارة الخارجية من السفارة في الرياض. 

وأخيراً شنت ميليشيات الحوثي حملة اعتقالات واسعة طاولت معظم الموظفين والمتقاعدين الذين عملوا بالسفارة الأميركية بصنعاء، في محاولة لابتزاز الإدارة الأميركية وخدمة للمشروع الإيراني، بحسب الحكومة الشرعية.

صرف الرواتب

وطالب الحوثيون الولايات المتحدة منذ اقتحام واختطاف الموظفين بالعمل على صرف رواتبهم وعدم التخلي عنهم كما حصل في أفغانستان.

وعلق عضو ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى" الحاكم باسم الميليشيات في صنعاء محمد علي الحوثي، رداً على بيان لأعضاء في الكونغرس الأميركي حذروا الجماعة من عواقب استمرار احتجاز موظفي سفارة واشنطن باليمن، بإنه "تم إخلاء السفارة من قبل الأميركيين، وبعد فترة أعلنوا إيقاف رواتب الموظفين المحليين في اليمن، ثم يزعمون اقتحام سفارة مغلقة واعتقال الموظفين".

وأضاف في تغريدة قوبلت بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي "سلموا رواتب الموظفين المحليين فمن الجحود قطع رواتب من قاموا بخدمتكم بأوضاع اليمن المأساوية. لقد تخليتم عنهم كما حصل بأفغانستان".

وعلقت البعثات الدبلوماسية عملها وأغلقت السفارات أبوابها منذ الانقلاب الحوثي نهاية 2014، بعد أن فرضت الميليشيات مسلحيها لحراسة مبانيها ومقارها في صنعاء، باستثناء سفارة روسيا التي ظلت مفتوحة حتى مقتل الرئيس السابق علي صالح في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017.

"الإرهاب شعاراً وسلوكاً"

وفي تعليق الحكومة الشرعية، قال وزير الإعلام والثقافة اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم الخميس، "إن استمرار ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، في اختطاف 12 من موظفي السفارة الأميركية والأمم المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية منذ عام وإخفائهم قسراً ومنعهم من التواصل بأسرهم، يؤكد أنها مجرد عصابة إجرامية تمارس الإرهاب شعاراً وسلوكاً ولا تفقه في الأعراف الدبلوماسية والقوانين والمواثيق الدولية".

وأضاف "أن اقتحام السفارات الأجنبية واعتقال العاملين في البعثات الدبلوماسية واستخدامهم أدوات للابتزاز والمقايضة، ممارسات إرهابية دخيلة على اليمن، ولا تمثل الشعب اليمني الذي يكن لأشقائه وأصدقائه الاحترام والتقدير".

استنساخ الحرس الثوري

وشبه الإرياني قيام ميليشيات الحوثي باقتحام السفارات "واعتقال موظفيها وتهديد أمن وسلامة العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية، استنساخ سافر لممارسات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية منذ الثورة الخمينية، معرباً عن التضامن المطلق مع المختطفين وأسرهم".

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارسة ضغوط حقيقية وفاعلة على ميليشيات الحوثي لإطلاقهم فوراً وإطلاق كافة المخفيين قسراً من السياسيين والإعلاميين والصحافيين والحقوقيين والنشطاء، وإعادة إدراج الميليشيات ضمن قوائم الإرهاب الدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي