Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمن العراقي يوجه ضربات موجعة لـ"داعش" في تلال حمرين

التعاون مع "قسد" منع عناصر التنظيم من التسلل وأمنيون يتحدثون عن أهمية الغطاء الجوي والاستخبارات في حرب العصابات

قوات الأمن العراقية تحاصر عناصر داعش في جبال حمرين (مواقع التواصل)

تواصل القوات العراقية عملياتها في سلسلة مرتفعات حمرين التي يوجد فيها عدد كبير من عناصر تنظيم "داعش" لمنعهم من إعادة تنظيم أنفسهم وشن هجمات واسعة على الأجهزة الأمنية والمدنيين في محيط هذه التلال.

واستطاعت الأجهزة الأمنية من خلال سلسلة عمليات خاطفة اشتركت فيها وحدات محمولة جواً من جهاز مكافحة الإرهاب والاستخبارات العراقية وبدعم من الطيران العراقي، تدمير بؤر للتنظيم وقتل عدد من قيادته وعناصر في المنطقة التي تعد ذات بعد استراتيجي في الشمال العراقي.

وتمثل سلسلة جبال وتلال حمرين التي تمتد إلى مساحات واسعة لأطراف كركوك باتجاه مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، قاعدة أساسية ومهمة لانطلاق هجمات تنظيم "داعش" على مناطق واسعة وصولاً إلى أطراف العاصمة بغداد.

مقتل عناصر من "داعش"

وكان آخر هذه العمليات ما جرى خلال الساعات الماضية من قصف لبؤرة خاصة بالتنظيم في مرتفعات حمرين تم اقتحامها فيما بعد من قبل قوة من جهاز مكافحة الإرهاب لتعثر فيها على أشلاء عناصر التنظيم الذين سقطوا بالقصف الجوي العراقي.

وتزامناً مع هذه العمليات أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تصريحات له من نيويورك خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديداً للبشرية.

ودعا حسين الدول الغربية إلى الاستمرار في مطاردة فلول التنظيم حتى القضاء عليه بشكل نهائي.

ونجحت القوات المسلحة العراقية في خفض معدلات هجمات "داعش" منذ شهر مايو (أيار) الماضي في محافظات كركوك وديالي وصلاح الدين عبر سلسلة من العمليات العسكرية، إلا أن هذه العمليات لم تمنع التنظيم من شن هجمات بين الحين والآخر تستهدف مناطق جلولاء وخانقين وأطراف المقدادية في ديالي ومحيط الحويجة في كركوك وأطراف قضاء طوز خرماتو والجزيرة وأطراف بلد والدجيل في محافظة صلاح الدين. كما أن التنظيم له وجود في بعض أطراف محافظة نينوى، لكن عملياته محدودة، وكان آخرها الاشتباكات العنيفة مع الأجهزة الأمنية في منطقة الحضر، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن السيطرة على الحدود العراقية لها أثر كبير في الحد من تسلل عناصر "داعش" عبر الحدود، وبحسب قيادة العمليات المشتركة، فإن هناك تعاوناً مع قوات "قسد" السورية لملاحقة الإرهابيين ومنع تسللهم.

وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية، إن "هناك تعزيزاً للخطوط الدفاعية في الحدود مع سوريا، حيث تم وضع خطين دفاعيين، الأول يتمثل في قيادة حرس الحدود، والثاني يتمثل في الجيش العراقي، إضافة إلى الحواجز الكونكريتية وأبراج المراقبة".

وأشار إلى أن "هناك تعاوناً مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من خلال التحالف الدولي في المجال الاستخباراتي لملاحقة الإرهابيين ومنع تسللهم والقبض عليهم، إضافة إلى التعاون مع الحكومة السورية"، موضحاً أن "التعاون المشترك جعل من تسلل الحدود العراقية أمراً صعباً جداً لدى المجاميع الإرهابية".

حرب عصابات

ويرى المتخصص في المجال الأمني أعياد الطوفان أن "داعش" فقد السيطرة وينتهج أسلوب حرب العصابات وهو فاقد العنصر البشري والتمويل.

وقال الطوفان إن "داعش فقد السيطرة على أي قرية أو ناحية أو قضاء وبدأ ينتهج أسلوبه الأول في حرب العصابات"، مبيناً أن هناك تطوراً كبيراً في عمل القوات المسلحة، وخصوصاً قيادة العمليات المشتركة عندما اعتمدت على الاستخبارات والصولات الجوية.

