كشفت دراسة جديدة أن تقلص مستويات الأوزون في منطقة القطب الشمالي يمكن أن يغير أحوال الطقس مؤقتاً في أوروبا.
وجد الباحثون الذين تولوا إعداد التقرير المنشور في مجلة "نيتشر جيوساينس"Nature Geoscience أن الفترات التي تشهد فيها مستويات الأوزون انخفاضاً شديداً في موسم الربيع في منطقة القطب الشمالي يتبعها طقس ممطر أكثر بعد مرور أسابيع في شمال أوروبا، في مقابل ظروف أكثر دفئاً وجفافاً في جنوب أوروبا.
معلوم أن طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي للأرض تساعد في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تطلقها الشمس وتتسبب بضرر محتمل. ولكن للأسف في العقود الأخيرة، أدت بعض الغازات المنبعثة من أنشطة البشر إلى انحسار في مستويات هذه الطبقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد ثبت أن الثقب الموجود في الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) يترك تأثيره في الطقس السائد في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ولكن قبل الآن لم يكن واضحاً ما إذا كانت ظاهرة مماثلة تنطبق أيضاً على النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وجدت مارينا فريدل، من "المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا" ETH في زيورخ في سويسرا، وزملاؤها الباحثون المشاركون في التقرير أن نضوب طبقة الأوزون في منطقة القطب الشمالي في موسم الربيع أدى إلى برودة في "ستراتوسفير" أو "المتكور الأوسط"، التي تشكل الطبقة الثانية من الغلاف الجوي للأرض. من ثم، أدت هذه البرودة إلى فترة طويلة امتدت حتى الربيع لما يسمى "دوامة قطبية"- دوران الرياح عند مستوى مرتفع في "الستراتوسفير" حاملاً هواء منطقة القطب الشمالي البارد نحو الجنوب.
وفق الباحثون الذين نهضوا بالدراسة، تتسبب هذه الظاهرة في درجات حرارة سطحية وتقلبات في هطول الأمطار في نصف الكرة الشمالي.
وكان أُعلن في الأسبوع عينه اكتشاف ثقب "ضخم" في طبقة الأوزون داخل الغلاف الجوي للأرض فوق المنطقة الاستوائية بأكملها تقريباً.
والثقب فوق المنطقة الاستوائية عبارة عن فجوة تبقى قائمة طوال السنة في طبقة الأوزون التي تحمي كوكب الأرض، وحجمها أكبر بسبع مرات من ثقب الأوزون المعروف فوق منطقة القطب الجنوبي الذي يتشكل مرة واحدة سنوياً خلال موسم الربيع.
نشر في اندبندنت في 7 يوليو (تموز) 2022
© The Independent