Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ما الذي يحدث؟"... انتصارات أوكرانية أم انسحاب روسي

كييف تسترد 20 بلدة في هجوم مضاد والكرملين: التدخل العسكري مستمر ولا تفاوض في الوقت الحالي

أعلن الجيش الأوكراني صباح اليوم الاثنين استعادة "أكثر من 20 بلدة" خلال 24 ساعة في إطار هجومه المضاد على الجيش الروسي.

وقال الجيش الأوكراني في بيان صباح الاثنين إنه على امتداد خط المواجهة "تمكنت القوات الأوكرانية من طرد العدو من أكثر من 20 بلدة" خلال 24 ساعة.

وأعلن الكرملين الإثنين أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا سيستمر حتى "تحقيق الأهداف" في وقت انسحبت القوات الروسية من مناطق تابعة لكييف في الأيام القليلة الماضية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن "العملية العسكرية الخاصة ستستمر حتى تتحقق الأهداف المحددة في البداية"، ورأى من ناحية أخرى أنه "لا يوجد أي احتمال للتفاوض" بين موسكو وكييف في الوقت الحالي.

وأكدت روسيا اليوم الإثنين أن قواتها تقصف مناطق في خاركيف استعادتها أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية.

وقالت وزارة الدفاع في إيجازها الصحافي اليومي إن القوات الروسية الجوية والصاروخية والمدفعية "توجه ضربات دقيقة على وحدات واحتياطيي القوات المسلحة الأوكرانية" تشمل بلدتي كوبيانسك وإيزيوم.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الإثنين 12 سبتمبر (أيلول)، إن روسيا أمرت على الأرجح بسحب قواتها من منطقة خاركيف أوبلاست المحتلة في أوكرانيا غربي نهر أوسكيل، وأضافت الوزارة في تحديث دوري أن أوكرانيا استعادت أراض تبلغ مثلي مساحة لندن الكبرى على الأقل، وقالت على "تويتر" إن "النجاحات الأوكرانية السريعة لها تداعيات كبيرة على المخطط الكامل للعمليات الروسية".

منطقة خاركيف

قال القائد العام للجيش الأوكراني إن قواته واصلت توغلها شمالاً في منطقة خاركيف وتقدمت إلى جنوبها وشرقها، وذلك غداة تقدمها السريع الذي دفع روسيا إلى التخلي عن معقلها الرئيسي في المنطقة.

واتهم مسؤولون أوكرانيون القوات الروسية المنسحبة بشن هجمات انتقامية استهدفت البنية التحتية المدنية، ومنها محطة للطاقة الحرارية في خاركيف قالت السلطات في كييف إنها تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.

وعن الهجمات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تويتر" "لا توجد منشآت عسكرية، الهدف هو حرمان الناس من الإضاءة والتدفئة". وتنفي موسكو تعمد قواتها استهداف المدنيين.

ووصف زيلينسكي المكاسب الأوكرانية بأنها إنجاز محتمل في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، وقال إن من المحتمل تحقيق مزيد من المكاسب السريعة للأراضي هذا الشتاء، إذا تمكنت كييف من الحصول على أسلحة أقوى.

وأكد زيلينسكي أن الجيش الأوكراني استعاد من القوات الروسية مدينة إيزيوم الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا.

وفي كلمة وجهها إلى الأمة بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الهجوم الروسي، شكر زيلينسكي القوات الأوكرانية التي "حررت المئات من مدننا وبلداتنا... وأخيراً بالاكليا وإيزيوم وكوبيانسك"، في إشارة إلى ثلاث مناطق استراتيجية استعادها في الآونة الأخيرة الجيش الأوكراني.

ويعد الانسحاب أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من مشارف العاصمة كييف في مارس (آذار)، إذ ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات مع فرارهم.

وقال القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني، إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.

وأثار صمت موسكو التام تقريباً  (أو عدم تقديم أي تفسير لما حدث في شمال شرقي أوكرانيا) غضباً كبيراً بين بعض المؤيدين للحرب والقوميين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي. ودعا بعضهم بوتين إلى إجراء تغييرات فورية لضمان النصر النهائي في الحرب الدائرة.

"انتقام بغيض"

قال زيلينسكي في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إن الهجمات الروسية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في منطقتي خاركيف ودونيتسك وانقطاع جزئي للتيار في مناطق زابوريجيا ودنيبروبتروفسك وسومي.

