Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غرائب الامتحانات في سوريا... عبوة ناسفة ومكبرات صوت وقصص أخرى

الأجوبة تصل مع الأسئلة والطلاب يخفون السر ولكن وزير التربية لهم بالمرصاد

وزير التربية عماد العزب يطمئن على الطالب بعد استهدافه بعبوة ناسفة (وزارة التربية)

"اليوم يكرم المرء أو يُهان". اليوم هو يوم الامتحان العظيم الذي لا يُمحى من ذاكرة أي طالب. فالمسألة أكبر من مجرد حفظ أكثر من عشرة كتب مجتمعة "من الجلدة إلى الجلدة"، كما يُقال في العامية.

ومروراً بالدروس الخصوصية ونصائح الأهل الدائمة، وصولاً إلى اليوم الذي يُحدد فيه مصير الطالب بعد كتابته اسمه وقراءته عبارة "فكر ثم أجب" على ورقة الأجوبة.

توتر البكالوريا

بعد ساعات من إنهاء طلاب الشهادة الثانوية امتحاناتهم، 29 يونيو (حزيران)، بدأت مرحلة جديدة من حرب الأعصاب المشدودة والعيون الشاخصة نحو إعلان النتائج في توتر سوري يتقاسم فيه مشاعره الطلاب والأهل عبر عقودٍ من الزمن لما لـ"البكالوريا" كما يحلو للسوريين أن يطلقوا على شهادة الثانوية من هَيْبة.

ومع ما تحمله رهبة اسم شهادة البكالوريا وامتحاناتها القاسية، يتندّر سوريون بميزة أطلقتها الجهات التربوية المشرفة على الامتحانات، فبعد يوم واحد من عيد الفطر، بادرت بقطع كل وسائل الاتصالات، من هواتف وإنترنت. وأبدى سوريون استغرابهم من هذه الإجراءات التي يندرُ أن تنفذها أي دولة من دول العالم، في حين يبررها المشرفون على العملية الامتحانية أنها بهدف الحد من الغش في الامتحانات واستخدام وسائل مثل البلوتوث أو وسائل التواصل الاجتماعي عبر تسريب الأسئلة وحلها وإرسال الأجوبة عن طريق الهواتف أو سماعات صغيرة.

سقوط المروحة

ولم تتوقف جولاتُ مسؤولين في الجهات التربوية داخل مراكز الامتحانات في العاصمة دمشق والمحافظات. ولعل اللافت للانتباه كثافة تلك الجولات، ما دفع الأهالي إلى المطالبة بضرورة التخفيف منها لما تتسبب به من توتر للطلاب. وفي إحدى جولات وزير التربية عماد العزب في أحد مراكز الامتحانات في مدينة حلب، سقطت مروحة معلقة بالسقف على كتف طالبة (مريم حمصي)،  فصُدم الطلاب وذُعروا.

وجود الوزير هدأ الأمور وسرّع من وصول فريق طبي للتأكد من صحة الطالبة التي أصرت على متابعة امتحانها، ومُنحت تمديداً نصف ساعة.

في اللحظة الأخيرة

في غضون ذلك، لم يخلُ موسم الامتحانات من مواقف حزينة حملت أحد الطلاب على الإجابة عن أسئلة الاختبار بكثير من التوتر والرعب بعدما شاءت الأقدار أن تنفجر به عبوة ناسفة استهدفت سيارة كان يستقلها مع والدته. وتبين أن السيارة لمحلل سياسي هو طالب إبراهيم، وأثناء قيادة زوجته لها لإيصال ابنها إلى مركز الامتحان انفجرت العبوة عند أوتستراد المزة، وفيما نُقلت الأم إلى المستشفى للعلاج تابع الابن طريقه إلى مركز الامتحان، ما دفع وزير التربية إلى الاطمئنان عليه في مركز الامتحان.

عائلة في الامتحان

أطلب العلم من المهد إلى اللحد. وهذا ما ينطبق على رجل في العقد الخامس من العمر، تقدم إلى امتحان الشهادة الثانوية العامة، الفرع الأدبي، بالتزامن مع تقديم ابنه إنما في الفرع العلمي، فيما ابنته تخضع لامتحانات شهادة التعليم الأساسي (الإعدادي). وقال الأب مصطفى مصطفى إن الأسرة كلها تقدم الامتحانات في إرادة كبيرة للنجاح وفي حب لأخذ فرصته الجديدة.

الأسئلة والأجوبة

ومن الغرائب المضحكة أن وصلت إلى عدد من مراكز الامتحانات في ريف حماه، أسئلة مادة علم الأحياء للشهادة الثانوية في الفرع العلمي ومعها الإجابة. وإذا كان ذلك صادماً ويدفع إلى الصراخ، فإن غالبية الطلاب في ثلاثة مراكز وعددهم نحو 400 أخفوا السر ولاذوا بالصمت وأجابوا مطمئنين بأنهم حققوا العلامة كاملة.

موقفٌ دفع مديرية التربية في ريف حماة للتحقيق في ما حدث. وأصدر وزير التربية قراراً ألغى نتائج امتحانات المستفيدين من هذه الواقعة، مع وعود بمعرفة تفاصيلها وملاحقة المخالفين ومعاقبتهم. ولا ينسى سوريون ما حصل في الامتحانات في سنوات الحرب. وأكثر النوادر والمواقف شيوعاً، هي وقوف بعض الأهل بجانب مراكز الامتحانات واستخدامهم مكبرات للصوت يقرأون بأصوات مرتفعة في الكتب، لعل يكون ما يقرأونه، ما على أبنائهم كتابته.

المزيد من العالم العربي