ارتفعت حالات الإصابة بفيروس "كوفيد" في المملكة المتحدة بنحو 25 في المئة خلال أسبوع واحد وسط مخاوف من ظهور موجة جديدة من المرض.
واستناداً إلى أحدث الأرقام الصادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" Office for National Statistics (ONS)، فقد أثبتت الاختبارات إصابة نحو مليون و300 ألف شخص بالعدوى حتى الأسبوع المنتهي في الـ26 من سبتمبر (أيلول) الماضي، إذا ما علمنا أن عدد الإصابات كانت قد بلغت مليوناً و100 ألف في الأسبوع الذي سبقه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المكتب أن الإصابات بالمرض زادت في إنجلترا وإيرلندا الشمالية في حين أن اتجاه العدوى ما زال غير مؤكد في كل من اسكتلندا وويلز.
يأتي هذا التطور بعد يوم من الإعلان عن أرقام منفصلة صادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" تتعلق بوجود قرابة مليونين و300 ألف شخص في المملكة المتحدة ممن يعانون تبعات "كوفيد" طويلة الأمد، أي بزيادة مقدارها 300 ألف حالة عن الفترة التي شملها تقرير سابق.
يضاف إلى ذلك أن حالات دخول المستشفيات المرتبطة بـ"كوفيد-19" آخذة في الارتفاع. ووفقاً لأرقام حكومية ارتفع عدد الأشخاص الذين تم قبولهم للاستشفاء بنسبة 37 في المئة في الأسبوع الماضي.
وتؤكد "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" NHS England أنه حتى الثامنة صباحاً من يوم الأربعاء الماضي، كان يوجد في مستشفياتها ما مجموعه 9631 شخصاً مصاباً بفيروس كورونا، وهو أعلى رقم مسجل منذ الثالث من شهر أغسطس (آب) الماضي.
هذا وقد أشارت "هيئة الخدمات الصحية" NHS إلى أن معظم الأفراد الذين يعانون مرض "كوفيد" طويل الأمد يتعافون في غضون أيام أو أسابيع قليلة، وعادة ما يتماثلون لشفاء كلي في غضون 12 أسبوعاً. أما بالنسبة إلى البعض، فيمكن أن تستمر الأعراض لفترة أطول.
ويعد التعب الشديد أو الإرهاق وضيق التنفس وفقدان حاسة الشم وآلام العضلات، من بين بعض الأعراض الأكثر شيوعاً التي يبلغ عنها المرضى.
وقد أكد 253 ألف مريض (13 في المئة) من مجمل عدد الأشخاص الذين قاموا بالتبليغ عن إصابتهم بفيروس "كوفيد" طويل الأجل، أنهم أصيبوا أولاً (أو اشتبهوا في إصابتهم) بالفيروس قبل أقل من 12 أسبوعاً، فيما قال مليون و700 ألف شخص (83 في المئة) أنهم اشتبهوا بالإصابة قبل 12 أسبوعاً على الأقل، وأفاد 892 ألفاً (45 في المئة) بأنهم أصيبوا بالعدوى قبل عام واحد على الأقل، في حين أشار 429 ألف شخص (22 في المئة) إلى إصابتهم بالمرض قبل عامين على الأقل.
وبحسب "المكتب الوطني للإحصاء" تتوزع النسبة الأكبر لمن بلغ عن إصابته بالمرض لدى الفئات التالية: أولئك الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 35 و69 سنة والإناث والأفراد الذين يعيشون في المناطق أكثر حرماناً الذين يعملون في مجال الرعاية الاجتماعية، والذين يبلغون من العمر 16 سنة أو أكثر ممن لا عمل لهم ولا يبحثون عن وظيفة، وكذلك لدى أولئك الذين يعانون حالة صحية تحد من نشاطهم أو من إعاقة.
كما لوحظ أن حالات الإصابة بفيروس "كوفيد" كانت منخفضة نسبياً خلال أشهر الصيف، لكنها عادت لترتفع مرة أخرى. وبحسب أحدث الأرقام الرسمية المتاحة، فقد قفزت صعوداً بنسبة 14 في المئة.
ووفقاً لأحدث مسح أجراه "المكتب الوطني للإحصاء" ثبتت إصابة نحو مليون و100 ألف شخص بفيروس كورونا ممن يقيمون في منازل خاصة خلال فترة 7 أيام، والتي تنتهي في الـ17 من سبتمبر (أيلول) في إنجلترا وفي الـ20 من الشهر نفسه في كل من ويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية.
ونبه خبراء الصحة إلى أن البلاد يمكن أن تتجه نحو موجة أخرى "مدمرة" من الفيروس هذا الخريف، والذي قد يفاقمها التراجع في عدد الاختبارات، وعدم كفاية أعمال مراقبة المتحورات الجديدة للفيروس التي لديها القدرة على صد المناعة.
البروفيسور تيم سبيكتور، المؤسس المشارك لتطبيق "كوفيد زوي" Covid ZOE (يسهل تتبع المرض عبر إدخال المستخدمين وصفهم للأعراض، فيما يعمل خبراء على تحليل البيانات)، أكد لـ"اندبندنت" أن المملكة المتحدة قد دخلت فعلاً في بداية الموجة التالية من فيروس كورونا، مشيراً إلى أننا "في بداية الموجة التالية، وهي تؤثر هذه المرة على الكبار في السن في مرحلة أبكر قليلاً من موجة الوباء الأخيرة".
وأضاف الدكتور سبيكتور: "ما زال كثير من الناس يستخدمون الإرشادات السابقة للحكومة في ما يتعلق بالأعراض وهي غير صحيحة. ففي الوقت الراهن، يبدأ فيروس "كوفيد" بإصابة ثلثي الأشخاص بالتهاب في الحلق. وقد أصبحت الحمى وفقدان حاسة الشم أمرين نادري الحدوث في الوقت الراهن. لذا، قد لا يعتقد كثير من المسنين أنهم مصابون فعلاً بـ"كوفيد". وقد يقولون إنها مجرد نزلة برد، وإنه لا حاجة إلى إجراء اختبار".
© The Independent