وقال فالنتين ريزنيشنكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك على "تلغرام" "لا يمكنهم تقبل الهزائم في ساحة المعركة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشر كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني صورة على "تلغرام" لمحطة كهرباء مشتعلة، لكنه أضاف أن الكهرباء عادت في بعض المناطق.

ووصف إيهور تيريكوف رئيس بلدية خاركيف الهجمات على البنية التحتية بأنها "انتقام بغيض" من القوات الأوكرانية لنجاحها على الجبهة، لا سيما في خاركيف.

والمكاسب مهمة من الناحية السياسية لزيلينسكي الذي يسعى إلى إبقاء أوروبا موحدة في دعمها لأوكرانيا، من خلال توفير الأسلحة والمال، حتى مع أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق هذا الشتاء بعد قطع إمدادات الغاز الروسي عن المستهلكين الأوروبيين.

وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية ستواصل التقدم، وأضاف في مقابلة مع شبكة (سي أن أن)، سجلت يوم الجمعة في كييف، "لن نقف مكتوفي الأيدي... سنتحرك إلى الأمام ببطء وتدريجاً".

تنديد أممي

من جهة أخرى،  نددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الاثنين بـ"الترهيب" الذي يتعرض له معارضو الحرب على أوكرانيا في روسيا، وبـ"أشكال الرقابة" المختلفة السارية في البلاد.

وقالت المفوّضة السامية لحقوق الإنسان بالانابة ندى الناشف في افتتاح الدورة 51 لمجلس حقوق الإنسان إن في روسيا "الترهيب واجراءات القمع والعقوبات في حق الأشخاص الذين يعبرون عن معارضتهم للحرب في أوكرانيا تقوّض ممارسة الحريات الأساسية المضمونة في الدستور لاسيما الحق بحرية التجمع والتعبير وتكوين الجمعيات".

"كرة ثلج"

قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن بلاده بحاجة إلى تأمين الأراضي المستعادة من هجوم مضاد روسي محتمل على خطوط الإمداد الأوكرانية الممتدة، وأضاف لصحيفة "فايننشال تايمز" أن القوات الأوكرانية يمكن أن تطوقها قوات روسية جديدة إذا واصلت تقدمها لمسافات أبعد.

لكنه قال إن التقدم المحرز في الهجوم "أفضل من المتوقع"، واصفاً إياه بأنه "كرة ثلج تتدحرج من أعلى تل تكبر كلما نزلت". وأضاف "هذه إشارة إلى إمكان إنزال الهزيمة بروسيا".

وقال المحلل العسكري في كييف أوليه غدانوف، إن المكاسب يمكن أن تمهد الطريق لمزيد من التقدم في منطقة لوجانسك، التي أعلنت روسيا السيطرة عليها في بداية يوليو (تموز).

وأضاف "إذا نظرت إلى الخريطة، فمن المنطقي أن تفترض أن الهجوم سيتطور في اتجاه سفاتوف - ستاروبيلسك، وسيفيرودونيتسك - ليسيتشانسك. هذان اتجاهان واعدان".

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء السبت، أن رئيس الإدارة الروسية في خاركيف طلب من السكان إخلاء المنطقة والفرار إلى روسيا، وتحدث شهود عن تكدس مروري بسبب تدفق المغادرين من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية الأحد، القتال استمر حول مدينتي إيزيوم وكوبيانسك التي استعادتها القوات الأوكرانية أيضاً، وهي محور سكك الحديد الوحيد الذي تأتي الإمدادات عبره للقوات الروسية على خط المواجهة في أنحاء شمال شرقي أوكرانيا.

وقف العمليات في المحطة النووية

مع مرور 200 يوم منذ اندلاع الحرب، أغلقت أوكرانيا الأحد آخر مفاعل عامل في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا كإجراء وقائي من حدوث كارثة مع احتدام القتال في مكان قريب.

وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط محطة زابوريجيا الأمر الذي قد يتسبب في تلوث إشعاعي كارثي.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد إنه تم إصلاح خط طاقة احتياطي للمحطة التي تسيطر عليها روسيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ بوتين في مكالمة هاتفية الأحد، بأن احتلال القوات الروسية للمحطة هو ما يعرض سلامتها للخطر، وذكر بيان للكرملين أن بوتين حمل القوات الأوكرانية مسؤولية ذلك.

المزيد من دوليات