صرَّح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، أنه تم "تبادل زيارة وفدين من التحالف والحوثيين لزيارة الأسرى لدى الطرفين كمبادرة حسن نوايا، وضمن جهود بناء الثقة لتمديد الهدنة باليمن".
وقال المالكي إن الزيارة "ذات طابع إنساني وتعنى بملف الأسرى كما هو متفق عليه خلال مشاورات عمّان بين الأطراف، وكحالة إنسانية بحتة كما أنها تأتي كإحدى مكاسب الهدنة والسعي لتمديدها وتوسيع مكاسبها".
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن ملف الأسرى يحظى برعاية واهتمام التحالف وسيستمر لعودة جميع أسرى الحرب من الطرفين وإنهاء هذا الملف.
خطوة متقدمة
ينبئ الأمر عن تطورات واعدة منها ما يقرأه متابعون بأنه يأتي في إطار حلحلة سياسية ينتظرها الملف اليمني في قادم الأيام، بخاصة أن الخطوة تمت من دون وساطة دولية كما جرت العادة.
بدوره قال رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى" التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى، إن زيارة الوفد السعودي لصنعاء تأتي "ضمن آلية التحقق من الكشوفات للمرحلة الأولى للتبادل التي تم التوافق عليها في العاصمة الأردنية عمّان".
وكتب المرتضى في تغريدة على "تويتر"، أنه "ضمن آلية التحقق من الكشوفات للمرحلة الأولى للإفراج عن الأسرى والذي تم التوافق عليه في جولة (عمّان) الأخيرة، ذهب وفد فني من لجنة الأسرى إلى السعودية فيما وصل وفد فني سعودي إلى صنعاء".
إنساني لا سياسي
وفي رد على ما أثارته الخطوة التي اعتبرها المتابعون مثيرة للاهتمام كونها تأتي عقب ثماني سنوات من الحرب العنيفة بين الجانبين، قال مسؤولون إن العملية تأتي للتحقق من الأسماء ومطابقتها على الواقع، ولا علاقة لها بأي حوار سياسي آخر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك اعتبر مراقبون الخطوة إشارة ربما إلى الجهود الدولية الضاغطة نحو تمديد الهدنة في اليمن، بعدما فشل طرفا الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وفي 2 أبريل (نيسان) الماضي بدأت الهدنة الأممية في اليمن وانتهت في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في ظل حرب مستمرة منذ الانقلاب الحوثي في عام 2014.
مساعي التمديد قائمة
وعلى رغم فشل تمديدها، إلا أن الجهود الدولية لا تزال تضغط باتجاه تجديد الهدنة التي قالت الأمم المتحدة إنها نجحت في خفض وتيرة الصراع الدامي.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في تصريح إعلامي إن "مساعي تمديد الهدنة في اليمن لا تزال قائمة".
في حين لا يزال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ومعه المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، وسفراء الدول الراعية للسلام، يكثفون من اتصالاتهم بالأطراف اليمنية بغية الخروج باتفاق جديد يفعّل الهدنة المنتهية منذ أيام. غير أن هذه الجهود تصطدم كما جرت العادة باشتراطات حوثية "لا تنتهي"، مستغلة الحاجة الشعبية للسلام وإعطاء فرصة لمعالجات الوضع الإنساني الأسوأ على مستوى العالم التي تجد الظروف من خلال المماطلة وطرح المزيد من الشروط لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية، لا سيما في ظل الاحتياج العالمي الحثيث للإبقاء على حالة الاستقرار في المنطقة.
وألقى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق باللوم على الحوثيين، في فشل جهود المبعوث الأممي، نظراً لرفضهم مقترحه الذي تقدم به قبل نحو أسبوعين.
ويتضمن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية (بمناطق سيطرة الحوثيين) وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة من دون عوائق. كما يتضمن تعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، بالإضافة إلى الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة.
الإيرادات أولاً
ويشترط الحوثيون تنفيذ مطالبهم قبيل الموافقة على تمديد الهدنة ومنها وضع يدهم على إيرادات البلاد، إذ قال الناطق باسمهم محمد عبد السلام إن إيرادات اليمن السيادية من النفط الخام والغاز كفيلة بصرف الرواتب لجميع الموظفين اليمنيين ومعاشات المتقاعدين.
وأضاف في تغريدة له بعيد لقاء جمعه مع ممثل عن المبعوث الأممي اشتراطهم فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة من رقابة (في مسعى للسيطرة على المشتقات النفطية الوافدة إلى البلاد) وصرف مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين. وإذ يطالب القيادي الحوثي من الشرعية صرف الرواتب ترفض جماعته توريد الإيرادات الضخمة التي يتحصلون عليها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وفقاً للحكومة الشرعية.
وعلى رغم نجاح الهدنة في خفض التصعيد بشكل كبير استمر الطرفان في تبادل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار وعدم تنفيذ الالتزامات، خصوصاً في ما يتعلق برفع حصار المتمردين عن مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) التي تعد ثالث أكبر مدينة يمنية يسكنها نحو 600 ألف شخص وتخضع لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ أعوام ويقصفونها بشكل متكرر.