واعتبر أن "أسلوب القتال التقليدي المتمثل في التقدم بقطعات كبيرة من محاور عدة أسلوب خاطئ، لكون هؤلاء عصابات، ومن ثم يجب قتالهم بأسلوب العصابات والاعتماد على الاستخبارات الدقيقة جداً"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر من الممكن تأمينه من قبل قوات التحالف، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية من خلال الأقمار الاصطناعية أو الطائرات المسيرة أو مناطيد المراقبة الكبيرة أو كاميرات المراقبة الحرارية الكبيرة، وهذه التقنيات يفتقدها الجيش العراقي".

 

وتابع الطوفان أن توفر المعلومات يعني العمل خلال دقائق من نقل عناصر قوات الصولة الجوية إلى مسافات خمسة كيلومترات، وتذهب لأهدافها لمطاردتهم، لافتاً إلى أن هذه العملية جربت بنجاح كبير في قطاع عمليات دجلة من قبل جهاز مكافحة الإرهاب قبل سنتين بعد أن استطاعت قتل 43 داعشياً، ستة منهم من قيادات التنظيم.

وأكد أن "داعش" فقد العدة والعدد والحاضنة والتمويل وبدأ يساوم على الفدية، فبعد أن كان يقتل المختطفين بات يقوم بافتدائهم بأموال، مبيناً أن هذا يدل أن عمليات التمويل انتهت، مشيراً إلى أن "داعش" يعمل بمفارز بسيطة من أربعة إلى خمسة أشخاص.

سياسة التمكين

بدوره، يرى المتخصص في المجال الأمني معن الجبوري أن القوات الأمنية العراقية نجحت بعملياتها ضد "داعش" بفضل الجهد الاستخباري، بينما الجغرافيا تخدم "داعش" بالاختباء.

وقال الجبوري إن "داعش تنظيم عالمي لديه أيديولوجية وفكر وتمويل وغطاء، فيما أن سياسة التمكين التي يراهن عليها في احتلال المدن والقصبات في الأعوام السابقة انتهت، لكن كتنظيم بقيت خلاياه ويتنقل بمجاميع صغيرة في المناطق الجبلية والسهول والوديان".

 

وأضاف أن المواطن بات يدرك أنه المتضرر الوحيد من عمليات "داعش" وأصبح بذلك المصدر الاستخباراتي الأول وينقل المعلومة عن أماكن وجود عناصره إلى القوات الأمنية لإيقاع أكبر الخسائر به، لافتاً إلى أن الخط البياني لعمليات "داعش" بانخفاض في عموم العراق وشبه معدوم في بعض المناطق والأوقات نتيجة لتلقي التنظيم ضربات عديدة، فقد خسر المعركة فإنه لم ينته بعد".

وتابع أن "(داعش) يستغل العامل الجغرافي والتضاريس للاختباء، وبذلك هو يستثمر وجود جبال حمرين ومكحول ومناطق الجزيرة والمناطق الصحراوية بين العراق وسوريا كبيئة جغرافية يستطيع التحرك خلالها"، مؤكداً صعوبة تغطية الأرض بقوات عسكرية لذلك أصبحت تحركات عناصره محدودة جداً.

الظروف المناخية

وأوضح الجبوري أن "(داعش) يستغل الظروف المناخية والليل، فإذا كان الجو مترباً يقوم بهذه العمليات"، معتبراً أن الضربات الجوية حققت نجاحات وبذلك استثمرت استثماراً جيداً وسليماً من قبل القوات المسلحة والقوات الأمنية، معتمدة على تعاون السكان نتيجة الثقة بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، والتي بدورها عززت عملياتها بتوجيه ضربات موجعة لـ"داعش".

وأشار إلى أن الإنجازات الأمنية جاءت بفضل المعلومة الاستخباراتية التي يقدمها العنصر البشري، فضلاً عن الغطاء الجوي الذي ساعد عناصر القوات الأمنية على الوصول إلى مناطق يصعب بلوغها على الأرض.

وشدد على ضرورة الاستفادة من الطائرات المسيرة باعتبارها عاملاً مهماً وسلاحاً متطوراً في مواجهة هذه الأهداف لأن كثيراً منها يتطلب ساعات وأياماً للوصول إليها من دون هذه الطائرات.

المزيد من العالم العربي