صيف المملكة المتحدة حطم الأرقام القياسية في سجل درجات الحرارة

تبين أن درجات الحرارة المتطرفة الناجمة عن التغير المناخي التي اجتاحت المملكة المتحدة هذا الصيف قد حطمت الأرقام القياسية في أكثر من نصف محطات الأرصاد الجوية الأقدم عملاً، وذلك وفق بيانات "مكتب الأرصاد الجوية" البريطاني.

من أصل 109 محطات للأرصاد الجوية ذات سنوات العمل الأطول، [وتملك تالياً أكبر مقدار من بيانات الأرصاد الجوية]، سجلت 57 محطة درجات حرارة حطمت الأرقام القياسية السابقة، في حين طابقت درجة الحرارة في لينهام في مقاطعة ويلتشير الرقم القياسي السابق للمنطقة، وذلك خلال موجة الحر الشديد التي شهدتها البلاد هذا الصيف.

كل الأرقام القياسية باستثناء رقم واحد، جرى تحطيمها في يوليو (تموز) الماضي، حين تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية للمرة الأولى على الإطلاق في المملكة المتحدة، مع بلوغها 40.3 درجة مئوية في كونينغسبي، في مقاطعة لينكولنشاير.

البيانات التي كانت "بي بي سي" أول من نشرها، وجدت أن 56 محطة من محطات الأرصاد الجوية الأقدم عملاً، حطمت أرقامها القياسية هذا الصيف بأكثر من درجتين مئويتين في المتوسط. في الحقيقة ليست هذه حال مألوفة لأن تحطيم سجلات درجات الحرارة لا يكون عادة إلا بهوامش صغيرة.

وبلغت أكبر زيادة في درجات الحرارة في محطة أرصاد جوية في غرب يوركشاير 6.3 درجات مئوية، في ارتفاع من 33.5 درجة مئوية في 1990 إلى 39.8 درجة مئوية في يوليو 2022.

وقال مارك مكارثي رئيس "المركز الوطني للمعلومات المناخية" في "مكتب الأرصاد الجوية" إن درجات الحرارة القصوى البالغة 40 درجة مئوية المسجلة هذا الصيف "مؤشر حقيقي على مدى تغير مناخنا"، مضيفاً "اللافت حقاً في موجة الحر هذه النطاق الشمالي لدرجات الحرارة القصوى، والمدى الذي بلغه معدل تحطيم الأرقام القياسية السابقة".

سلسلة من الحرائق اندلعت في جميع أنحاء إنجلترا حين شهدت المملكة المتحدة موجة حر قياسية في يوليو (غيتي)

أكثر من 20 محطة من محطات الأرصاد الجوية الأقدم التي سجلت أرقاماً قياسية في درجات الحرارة هذا الصيف، تقع في الأجزاء الشمالية من المملكة المتحدة، بما في ذلك اسكتلندا وإيرلندا الشمالية وشمال ويلز وشمال إنجلترا.

يذكر أن البيانات تبحث في محطات الطقس العاملة منذ 50 عاماً على أقل تقدير. وقد استبعدت منها درجة الحرارة البالغة 40.3 في محطة كونينغسبي في لينكولنشاير لأنها لم تعمل لفترة طويلة، وفق "مكتب الأرصاد الجوية".

كان صيف 2022 الأكثر حراً على الإطلاق في إنجلترا، إلى جانب صيف 2018، في حين أن أربعة من أصل خمسة فصول صيف الأكثر قيظاً في المملكة المتحدة واجهتهم البلاد في منذ عام 2003.

وفق العلماء، أصبح احتمال تحطيم درجات الحرارة الأرقام القياسية المسجلة أكثر أرجحية بمقدار 10 مرات على أقل تقدير بسبب الاحترار المناخي العالمي.

وقاست إنجلترا وويلز أكثر من ثلاثة آلاف حالة وفاة إضافية خلال خمس "موجات من الحر" شهدتها الفترة الممتدة بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) من العام الحالي، وكان معظمهم من الفئة العمرية 65 عاماً فما فوق.