Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وباء "الكوليرا" يطرق أبواب الشمال السوري

المرض يتفشى في مدينة حلب والسبب قد يكون المياه الملوثة

دعوات إلى استجابة سريعة لاحتواء المرض (اندبندنت عربية)

"لا يمكن أن نختبئ خلف الأصابع" هكذا يصف أحد الأطباء الأخصائيين حال تفشي مرض الكوليرا المتزايدة بصمت مطبق، بينما معدل الإصابة يرتفع في الشمال السوري، لا سيما في مدينة حلب التي سجلت بحسب البيانات الرسمية 20 إصابة ووفاة حالتين.

بالمقابل كشفت وزارة الصحة عن تسجيل أربع حالات في محافظة اللاذقية، غرب سوريا، مع التخفيف من هول مخاوف السوريين وهلعهم جراء ما يتداول من إصابات بالمرض الذي ودعته سوريا منذ عام 2009، ومنذ ذلك الحين لم تسجل أية إصابة، حيث كانت آخر موجات تفشي المرض بعد ما فتك بأبناء محافظتي دير الزور والرقة في شرق سوريا.

المياه الملوثة

ولم يخف ممثل الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا ما يلوح بالأفق من تهديد وباء الكوليرا الآخذ بالانتشار بمناطق عدة في البلاد ووصفه بتهديد خطير في سوريا والمنطقة، ودعا في الوقت نفسه إلى استجابة سريعة لاحتواء المرض.

ورجح الممثل المقيم للأمم المتحدة ارتباط تفشي الوباء بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب المياه غير الآمنة من نهر الفرات، حيث يخترق الشمال السوري إلى الشرق، وفق بيان له.

من جانبه يتوقع أخصائي بالأمراض السارية طلب عدم ذكر اسمه، أن الوباء ما زال تحت السيطرة، كما ويتركز حالياً في مدينة حلب من دون تفشيه لبقية المحافظات إلا في حالات طفيفة.

وفي سياق حديثه لـ "اندبندنت عربية" أفاد أن المرض هو وبائي وليس معدياً إلا إذا حدث اختلاط مع شخص مصاب مشيراً إلى ضرورة "الابتعاد عن المياه الملوثة أو المشكوك بسلامتها، كتناول ألواح ومكعبات الثلج والعصائر مجهولة المصدر، والخضروات والفواكه غير المغسولة بشكل جيد من الضروري غسلها بمواد منظفة أو غليها، علاوة على عدم استخدام الأغراض الشخصية للمصابين".

وتترافق الإصابة بمرض الكوليرا بإسهال حاد وكثرة القيء وآلام بالبطن مع فقدان الشهية والجفاف، أما الأعراض فهي سريعة وتحدث بشكل مفاجئ.

المصادر غير الموثوقة 

في غضون ذلك تحركت لجان صحة حكومية مراقبة حال أسواق الغذاء صحياً، وأغلق معمل للمكعبات المثلجة وأتلفت كميات من الخضروات التي تسقى ببساتين في حلب جميعها مخالف لشروط السلامة الصحية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعزو الأخصائي ظهور هذا المرض عقب الصراع المسلح الأخير المندلع منذ عام 2011 إلى خروج بعض محطات معالجة الصرف الصحي من العمل ومنها محطة رئيسة في مدينة حلب. ويردف، "يبدو أن غياب المحطة ودمارها في الحرب التي دارت في المدينة وعلى أطرافها، لا سيما وقوع المحطة على خطوط الاشتباك أخرجها من الخدمة" في وقت أحصت منظمة الأمم المتحدة في بيان لها شهر أبريل (نيسان) الماضي عن خروج ثلثي محطات معالجة الصرف من الخدمة.

الصحة تحذر 

النظافة وغسل اليدين والانتباه من تناول المأكولات والمشروبات مجهولة المصدر أبرز التعليمات التي تبثها وزارة الصحة بكثرة، والتي أعادت زمن كورونا وكثافة الإعلان عن الوباء، كما دعت إلى التقيد بما تبثه الوزارة المعنية من بيانات محذرة من بث أي أخبار فيها تهويل تحت طائلة المساءلة القانونية.

وبينما يلف الغموض التطورات بشأن المرض تكتفي الصفحة الرسمية للوزارة بتحديث عن واقع وأعداد الإصابات ونشر بيان "ستقوم الوزارة بتحديث عن الوضع الوبائي عبر منصاتها الرسمية حول مرض الكوليرا كل 48 ساعة لتسهيل الحصول على المعلومة من مصدرها المؤكد والحصري".

وذكرت وزارة الصحة في معرض بيانها حول مستجدات الواقع الوبائي للمرض إلى كونها تترصده على مدار الساعة وتتخذ الإجراءات المناسبة لتطويقه، مضيفة "العلاج متوفر بكافة أشكاله مع تعزيز وتزويد المستشفيات بمخزون إضافي من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن".

الحرب في زمن الكوليرا

وقال مدير الطوارئ الإقليمي للشرق الأوسط بمنظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان "لقد سجلت ثماني وفيات بسبب المرض منذ الـ 25 من أغسطس (آب) منها ست حالات في حلب واثنتان في دير الزور شرقاً".

 وبحسب بيانات المنظمة فإن مظاهر تردي الوضع الخدمي في كثير من المناطق التي أصابتها الحرب قد أثرت في القاطنين أو العائدين في زيادة في أمراض كالإسهال وسوء التغذية وأمراض جلدية.

وعلى خلاف رواية الحب في زمن الكوليرا للكاتب الكولمبي، غابرييل غارسيا ماركيز"، لم يتسن للسوريين هذا الحيز للحب في زمن تفوح منه روائح البارود، ولا ينتهي من نكبات وأزمات متلاحقة، وبالكاد أغلق الشارع السوري الباب عن مرض كورونا حتى بات اليوم يعيش مخاوف وباء جديد بعد عقد من الزمن دمرت فيها شبكات المياه النظيفة والبنى التحتية، من شبكات الصرف الصحي وغيرها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير