Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تقصف البنية التحتية الأوكرانية وسط غضب أنصار بوتين بعد نكسة خاركيف

رفض الرئيس الشيشاني الخسارة وطالب بالعودة للخطة المتفق عليها وماكرون يحمل موسكو مسؤولية الأوضاع في زابوريجيا

قال فالنتين ريزنيشنكو، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، إن القوات الروسية قصفت البنية التحتية للطاقة في المنطقة الواقعة بوسط أوكرانيا اليوم الأحد، 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء عن عدة بلدات.

وكتب ريزنيشنكو على تليغرام "بعض البلدات والقرى بدون كهرباء. لقد أصاب الروس البنية التحتية للطاقة. لا يمكنهم تقبل الهزائم في ساحة المعركة". وأضاف "سندبر الأمر. جميع الخدمات قيد التشغيل. سنعيد كل شيء في أسرع وقت ممكن".

وحمّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، الأحد، مسؤولية انقطاع الكهرباء في شرق أوكرانيا، متهما موسكو بأنها تعمدت استهداف بنى تحتية مدنية.

وقال زيلينسكي، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "انقطاع كامل للكهرباء في منطقتي خاركيف ودونيتسك، وانقطاع جزئي في مناطق زابوريجيا ودنيبروبيتروفسك وسومي". وأضاف "لا منشآت عسكرية. الهدف هو حرمان الناس النور والتدفئة".

القوميون الروس غاضبون

دعا القوميون الروس، اليوم الأحد 11 سبتمبر (أيلول) الحالي بلهجة غاضبة الرئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييرات فورية لضمان النصر النهائي في الحرب الدائرة، غداة إجبار موسكو على التخلي عن معقلها الرئيس في شمال شرقي أوكرانيا، وفقاً لـ"رويترز".

ويعد السقوط السريع لإيزيوم في إقليم خاركيف أسوأ هزيمة عسكرية لروسيا منذ أن أجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس (آذار).

وفي الوقت الذي كانت تنسحب فيه القوات الروسية من بلدة تلو الأخرى أمس السبت، كان بوتين يفتتح أكبر عجلة دوارة في أوروبا في متنزه بموسكو، وتضيء الألعاب النارية السماء فوق الميدان الأحمر إحياءً لذكرى تأسيس المدينة عام 1147.

الهجوم لا يسير وفق الخطة

وفي رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة نشرت على تطبيق "تليغرام"، رفض الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين الذي كانت قواته في طليعة الهجوم على أوكرانيا، خسارة إيزيوم، وهي مركز حيوي للإمدادات، لكنه أقر بأن الحملة لا تسير وفق الخطة.

وقال قديروف "إذا لم تجر تغييرات اليوم أو غداً في إدارة العملية العسكرية الخاصة، فسأضطر للذهاب إلى قيادة البلاد لأشرح لهم الوضع على الأرض".

وأثار صمت موسكو التام تقريباً حيال الهزيمة، أو عدم تقديم أي تفسير لما حدث في شمال شرقي أوكرانيا، غضباً كبيراً بين بعض المؤيدين للحرب والقوميين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي.

روسيا ترسل مزيدا من القوات

ومع انتشار أنباء الهزائم نشرت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة لقطات مصورة لما قالت إنها قوات ترسل إلى منطقة خاركيف.

وقالت وزارة الدفاع، اليوم الأحد، إن القوات الروسية استهدفت مواقع أوكرانية في المنطقة بقوات محمولة جواً وصواريخ ومدفعية.

ولم يعلق بوتين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ولا وزير الدفاع سيرغي شويجو علناً على الهزيمة حتى ظهر اليوم الأحد، ولم ترد وزارة الدفاع على طلب للتعليق.

وكتب أحد المدونين العسكريين البارزين المؤيدين للحرب على "تليغرام" ويستخدم اسم ريبر "الآن ليس الوقت المناسب لالتزام الصمت وعدم قول أي شيء، هذا يضر بشدة بالقضية".

