Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي عن "الابتزاز النووي": لا أعتقد أن بوتين يخادع

تحذيرات سرية من واشنطن إلى موسكو وقتال عنيف على امتداد خط المواجهة في أوكرانيا

جندي أوكراني يقدم العلاج لزميل له قرب قرية شتشوروف التي استعادتها قوات كييف (أ ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يخادع عندما يقول إن موسكو ستكون مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وأعلن بوتين في خطاب نقله التلفزيون الأسبوع الماضي أن موسكو ستستخدم "كل الوسائل المتاحة" لحماية روسيا وشعبها إذا تعرضت وحدة أراضيها للتهديد.

وقال زيلينسكي، الذي قلل في السابق من أهمية مثل هذه التحذيرات باعتبارها ابتزاز نووي، لشبكة "سي.بي.إس نيوز" أمس الأحد "انظروا، ربما كان الأمر بالأمس خدعة. الآن، يمكن أن يكون حقيقة".

وأضاف "لا أعتقد أنه يخادع".

وقال الرئيس الأوكراني إنه يمكن اعتبار الضربات الروسية لمحطتين نوويتين أوكرانيتين أو بالقرب منهما "استخداما عصريا للأسلحة النووية أو ابتزازا نوويا".

تحذيرات سرية أميركية لروسيا

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده أرسلت تحذيرات سرية إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وجه تهديداً مستتراً باستخدام الأسلحة النووية في خطاب ألقاه، الأربعاء، وأعلن فيه تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني.
وصرح بلينكن لبرنامج "60 دقيقة" عبر شبكة "سي بي أس" الإخبارية في نيويورك، الأحد 25 سبتمبر (أيلول)، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "كنا واضحين جداً مع الروس، علناً وسراً، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية".

وقال بلينكن "مهم جداً أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة. وقد أوضحنا ذلك جيداً"، مشدداً على أن "أي استخدام للأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية، بالطبع على الدولة التي تستخدمها، ولكن على دول عدة أخرى أيضاً".

من جهته، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "أن بي سي"، إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح "ما ستكون عليه العواقب إذا ما سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية"، مشدداً على أن هذه العواقب "ستكون كارثية".

أضاف "لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عالٍ (مع الروس) لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم". وأوضح سوليفان "لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الماضية، بل إنه حدث في الأيام الفائتة".

وقال سوليفان عبر برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي أس" إن الولايات المتحدة وحلفاءها "سيردون بشكل حاسم. لقد كنا واضحين ومحددين في شأن ما سيترتب على ذلك".

وفي خطاب متلفز، الأربعاء، لمح بوتين إلى القنبلة الذرية، قائلاً إنه مستعد لاستخدام "كل الوسائل" في ترسانته ضد الغرب الذي اتهمه بأنه يريد "تدمير" روسيا.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبرنامج "واجه الأمة" أن تهديد بوتين النووي المستتر "يمكن أن يكون حقيقة"، مشيراً إلى أن النشاط العسكري الروسي في محطات الطاقة النووية في أوكرانيا هو "الخطوات الأولى لابتزازه النووي".

وقال الزعيم الأوكراني عن بوتين "إنه يريد تخويف العالم بأسره". وتابع "لا أعتقد أنه يخادع. أعتقد أن العالم يردعه ويحتوي هذا التهديد. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار" في ذلك.

قتال عنيف بالتزامن مع الاستفتاءات

قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الأحد، إن قتالاً عنيفاً يدور مع القوات الروسية في عديد من الأماكن على امتداد خط المواجهة وبعضها حقق "نتائج إيجابية" بالنسبة لكييف.

وأضاف في خطابه الليلي المصور "هذه منطقة دونيتسك، وهذه منطقة خاركيف، وهذه منطقة خيرسون، وأيضاً منطقتا ميكولايف وزابوريجيا". ومضى يقول "حققنا نتائج إيجابية في عدة اتجاهات".

ودخلت الاستفتاءات التي تم التنديد بها على نطاق واسع، يومها الثالث، الأحد، في أربع مناطق في شرق أوكرانيا، وقد يتخذ البرلمان الروسي خطوات خلال أيام لضم مناطق أوكرانية بشكل رسمي. وتسعى الاستفتاءات لضم مناطق احتلتها روسيا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم في فبراير (شباط) الماضي.

ومن خلال دمج المناطق الأربع، وهي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، إلى روسيا، يمكن لموسكو تصوير الهجمات لاستعادتها على أنها هجوم على روسيا نفسها، وهو تحذير لكييف وحلفائها الغربيين.

ويثير الضم الروسي خطر مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، إذ تستخدم القوات الأوكرانية أسلحة غربية.

حماية روسية

وتحدث وزير الخارجية سيرغي لافروف عن الأمر بشكل مباشر أكثر في مؤتمر صحافي، السبت، بعد أن ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ورداً على سؤال عما إذا كان لدى روسيا مبررات لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن المناطق التي ضمتها من أوكرانيا، قال لافروف إن الأراضي الروسية، بما في ذلك الأراضي "التي سترد لاحقاً" في الدستور الروسي "تخضع لحماية الدولة بشكل كامل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحاول لافروف في خطابه تبرير حرب روسيا الدائرة في أوكرانيا منذ سبعة أشهر مكرراً ما قالته موسكو عن أن حكومة كييف تولت السلطة بشكل غير مشروع وتعج بالنازيين الجدد.

وصور المعارضة لما تسميه موسكو "عملية خاصة" في أوكرانيا بأنها مقتصرة على الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلكها، مع أن نحو ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الجمعية العامة صوتت لصالح توبيخ روسيا ومطالبتها بالانسحاب.

وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن الاستفتاءات على ضم تلك المناطق لروسيا باطلة وتهدف لتبرير الضم وتصعيد العمليات القتالية بعد قرار باستدعاء جزئي لقوات الاحتياط إثر خسائر منيت بها موسكو أخيراً في أرض المعركة.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إنه يتعين على بريطانيا وحلفائها ألا يستجيبوا لتهديدات بوتين الذي ارتكب ما وصفته بأنه خطأ استراتيجي لأنه لم يتوقع قوة رد فعل الغرب.

وأضافت في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" بثت، الأحد، "لا ينبغي أن نستمع إلى قرعه طبول الحرب وتهديداته الوهمية. بدلاً من ذلك، ما نحتاج له هو الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا ومواصلة دعم الأوكرانيين".

كلمة منتظرة لبوتين

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصادر لم تحددها قولها إن مجلسي البرلمان الروسي قد يناقشان مشاريع قوانين لدمج الأراضي الجديدة بحلول يوم الخميس. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن بوتين قد يلقي كلمة أمام مجلسي البرلمان في جلسة مشتركة استثنائية يوم الجمعة.

وتقول روسيا إن الاستفتاءات، التي نظمت على عجل بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على أجزاء من مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد في هجوم مضاد هذا الشهر، تمكن الناس في تلك المناطق من التعبير عن آرائهم.

وتمثل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية في المناطق الأربع نحو 15 في المئة من أوكرانيا، أي بحجم البرتغال. وستضيفها إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بالفعل عام 2014، والتي تعادل مساحة بلجيكا تقريباً.

ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على بعض الأراضي في كل منطقة من المناطق الأربع، بما في ذلك نحو 40 في المئة من دونيتسك وعاصمة منطقة زابوريجيا. ويدور قتال عنيف على امتداد الجبهة بأكملها، لا سيما في شمال دونيتسك وفي خيرسون.

اضطرابات التعبئة

وأمر بوتين، الأربعاء، بأول تعبئة عسكرية في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وهي خطوة تسببت في احتجاجات في أنحاء البلاد ودفعت بعض الروس في سن التجنيد إلى محاولة الخروج من البلاد عبر الحدود والمعابر.

وناقش أبرز برلمانيين في روسيا، الأحد، مجموعة من الشكاوى في شأن التعبئة، وأمرا المسؤولين المحليين بمعاجلة الوضع بشكل أفضل ومعالجة أوامر الاستدعاء "المفرطة" وغير المنطقية التي أغضبت الرأي العام في البلاد.

وتم اعتقال أكثر من ألفي شخص في أنحاء روسيا بسبب احتجاجهم على أوامر الاستدعاء، وفقاً لمجموعة المراقبة المستقلة (أو في دي - إنفو). وتعد المظاهرات في روسيا، حيث تم حظر أي انتقاد للصراع، من أولى بوادر السخط منذ بدء الحرب.

وفي منطقة داغستان بجنوب روسيا، اشتبكت الشرطة، الأحد، مع معارضين لقرار التعبئة العامة.

وبدا الغضب العام قوياً بشكل خاص في مناطق الأقليات العرقية الفقيرة مثل داغستان، وهي منطقة يقطنها غالبية من المسلمين وتقع على شواطئ بحر قزوين في شمال القوقاز الجبلي.

مسيّرتان روسيتان تقصفان أهدافاً في أوديسا

ميدانياً، أعلنت القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية، الإثنين، أن طائرتين مسيرتين أطلقتهما القوات الروسية على منطقة أوديسا في أوكرانيا أصابت أهدافاً عسكرية، مما تسبب في نشوب حريق وتفجير ذخيرة.

وقالت القيادة في بيان على "تيليغرام" "جرى إجلاء المدنيين نتيجة لإطلاق نار واسع النطاق وتفجير ذخيرة".

أضافت "بشكل مبدئي لم تقع إصابات".

الدفعات الأولى من التعبئة

وفي السياق ذاته، أعلنت بريطانيا، الإثنين، أن الدفعات الأولى من الرجال الذين تم استدعاؤهم للتعبئة الجزئية لروسيا بدأت في الوصول إلى القواعد العسكرية.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لمعلومات الاستخبارات أن "روسيا ستواجه الآن تحدياً إدارياً ولوجيستياً لتوفير التدريب للقوات".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسبوع الماضي إنه وقع مرسوماً في شأن التعبئة الجزئية اعتباراً من يوم الأربعاء.

المزيد من دوليات