Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يعتزم ضم 4 مناطق أوكرانية رسميا

مقتل 23 وإصابة 28 في هجوم صاروخي روسي جنوب البلاد

يصادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 30 سبتمبر (أيلول)، على ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية خلال نهار خطابات طويلة واحتفالات في موسكو، ويستضيف الكرملين حفلاً في مناسبة، ظهر اليوم بتوقيت "غرينتش" يلقي خلاله بوتين "خطاباً مطولاً" بحسب الناطق باسمه ديمتري بيسكوف.

واستعدت العاصمة الروسية لهذه الاحتفالات مع حركة سير خفيفة ومع تنظيم حفل خلف جدران الكرملين يمكن أن يظهر فيه بوتين.

وحضر مسؤولون نصبتهم موسكو في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، الخميس، إلى العاصمة الروسية بحسب وسائل إعلام محلية.

وتمهيداً لهذا الضم الرسمي، وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الخميس 29 سبتمبر، مرسوماً يمهد الطريق أمام ضم منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين المحتلتين رسمياً إلى روسيا.

وكانت أنباء قد أفادت في وقت سابق بأن بوتين سيبدأ عملية ضم أربع مناطق أوكرانية لروسيا، الجمعة، منها خيرسون وزابوريجيا، في خطوة حذرت الأمم المتحدة من أنها ستشكل "تصعيداً خطيراً" وتهدد آفاق السلام بينما توعدت كييف برد قاس.

والمنطقتان الأخريان هما دونيتسك ولوغانسك.

وتمثل المساحة التي تعتزم موسكو ضمها إليها نحو 15 في المئة من أراضي أوكرانيا. ويأتي ذلك في أعقاب ما تصفه كييف والدول الغربية بأنها استفتاءات زائفة أجريت تحت تهديد السلاح في المناطق التي تحتلها روسيا.

وقال بوتين، إنه يجب تصحيح "جميع الأخطاء" التي ارتكبت في عملية استدعاء جنود الاحتياط لدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وهو أول اعتراف علني له بأن "التعبئة الجزئية" التي أعلن عنها الأسبوع الماضي لم تجر كما خطط لها.

وتحدث بوتين في وقت متأخر الخميس عشية مراسم مخطط لها في الكرملين وحفل موسيقي في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الضم، وهي فعاليات أثارت بالفعل جولة جديدة من الإدانات الدولية.

مسؤولية الغرب

وحمل بوتين الغرب مسؤولية النزاع في أوكرانيا وأشار إلى أن النزاعات التي تشهدها جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة هي نتيجة لانهياره.

وقال بوتين "يكفي النظر إلى ما يحصل حالياً بين روسيا وأوكرانيا وما يحصل عند حدود دول أخرى ضمن رابطة الدول المستقلة. كل ذلك بالطبع هو نتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي".

واجتمع زعماء المناطق الأربع المعينون من الكرملين في العاصمة الروسية، الخميس، بعد يوم على مناشدة السلطات الموالية لموسكو بوتين مباشرة ضم الأراضي إلى روسيا.

وجاءت طلباتهم إلى الكرملين، التي صدرت بالتزامن تقريباً، بعدما أعلنت المناطق الأربع أن سكانها أيدوا بالإجماع الخطوة، في إطار استفتاءات نُظمت على عجل واعتبرتها كييف والغرب غير قانونية ومزورة وباطلة.

محادثات السلام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحافيين إن "أي قرار بالمضي قدماً في ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا في أوكرانيا لن يكون له أي قيمة قانونية ويستوجب التنديد".

وتقول روسيا، إن الاستفتاءات كانت حقيقية وأظهرت الدعم الشعبي للانضمام إليها.

وتوعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سيعقد اجتماعاً طارئاً مع وزيري الأمن والدفاع الجمعة، برد قاس على هذه الخطوة التي قال إنها تقضي على فرص إحياء محادثات السلام.

وأضاف أن الاستفتاءات "لا قيمة لها ولا تغير الواقع. وسيتم استعادة كامل الأراضي الأوكرانية".

وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني، إنه بحث مع أكبر قائد للجيش الأميركي في أوروبا الحرب مع روسيا وتلقى تأكيدات بتقديم واشنطن للمزيد من الدعم.

وفي وقت سابق، أعلن الكرملين أن روسيا ستضم رسمياً أربع مناطق أوكرانية تحتلها قواتها خلال حفل كبير سيقام في موسكو الجمعة.

وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين أن عملية الضم ستصبح رسمية خلال مراسم تقام في الكرملين، وأضاف أن الرئيس الروسي سيلقي خطاباً "مهماً" أثناء المناسبة.

بايدن: لن نعترف باستفتاءات الضم

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن الولايات المتحدة لن تعرف "أبداً، أبداً، أبداً" بنتائج الاستفتاءات التي "دبرتها روسيا" في أوكرانيا.

وقال بايدن خلال قمة في واشنطن جمعت قادة جزر المحيط الهادئ "أريد أن أكون واضحاً في هذا الصدد: الولايات المتحدة لن تعترف أبداً، أبداً، أبداً بما تطالب به روسيا على أراضي أوكرانيا ذات السيادة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن "الاستفتاءات المزعومة كانت مهزلة، مهزلة مطلقة. النتائج تولت موسكو فبركتها"، مشيداً بـ"تضحية" الأوكرانيين "من أجل إنقاذ شعبهم والحفاظ على استقلال بلادهم".

وفي إشارة الى الرئيس الروسي، اعتبر بايدن أن "عدوان روسيا في أوكرانيا بهدف مواصلة الطموحات الإمبراطورية لبوتين هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ولوحدة أراضي أوكرانيا".

وفي وقت سابق الخميس، استنكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاستفتاءات التي تدعمها روسيا في أوكرانيا ووصفها بأنها محاولة للاستيلاء على الأراضي بشكل غير قانوني وبأنها انتهاك للقانون الدولي.

وقال بلينكن في بيان، "استفتاءات الكرملين الصورية إنما هي محاولة غير مجدية لإخفاء ما يصل إلى محاولة أخرى للاستيلاء على الأراضي في أوكرانيا". وأضاف "لنكن واضحين: النتائج رُتبت في موسكو ولا تعكس إرادة الشعب الأوكراني". 

مشروع قرار أممي يدين "الاستفتاءات"

يصوت مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على مشروع قرار يدين "الاستفتاءات" لضم مناطق أوكرانية عدة إلى روسيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية للمجلس، مساء الخميس، وهو نص ليست لديه أي فرصة لتبنيه بسبب الفيتو الروسي.

وقالت الرئاسة الفرنسية للمجلس، إن الاجتماع سيعقد الجمعة الساعة 15.00 (19.00 بتوقيت غرينتش) قبل مناقشة أخرى مزمعة بشأن التسربات المكتشفة على خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم في بحر البلطيق.

ومشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا ولم تُنشر تفاصيله الدقيقة بعد، ليست لديه أي فرصة لإمراره بسبب حق روسيا في النقض (الفيتو)، ولكن يمكن تقديمه بعد ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والثلاثاء خلال اجتماع أول للمجلس حول هذه "الاستفتاءات" التي ندد بها الغرب، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستطرح على الطاولة مشروع قرار كهذا مع ألبانيا.

وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد، إن الهدف يتمثل في "إدانة الاستفتاءات الصورية، ودعوة الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأي تعديل لوضع أوكرانيا وإجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا".

وأضافت أنه إذا ما استخدمت روسيا حق النقض "لحماية نفسها" عندها "سنتوجه إلى الجمعية العامة لبعث رسالة لا لبس فيها إلى موسكو".

وفي حين أن استخدام روسيا للفيتو ليس موضع شك، فإن موقف الصين سيكون تحت المجهر خصوصاً أنها غالباً ما تُتهم في الغرب بالتسامح الى حد كبير مع موسكو.

وهذا الأسبوع كررت بكين التي اتخذت موقفاً رسمياً محايداً في هذا الملف، دعوتها إلى احترام وحدة أراضي "الدول كافة". كما أن موقف الهند سيكون محل متابعة دقيقة.

وقال المحلل في منظمة كرايسز غروب الدولية غير الحكومية ريتشارد غوان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الغربيين "واثقون نسبياً من أنهم سيحصلون على دعم قوي لوحدة أراضي أوكرانيا في الجمعية العامة".

وأضاف "كانت دول عدة قد بدأت في التراجع عن دعمها أوكرانيا (...) ولكن من خلال وضع عمليات الضم وسلامة أراضي (أوكرانيا) على الطاولة فإن (فلاديمير) بوتين سيجبر كثيراً من الدول المترددة على العودة إلى معسكر أوكرانيا" لا سيما بعض الدول الأفريقية، معتبراً أن الرئيس الروسي ارتكب "خطأ دبلوماسياً جوهرياً".

