Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهات دامية في إيران والنظام يدعو مناصريه إلى التجمع

عقوبات أميركية على "شرطة الأخلاق" وسقوط عشرات القتلى مع استمرار التظاهرات وحملات الاعتقال والتضييق على وسائل التواصل الاجتماعي

دعا النظام الإيراني إلى تجمعات مناصرة له في أنحاء البلاد مثلما يجري عادة كلما تتصاعد التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام. ومن المقرر أن تنطلق تظاهرات حكومية بعد صلاة الجمعة في العاصمة طهران وعدد آخر من المدن الكبيرة وسط إجراءات أمنية مشددة وتصاعد العنف بين الشرطة والمحتجين في البلاد.

يذكر أن السلطات الإيرانية عطلت الجامعات الكبرى في البلاد، وطلبت من إداراتها اعتماد التعليم عن بعد.

عقوبات أميركية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران واتهمتها بالإساءة إلى النساء واستخدام العنف ضدهن، وحملتها مسؤولية وفاة مهسا أميني (22 سنة) التي فارقت الحياة في حجز للشرطة، الأسبوع الماضي، وأدت وفاتها إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.

واتهمت وزارة الخزانة الأميركية شرطة الأخلاق بانتهاك حقوق المتظاهرين السلميين، وقالت إنها فرضت عقوبات على سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في إيران، ومن بينهم قائد القوات البرية بالجيش الإيراني.

مزيد من الخطوات

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان "مهسا أميني كانت امرأة شجاعة، كان موتها في حجز لشرطة الأخلاق عملاً وحشياً آخر لقوات أمن النظام الإيراني ضد شعبه". وأضافت "ندين بأشد العبارات هذا العمل الشائن، وندعو الحكومة الإيرانية إلى إنهاء العنف الذي تمارسه ضد النساء وكذلك حملتها العنيفة المستمرة على حرية التعبير والتجمع".

ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة حتى الآن على طلب للتعقيب على العقوبات.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين، مشترطاً عدم ذكر هويته، إنه سيكون هناك مزيد من الخطوات في الأيام المقبلة من دون ذكر تفاصيل.

وقالت وزارة الخزانة إن من بين المسؤولين السبعة الخاضعين للعقوبات رئيس شرطة الأخلاق محمد روستامي وقائد القوات البرية بالجيش الإيراني كيومارس حيدري ووزير الاستخبارات إسماعيل خطيب، وأضافت الوزارة أنه نتيجة لهذه الإجراءات، يحظر التعامل على ممتلكات ومتعلقات هؤلاء الأشخاص الواقعة تحت الاختصاص القضائي الأميركي ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة عنها.

تواصل الاحتجاجات

وتواصلت الاحتجاجات في إيران وسقط ما لا يقل عن 31 قتيلاً، وتفجرت التظاهرات احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من جانب شرطة الأخلاق الخميس 15 سبتمبر (أيلول)، إذ أفاد ناشطون حقوقيون أن إيرانية تبلغ 22 سنة دخلت في غيبوبة بعد يومين من توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق، لتلقى حتفها بعد ثلاثة أيام في المستشفى.

ويرى مراقبون أن حصيلة القتلى قد تكون أعلى، إذ أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية المعارضة ومقرها في أوسلو، أن 31 مدنياً قتلوا خلال التظاهرات على أيدي قوات الأمن، فيما نفى المسؤولون الإيرانيون أي ضلوع لهم في مقتل متظاهرين.

 

 

وكانت مهسا أميني تزور العاصمة الإيرانية مع عائلتها عندما قبض عليها من جانب وحدة خاصة في الشرطة مكلفة خصوصاً السهر على التزام الإيرانيات ارتداء الحجاب، وأكدت شرطة طهران أن الشابة "تعرضت لنوبة قلبية"، فيما طلب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فتح تحقيق.                          

تهديدات "الحرس" ووزارة الاستخبارات

وفي ظل احتدام الأوضاع هدد الحرس الثوري في بيان بمواجهة الاحتجاجات بالتعاون مع الاستخبارات والقوى الأمنية، واعتبر ما يجري في البلاد "فتنة" تقودها الأنظمة المتغطرسة والصهاينة بمساعدة "جنودهم في الداخل".

وطالب الحرس الثوري السلطة القضائية بمواجهة من وصفهم ببث الإشاعات والكذب عبر الإنترنت، مندداً بما سماه "حرباً إعلامية واسعة"، مؤكداً أنها "مؤامرة مصيرها الفشل".

 

وذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن وزارة الاستخبارات حذرت الخميس من أن المشاركة في الاحتجاجات على وفاة أميني في حجز للشرطة أمر مخالف للقانون وأن المتظاهرين سيمثلون للمحاكمة.

ونقلت المواقع الإخبارية عن الوزارة قولها في بيان "بالنظر إلى استغلال الأحداث الأخيرة (الاحتجاجات) من قبل حركات (معارضة) مناهضة للثورة فإن أي وجود أو مشاركة في مثل هذه التجمعات غير القانونية... سيؤدي إلى ملاحقة قضائية".

لكن ذلك لم يخف المتظاهرين الذين انتشروا في أكثر من 80 مدينة في أنحاء إيران، فيما تتواصل الدعوات إلى انضمام مدن جديدة إلى التظاهرات غير المسبوقة التي عمت البلاد.

وذكرت إذاعة "راديو فردا" الأميركية وتبث من براغ باللغة الفارسية، أنها أجرت بحثاً بناء على اللقطات والصور التي نشرت عن انتفاضة المدن المختلفة، وخلصت إلى أن الاحتجاجات شملت 83 مدينة.

 

 

ونجح المحتجون في حجب موقع مرشد الجمهورية علي خامنئي من شبكة الإنترنت، فيما يطلق المتظاهرون في معظم تجمعاتهم شعارات حادة ضده.

اعتقالات للتخويف

وأعلنت "الجمعية الإسلامية للطلبة"، وهي من التنظيمات الإصلاحية، اعتقال عدد من طلبة جامعة طهران خلال الاحتجاجات التي ينظمونها في حرم الجامعة. ولم يشر البيان إلى عدد المعتقلين لكنه أكد أن هذه الاعتقالات جرت على يد عناصر أمن الجامعة المنتشرين في محيطها.

واعتقل الأمن الإيراني الصحافية في صحيفة "شرق" الإصلاحية نيلوفر حامدي واقتادها إلى مكان مجهول.

وذكر الاتحاد الدولي للصحافيين أن حامدي كانت من الصحافيين الأوائل الذين نشروا تقارير عن اعتقال الفتاة التي أشعل مقتلها الاحتجاجات في إيران، وزارتها في المستشفى الذي كانت تتلقى العلاج فيه.

الإنترنت وقراصنة "أنانيموس"

ويلجأ النظام إلى الاعتقال بهدف التخويف وإثارة الرعب، فيما لجأ إلى قطع الإنترنت في عدد من المدن.

وحجبت السلطات الإيرانية الوصول إلى "إنستغرام" و"واتساب"، التطبيقين الأكثر استخداماً في إيران، منذ حجب شبكات أخرى مثل "يوتيوب" و"فيسبوك" و"تيليغرام" و"تويتر" و"تيك توك" خلال السنوات الماضية، وإضافة إلى ذلك فإن استخدام الإنترنت يخضع لقيود من قبل السلطات.

وأعلن تطبيق "واتساب" للتراسل في تغريدة عبر "تويتر" أنه يعمل على إبقاء المستخدمين الإيرانيين على اتصال عبر التطبيق، وسيفعل كل ما هو متاح في قدراته الفنية لمواصلة الخدمة والحفاظ على استمراريتها، وأضاف التطبيق أنه لا يقوم بحجب أي أرقام هاتف إيرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهددت مجموعة قراصنة "أنانيموس" التي أعلنت وقوفها إلى جانب المحتجين، بحجب أجهزة النظام عن الإنترنت إذا ما أقدمت السلطات على قطع الإنترنت في البلاد.

كما أعلن القراصنة أنهم حجبوا 300 كاميرا مراقبة في إيران.

وكانت هذه المجموعة أعلنت الوقوف إلى جانب المحتجين و"الحرب ضد النظام الإيراني".

رئيسي يلغي مقابلة

وألغى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مقابلة مجدولة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مع الصحافية الإيرانية الأميركية كريستيان أمان بور بسبب حجابها، وكتبت أمان بور عبر حسابها على "تويتر" أنه "جاء أحد مرافقي إبراهيم رئيسي بعد 40 دقيقة من موعد المقابلة يطلب مني ارتداء الحجاب، فأجبته نحن في نيويورك وقوانين البلاد تسمح لي بعدم ارتداء الحجاب".

 

وأكدت أن الرئيس الإيراني ألغى المقابلة ولم يحضر إلى مكان اللقاء على رغم الاستعدادات قبل أسابيع.

وأكد رئيسي أن وفاة أميني خلال اعتقالها ستكون موضع "تحقيق"، لكنه ندد برياء القوى الغربية.

وقال خلال مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، "اطمئنوا، سيتم بالتأكيد فتح تحقيق"، موضحاً أن تقرير الطبيب الشرعي لم يشر إلى انتهاكات ارتكبتها الشرطة. وأضاف "لكنني لا أريد التسرع في استخلاص استنتاجات".

وتابع الرئيس الإيراني "إذا كان هناك طرف مذنب، فلا بد من التحقيق في الأمر بالتأكيد. لقد اتصلت بأسرة الراحلة في أول فرصة وأكدت لها شخصياً أننا سنواصل التحقيق بثبات في الحادثة".

 

 

 

وبعد ساعات من فرض واشنطن عقوبات على وحدة الشرطة المعنية، اتهم رئيسي الغرب بـ"الكيل بمكيالين". 

وأردف "لماذا لا تتم الدعوة إلى الشيء نفسه بسبب الذين فقدوا حياتهم على أيدي سلطات إنفاذ القانون وغيرهم في أنحاء الغرب - أوروبا وأميركا؟".

ولم يرد رئيسي على سؤال حول القيود على الإنترنت داخل إيران لكنه قال إنه يقبل الاحتجاجات السلمية. وقال في هذا الصدد "هذه أمور طبيعية ومتوقعة تماماً. لكن يجب أن نفرق بين التظاهر والتخريب".

"الهجوم الوحشي"

ونددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بـ"الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات" اللواتي يتظاهرن منذ أيام عدة في إيران، معتبرة أن قمع التظاهرات يشكل "تعرضاً للإنسانية".

وقالت الوزيرة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن "الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات هو تعرض للإنسانية"، مضيفة أن ألمانيا تعتزم رفع "هذا الانتهاك لحقوق النساء وتالياً لحقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة".

دعوة إلى تدخل الجيش

وطالب لاعب كرة القدم الإيراني المعروف علي كريم الجيش بالتدخل لمنع العنف الذي تمارسه أجهزة الأمن التابعة للحرس الثوري في البلاد، وكتب كريمي عبر حسابه على "إنستغرام" "الوطن بانتظاركم فلا تسمحوا بإراقة دماء الأبرياء".

ويرى كثيرون في إيران أن الجيش يمثل الوطن، ويجب أن تكون له مواقف متناقضة مع الحرس الثوري الذي له يد ضاربة في البلاد ويهيمن على مفاصل الاقتصاد والشؤون السياسية هناك.

ونشبت خلافات بداية الحرب الإيرانية - العراقية بين قادة الجيش والحرس الثوري، لكن النظام عمل خلال السنوات الماضية على احتواء هذه الخلافات من خلال إقصاء قادة الجيش المعارضين لأداء الحرس الثوري، وعين قادة من الحرس على رأس الجيش.

خلفيات

وكانت منظمة العفو الدولية حضت على إحالة المسؤولين عن "الوفاة المشبوهة" إلى العدالة، داعية إلى التحقيق في ظروف الوفاة التي تشمل "مزاعم بحصول تعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز".

ويؤكد ناشطون أن الضحية تلقت ضربة على الرأس، وشددت شرطة طهران في بيان الجمعة على "عدم حصول احتكاك جسدي" بين الضباط وأميني.

وبث التلفزيون الحكومي صوراً يزعم أنها تظهر مهسا وهي تسقط على الأرض داخل قاعة كبيرة مليئة بالنساء بينما كانت تتجادل مع إحدى المسؤولات حول لباسها.

ودفنت مهسا أميني السبت في مدينة سقز مسقط رأسها في محافظة كردستان، حيث خرجت تظاهرة بعد الجنازة لكن تم تفريقها بالغاز المسيل للدموع.

وأعلن رئيس مكتب الطب الشرعي في طهران أن التحقيقات في سبب الوفاة ستستغرق ما يصل إلى ثلاثة أسابيع حتى تكتمل.

ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تضامنه مع "نساء إيران الشجاعات".

 

 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط