على رغم أنها ليست منطقة استوائية المناخ فإن بعض مدن فلسطين تتميز بطقس استوائي، حيث درجات الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية ووفرة المياه الجوفية.
ففي خاصرة الضفة الغربية وإلى الشمال الغربي منها، تقع محافظة قلقيلية التي تطل على البحر المتوسط وتبعد عن ساحله 15 كيلومتراً، حيث إن الخط الأخضر الفاصل بين دولة فلسطين وإسرائيل يعزلها عن البحر.
منح الموقع الجغرافي لقلقيلية وبلداتها، بخاصة الغربية منها التي تشرف على البحر المتوسط، طقساً حاراً مع رطوبة مرتفعة.
فواكه حارة
لذلك بدأ الأهالي قبل 20 عاماً زراعة الفواكه الاستوائية بعد أن اعتادوا زراعة الخضراوات والحمضيات كالبرتقال. ولأن الفلسطينيين اكتسبوا خبرة كبيرة من عملهم في المزراع الإسرائيلية المتقدمة، فقد نقلوا منها أساليب وطرق الزراعة إلى أراضيهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد أن اشتهرت قلقيلية بزراعة فاكهة الجوافة شبه الاستوائية، بدأ أهلها بزراعة "الأفوكادو والمانغو والقطشة والليتشي والكرمبول". وأسهم ذلك في جعل تلك الفواكهة تحتل مكانها على مائدة الفلسطينيين بشكل شبه يومي، بخاصة الأفوكادو والمانغو بأنواعها، بعد أن كانت تأتي من إسرائيل بأسعار مرتفعة، لكن الإنتاج الفلسطيني منها لا يكفي لسد حاجات السوق المحلية، خصوصاً بسبب تصدير جزء من تلك الفواكه إلى الخارج.
وتنتج قلقيلية سنوياً 18 ألف طن من الجوافة المزروعة على مساحة 3700 دونم (الدونم يساوي ألف متر)، و12 ألف طن من الأفوكادو المزروع على مساحة 2500 دونم، إضافة إلى 600 طن من المانغو المزروعة على 350 دونم.
خلف الجدار
ويحاول مزراعو المحافظة التغلب على مشكلة زراعة فاكهة القشطة عبر تقليحها، مما سيؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة منها بسبب سهولة زراعتها ورعايتها بحسب المدير العام للزراعة بقلقيلية أحمد عيد.
وقال عيد إن وزارة الزراعة الفلسطينية أسهمت قبل 20 عاماً في انتشار زراعة الفواكه الاستوائية عبر توزيع آلاف الشتلات منها على المزراعين مع شبكة للري ومساعدة في تسويق الإنتاج.
وأوضح عيد أن وجود أكثر من 70 بئراً ارتوازية في قلقيلية أسهم في وفرة المياه العذبة اللازمة لتلك الفواكه مع درجات الحرارة المرتفعة إلى جانب نسبة الرطوبة العالية.
وتتركز زراعة الفواكه الاستوائية في مدينة قلقيلية وبلدات فلاميه وحبلة وجيوس التي يفصل الجدار الإسرائيلي بين أراضيها، حيث يقع قسم منها إلى الجانب الإسرائيلي منه.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن الفاكهة المزروعة في قلقيلة أكثر جودة من نظيرتها الإسرائيلية لأن الأولى تعتمد على المياه العذبة.