Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن لحدائق المنازل أن تحمي البيئة في بريطانيا؟

تفكر شركات المياه في "تجميع المياه في الحدائق" كجزء من الجهود المبذولة لمنع حدوث فيضان مياه الصرف الصحي

يمكن أن يساعد تحويل جزء من حديقتك إلى أرض رطبة في وقف التضاؤل في أعداد الحياة البرية (غيتي)

اقترح خبراء بيئيون إغراق حدائق المنازل في بريطانيا بالماء، بهدف إنشاء برك [مستنقعات] تساهم في مكافحة تأثير الجفاف.

وبحسب هؤلاء الخبراء فإن إنشاء "حدائق المستنقعات" هذه [بإنشاء عدد من الحفر بعمق 30 سنتمتراً تتجمع فيها المياه ويمكن زرع نباتات وزهور فوقها] سيساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي في ظل الانحسار الكبير للأراضي الطبيعية الرطبة في بريطانيا نتيجة استغلالها للزراعة والبناء، الذي قوض بدوره مجموعات كبيرة من مواطن الحياة البرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي أعقاب الغضب الذي أثاره التخلص من كميات هائلة من مياه الصرف الصحي وإلقاؤها في المجاري المائية خلال فيضانات العواصف، ادعى رئيس هيئة "ناتشورال إنغلاند"  Natural England  - منظمة تقدم المشورة للحكومة البريطانية في مجال حماية البيئة - أن بعض شركات المياه تبحث في مشروع يقضي بـ "تجميع المياه في الحدائق المنزلية" سعياً إلى تخفيف الضغط عن مجاري الصرف الصحي.

طوني جونيبر، رئيس الهيئة، كان قد ذكر ضمن مهرجان "غاذيرينغ"  Gathering (يعنى بمجموعة من المسائل البيئية، أبرزها إعادة إحياء البراري وزيادة المحميات الطبيعية ومساحات الزراعة المستدامة) الذي أقيم هذه السنة في مقاطعة نورفولك، أن "جزءاً من المشكلة يتمثل في الجريان السريع للمياه على الأسطح الصلبة، بحيث يتم الدفع بكميات كبيرة من الماء إلى المجاري، ما يتسبب في زيادة منسوب مياه الصرف الصحي وفيضانها في نهاية المطاف".

وفي معرض التطرق إلى ما دار في نقاش أجراه جونيبر أخيراً مع "زملاء له في قطاع المياه"، قال رئيس هيئة "ناتشيرال إنغلاند"، إن بعضهم "كانوا يبحثون في السبل التي يمكن من خلالها وقف تدفق المياه قبل وصولها إلى مجاري الصرف الصحي واندفاعها نحو الأنهار".

وأضاف جونيبر في تعليقاته التي نقلتها أسبوعية "ذا أوبزرفر" أن "هذه الأفكار مثيرة للاهتمام بحيث تجعل الناس الذين لا يدركون مدى التأثير الذي تخلفه مياه منازلهم في الأنهار، يشعرون بالمسؤولية، وبأهمية اتخاذ مثل هذه الخطوة في تحويل حدائقهم إلى مستوعبات تستطيع تخزين المنسوب الفائض من المياه".

في المقابل، وافقت مجموعات بيئية أخرى تحدثت معها المجلة البريطانية، على أن استخدام الحدائق لإنشاء مزيد من المساحات الرطبة، يمكن أن يساعد في تقليل التلوث في المسطحات المائية المحلية، وجعل الحدائق نفسها أقل عرضة للجفاف، وتالياً تحسين ظروف الحياة البرية.

آلي مورس، مديرة السياسات المائية في اتحاد "وايلد لايف تراستس"  Wildlife Trusts (يضم 46 جمعية خيرية مستقلة من مختلف مناطق بريطانيا، تعنى بحماية الحياة البرية) أوضحت أن الحدائق المحلية تمثل نحو 400 ألف هكتار من أراضي المملكة المتحدة - وهي مساحة أكبر بكثير من جميع المحميات الطبيعية الرئيسة في البلاد مجتمعة - ولديها بالتالي "إمكانات هائلة لمساعدتنا في معالجة الأزمات المترابطة والمتعلقة بالمناخ والطبيعة".

وأضافت أن "تحويل الحدائق إلى مكان ذي طابع بري وأكثر رطوبة سيساعد الحياة البرية، ويساهم في تقليل التلوث في الأنهار المحلية والحد من الجفاف".

واقترحت السيدة مورس على أولئك الذين لا يملكون مكاناً لإنشاء بركة تقليدية في حدائقهم، التفكير في بدائل أخرى كوضع إناء أو أطباق للمياه فيها، أو تخصيص أحواض للطيور أو إنشاء "حديقة مستنقع".

وذكرت مورس أنه "غالباً ما يتعجب الناس حين يكتشفون التنوع الهائل للحياة البرية المائية التي تجد طريقها إلى البرك، بحيث تتكاثر فيها حشرات اليعاسيب، ومقترنات الأجنحة، وثعابين العشب، والقنافذ، والثعالب، والطيور على اختلافها، التي تحتاج إلى الماء كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة".

ويوافقها في ذلك المتحدث باسم منظمة "ريفرز تراست"  Rivers Trust (تضم نحو 60 جميعة خيرية في إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية وإيرلندا، وتعنى بحماية الأنهار وبتعزيز النظم البيئية للمياه العذبة) الذي نبه إلى أن إنجلترا فقدت جميع أراضيها الرطبة تقريباً نتيجة زيادة المساحات المزروعة والعمران.

وأكد متحدث باسم منظمة "ريفرز تراست" للمجلة، أن "المياه الجوفية التي تتجمع في طبقات تحت سطح الأرض - فوق صخور جوفية تحتضن المياه - تعد أمراً ذا أهمية بالغة أثناء فترات الجفاف، وستكون أكثر أهمية أثناء الظروف المناخية غير المعتادة، لكن عدداً منها ينقطع عنه المياه بسبب الأسطح الصلبة كالطرق والممرات والمباني".

وختم بالقول إن "هذا يعني أن مياه الأمطار يتم تحويلها إلى مياه عواصف، ويمكن أن تتسبب في طوفان مياه المجاري أو أنظمة الصرف الصحي أثناء هطول أمطار غزيرة. نحن بحاجة إلى إعادة تشكيل دورات نظام الصرف الصحي المحلي، لتسهيل تسريب المياه عبر ممرات ومسارات طبيعية".

© The Independent

المزيد من بيئة