من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشكل قاطع، الخميس، بعمليات الضم الروسية المرتقبة لأراض أوكرانية، معتبراً أنه "لا مكان لها في العالم الحديث".

مساعدة أميركية جديدة

في الأثناء، وافق مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، على مساعدة جديدة لأوكرانيا تتجاوز 12 مليار دولار، وذلك خلال تبنيه تمديداً للموازنة الاتحادية للولايات المتحدة حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ووافق أعضاء المجلس الديمقراطيون والجمهوريون على النص بعد الظهر، علماً أنه يتضمن جانباً عسكرياً يعني كييف، في وقت يستعد بوتين لإعلان ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية رسمياً الجمعة.

وفي هذا السياق، رصدت الولايات المتحدة ثلاثة مليارات دولار لتدريب وتجهيز ومكافأة القوات الأوكرانية. وتشمل المساعدة أيضاً أكثر من 4.5 مليار دولار لضمان "استمرار الحكومة" الأوكرانية وتلبية الحاجات الاقتصادية لكييف.

كذلك، ستخصص مليارات عدة للجيش الأميركي الذي سيستخدمها لتمويل نشر قوات في البلدان المجاورة لأوكرانيا وتأمين مخزون من الأسلحة.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الخميس، "بعد سبعة أشهر من بدء النزاع، من الواضح أن المساعدة الأميركية ساعدت الشعب الأوكراني إلى حد بعيد في مقاومة عدوان (الرئيس فلاديمير) بوتين".

وتدارك "لكن المعركة أبعد من أن تنتهي الآن، وعلينا الاستمرار في مساعدة الشعب الأوكراني الشجاع".

ومع هذه المساعدة الجديدة، ترتفع إلى أكثر من 65 مليار دولار قيمة المساعدة الإجمالية التي قدمتها واشنطن إلى كييف منذ بداية العام. ويبقى أن يصوت مجلس النواب على المساعدة المذكورة قبل أن يصادق عليها بايدن.

"تخريب" أنابيب "نورد ستريم"

على صعيد آخر، قال سيرغي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي إن موسكو لديها مواد تشير إلى أن الغرب كان له دور في التصدعات التي حدثت بأنابيب "نورد ستريم" تحت البحر والتي تهدد بإخراجها من الخدمة.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن ناريشكين اتهامه للغرب أيضاً بالقيام "بكل ما في وسعه" للتستر على مرتكبي ما وصفته موسكو بأنه "هجوم إرهابي" على خط الأنابيب.

أوستن: من المبكر جداً التكهن بهوية المسؤولين عن تفجير خط الأنابيب

أميركياً، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الوقت ما زال مبكراً للتكهن بهوية المسؤولين عن التفجيرات التي تعرض لها خط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، وأضاف في مؤتمر صحافي في هاواي "في ما يتعلق بالهجوم أو الضرر الذي لحق بخط الأنابيب أعتقد أن هناك كثيراً من التكهنات في هذه المرحلة، ولكن بصراحة تامة لن يتمكن أحد من تحديد ما حدث بشكل مؤكد قبل إجراء تحقيق كامل".

ولفت أوستن إلى أنه بحث الأمر مع نظيره الدنماركي مورتن بودسكوف "وأوضح لي أن الأمر سوف يستغرق أياماً عدة قبل أن يتمكن من تجهيز الفريق المناسب لتفقد المواقع ومحاولة اكتشاف حقيقة ما حدث على أفضل نحو ممكن"، وتابع أوستن "إلى أن نحصل على المزيد من المعلومات أو نتمكن من إجراء مزيد من التحليل، لن نستطيع التكهن بهوية المسؤولين (عن الضرر الذي لحق بخط الأنابيب)".

مقتل 23 وإصابة 28 جنوب أوكرانيا

ميدانياً، قال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية إن ما لا يقل عن 23 شخصاً لقوا حتفهم في حين أصيب 28 في هجوم صاروخي روسي استهدف موكب سيارات مدنية قرب المدينة، الجمعة. وكتب على تطبيق "تيليغرام" "حتى الآن قُتل 23 وأصيب 28. جميعهم مدنيون".

المزيد من دوليات