Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طهران تترقب عقوبات جديدة وعمال النفط يدعمون الاحتجاجات

دعوات للإضراب عن الدراسة وبريطانيا تحتج وفرنسا تقود تحركات الاتحاد الأوروبي لتجميد أصول متورطين

بينما لوحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعقوبات جديدة ضد طهران، تتواصل التظاهرات في إيران منذ زهاء ثلاثة أسابيع احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة.

وانضم طلبة المدارس في إيران إلى الاحتجاجات، إذ أظهرت مقاطع فيديو تداولها النشطاء عدد كبير من الطالبات في عدد من المدن الإيرانية، بما فيها كرج وشيراز وشهريار، يخلعن الحجاب، ويرددن شعارات ضد النظام.

كما نشر عديد من الطالبات مقاطع من قاعات الدرس تعبر عن وقوفهن مع الحراك الذي شمل شرائح مختلفة من المجتمع الإيراني. ومن الشعارات التي أطلقها الطلبة "الموت للديكتاتور" و"يجب أن يرحل رجال الدين" و"الموت لخامنئي".

من جانبه، طالب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، في بيان، الطلاب، بالامتناع عن حضور الصفوف الدراسية، وأعلن دعمه وتضامنه القوي مع الاحتجاجات العامة والإضرابات، وفقاً لما نقله موقع "إيران إنترناشيونال".

وجاءت الدعوة بعد مهاجمة قوات الأمن جامعة شریف ومحاصرة الطلاب. وبحسب البيان، فإن "القوى القمعية من خلال الحضور في جامعة شريف ورفع السلاح ضد نخب البلاد حاولوا إسكات أصوات هؤلاء الشباب المطالبین بحقوق الوطن".

وطالب المجلس الطلاب بالإضراب عن الدراسة، الثلاثاء الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2022 قبيل يوم المعلم العالمي، و"إظهار تضامنهم مع جميع المتظاهرين ضد الظلم"، كما أعلنت مجموعة من السجينات في سجن إيفين، الإثنين، اعتصامهن في سجن إيفين للنساء دعماً لـ "إضرابات واحتجاجات الشعب الإيراني"، وأيضاً احتجاجاً على "قتل وضرب وتعذيب المتظاهرين".
 

 

إضراب في قطاع النفط

ويبدو أن بعض العمال في مجال النفط والبتروكيماويات في إيران دخلوا على خط الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وبحسب موقع "إيران إنترناشيونال" فقد أعلن العمال الإضراب عن العمل.

وأفادت قناة "مجلس تنظيم احتجاجات عمال النفط المتعاقدين" على "تيليغرام"، الإثنين، بأن عدداً من عمال المشاريع الذين يعملون في بتروكيماويات "دنا عسلوية" قد بدأوا إضرابهم عن العمل.

وقد تم الإعلان عن أن سبب إضراب هؤلاء العمال هو "عدم دفع رواتبهم لمدة شهرين"، لكنهم في الأيام الأخيرة حذروا النظام من أنه إذا لم تنته "الاعتقالات والمذابح والقمع وإيذاء النساء، بحجة الحجاب، ولم يوضع حد لقمع المواطنين المحتجين"، فإنهم "لن يظلوا صامتين وسيضربون عن العمل تضامناً مع الشعب"، بحسب الموقع.

ولاحقاً، أعلن العمال الرسميون العاملون في القطاعات التشغيلية لصناعة النفط الإيرانية عن دعمهم للاحتجاجات الشعبية وحذروا من أنهم سيضربون عن العمل إذا استمر قمع واعتقال المحتجين.

بريطانيا تستدعي أرفع دبلوماسي إيراني لديها

وأثارت وفاة أميني موجة تضامن عبر العالم، فخرجت تظاهرات في أكثر من 150 مدينة خلال نهاية الأسبوع، وقامت نساء كثيرات خلالها بقص شعرهن تضامناً مع الإيرانيات.

والإثنين، استدعت وزارة الخارجية البريطانية أرفع دبلوماسي إيراني في لندن للاحتجاج على قمع التظاهرات التي تشهدها البلاد على خلفية مهسا أميني خلال.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أنه أعطى توجيهات باستدعاء الدبلوماسي الإيراني مهدي حسيني متين. وقال كليفرلي إن "العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد محتجين في إيران صادم حقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "اليوم أبلغنا السلطات الإيرانية بموقفنا بوضوح، إذ بدلاً من تحميل جهات خارجية مسؤولية الاضطرابات، عليهم أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم والإصغاء لهواجس شعبهم".

وأضاف "سنواصل العمل مع شركائنا لمحاسبة السلطات الإيرانية عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان".

بايدن: سنفرض عقوبات جديدة على إيران

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين، أن الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع عقوبات جديدة على إيران رداً على قمعها "متظاهرين سلميين".

وقال بايدن في بيان إن "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع كلفاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحرية".

ووصف البيت الأبيض بـ "المقلقة والمروعة" الحملة الأمنية التي تنفذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن غضبهم إزاء وفاة مهسا أميني.

واعتبرت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيار في تصريح على متن الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس وان" أن الحملة الأمنية للسلطات الإيرانية "مقلقة ومروعة"، مشيرة إلى "تقارير تفيد برد السلطات الأمنية على تظاهرات الطلاب الجامعيين السلمية بالعنف وعمليات توقيف واسعة النطاق".

وأضافت أن الطلبة "يحق لهم الرد على طريقة تعامل الحكومة مع النساء والفتيات والحملة الأمنية العنيفة المتواصلة ضد التظاهرات السلمية". وقالت إن "حملات القمع التي نفذت نهاية الأسبوع هي تماماً السلوكيات التي تدفع الإيرانيين، من شباب موهوبين لمغادرة البلاد بالآلاف، بحثاً عن الكرامة والفرص في أماكن أخرى"، لكن على رغم التوتر، أوضحت المتحدثة أن الإدارة الأميركية تفصل بين ما يجري على الأرض في إيران والمفاوضات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم مع الجمهورية الإسلامية عام 2015. وقالت "لدينا قلق حيال إيران"، لكن خطة العمل الشاملة المشتركة (أي الاتفاق النووي باسمه الرسمي) الرامية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها "هي الطريق الأمثل لنا للتعامل مع مشكلة (البرنامج) النووي".

عقوبات كندية

من جانبها، قالت الحكومة الكندية إن كندا فرضت عقوبات جديدة على إيران، الإثنين، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت الحكومة الكندية في بيان "تأتي هذه العقوبات رداً على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في إيران، ومن بينها قمعها الممنهج للنساء، وبخاصة الأفعال الشائنة المرتكبة من قبل ما يسمى شرطة الأخلاق في إيران، والتي أدت إلى وفاة مهسا أميني بينما كانت في الحجز لديهم".

ومضت قائلة إن هذه الإجراءات الجديدة أضيفت إلى العقوبات السارية ضد إيران، وإنها أدرجت على قائمة العقوبات 25 شخصاً وتسعة كيانات من بينهم مسؤولون في "الحرس الثوري" الإيراني ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.

وفرضت كندا عقوبات أيضاً على وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب وقناة "برس تي في" التلفزيونية و"شرطة الأخلاق".

وقالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي "لا بد أن يتوقف القمع المستمر والممنهج للنساء الإيرانيات". وأضافت "تثني كندا على شجاعة الإيرانيين وأفعالهم (الاحتجاجية)، وسثقف إلى جانبهم وهم يناضلون من أجل حقوقهم وكرامتهم".

واتهم المرشد الأعلى علي خامنئي، الإثنين، الولايات المتحدة وإسرائيل بتدبير الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع.

الاتحاد الأوروبي على الخط

قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى فرض تجميد للأصول وحظر للسفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع المحتجين.

وأضافت كولونا أمام أعضاء البرلمان "تحرك فرنسا في قلب الاتحاد الأوروبي هو لاستهداف المسؤولين عن الحملة من خلال محاسبتهم على أفعالهم"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث تجميد أصولهم وحظر سفرهم.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن البرلمان الأوروبي يواصل النظر في جميع الخيارات المتاحة بما في ذلك إجراءات تقييدية رداً على مقتل مهسا أميني والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع التظاهرات، موضحاً أنه يعني بعبارة "إجراءات تقييدية" فرض عقوبات.

وكانت المرة الأخيرة التي يوافق فيها الاتحاد على فرض عقوبات على خلفية حقوق الإنسان في إيران عام 2021. وعلى رغم ذلك لم تتم إضافة أي شخصيات إيرانية إلى تلك القائمة منذ عام 2013 إذ آثر التكتل عدم استخدام مثل هذه التدابير أملاً في إحياء الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018. والمحادثات النووية متوقفة حالياً.

وتضم القائمة حالياً مجموعة من العقوبات على نحو 90 إيرانياً ويتم تجديدها في أبريل (نيسان) من كل عام.

وقالت كولونا إن الإجراءات الجديدة ربما تستهدف شخصيات قمعية في النظام يرسلون أبناءهم إلى العيش في الدول الغربية ويرجح دبلوماسيون إقرار هذه الإجراءات خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في 17 أكتوبر الحالي.

وفرضت الولايات المتحدة وكندا بالفعل عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم انتهاكات بحق الإيرانيات وحملتها المسؤولية عن وفاة مهسا أميني (22 سنة) خلال احتجازها لدى الشرطة.

وكانت الشرطة ألقت القبض على أميني، وهي شابة كردية، في طهران لارتدائها "ملابس غير لائقة" ودخلت في غيبوبة بينما كانت محتجزة وقالت السلطات إنها ستحقق في سبب وفاتها.

وأعرب المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي أمس عن دعمه الكامل لقوات الأمن في مواجهة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني وهي تصريحات قد تنبئ بتشديد إجراءات قمع الاضطرابات بعد أكثر من أسبوعين على وفاة أميني.

وتقول منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النرويج إن أكثر من 100 شخص قتلوا، فيما لم تعلن طهران حصيلة للقتلى واكتفت بالقول إن كثيراً من عناصر الأمن قتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب".

المزيد من الشرق الأوسط