وأعلنت الوزارة أمس السبت عن "إعادة تجميع" من شأنها نقل القوات بعيداً من خاركيف للتركيز على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وهو بيان أثار مزيداً من الغضب بين عديد من المدونين العسكريين الروس. واتهم بعض المراسلين الحربيين الموالين للكرملين والجنود السابقين والحاليين الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على "تليغرام" الوزارة بالتهوين من الهزيمة.

بوتين وماكرون يختلفان إزاء زابوريجيا النووية

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد محادثات في شأن السلامة بمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا حمل خلالها بوتين القوات الأوكرانية مسؤولية تدهور الأوضاع هناك بينما وجه إيمانويل ماكرون أصابع الاتهام إلى القوات الروسية في ذلك.

ولا تزال الأوضاع في أكبر محطة نووية في أوروبا تثير قلقاً دولياً بالغاً، وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط محطة زابوريجيا الأمر الذي قد يتسبب في تلوث إشعاعي كارثي.

وسلط بيانان منفصلان عن المحادثات من الكرملين وقصر الإليزيه الرئاسي الفرنسي الضوء على الصعوبات في سبيل التوصل إلى اتفاق لضمان السلامة في الموقع.

وذكر البيان المنشور على موقع الكرملين على الإنترنت أن "الجانب الروسي لفت الانتباه إلى الهجمات الأوكرانية المنتظمة على مرافق المحطة، بما في ذلك مخازن النفايات المشعة وهو أمر محفوف بالعواقب الوخيمة".

ودعا البيان "لتحرك غير مسيس" في شأن الوضع بالمحطة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إن سيطرة القوات الروسية للمحطة هو ما يعرضها للخطر.

وأضاف الإليزيه "طلب (ماكرون) من القوات الروسية سحب أسلحتها الثقيلة والخفيفة منها (زابوريجيا) واتباع توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان السلامة في الموقع".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعت إلى إقامة منطقة أمنية حول الموقع.

وقالت الوكالة اليوم الأحد إنه جرى إصلاح خط طاقة احتياطي لمحطة زابوريجيا، لتزويد المحطة بالكهرباء الخارجية التي تحتاج إليها لتبريد مفاعلاتها، وأعلنت شركة "إنرجو أتوم" وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تشغيل المحطات النووية في البلاد، في وقت سابق أنها أوقفت بالكامل العمليات في زابوريجيا كإجراء وقائي.

وقال بيان الإليزيه إن ماكرون سيظل على اتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "وكذلك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتحدث مرة أخرى في الأيام المقبلة مع الرئيس بوتين ليتسنى التوصل إلى اتفاق لضمان الأمن في محطة الكهرباء".

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية كان ماكرون وزيلينسكي تشاورا مجدداً هاتفياً السبت في شأن الوضع "المقلق جداً" حول محطة زابوريجيا، بحسب الإليزيه.

ضرورة ضمان الأمن الغذائي العالمي

وشدد الرئيس الفرنسي خلال المحادثة أمام "نظيره الروسي على ضرورة ضمان الأمن الغذائي العالمي"، وفق المصدر نفسه الذي أضاف أن ماكرون ذكر "بأن العقوبات الأوروبية لا تشمل المنتجات الزراعية ولا تلك التي لا غنى عنها للزراعة".

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون "طلب من الرئيس بوتين السهر على تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا مع أوكرانيا وتركيا بإشراف الأمم المتحدة، بحيث تنقل الحبوب المصدرة إلى الجهات التي تحتاج إليها في شكل ملح".

ووقع الاتفاق المذكور في 22 يوليو (تموز) في إسطنبول، وأتاح الإفراج عن الصادرات الأوكرانية من القمح والذرة بعد أن ظلت عالقة بسبب الهجوم العسكري الروسي، الأمر الذي أثار مخاوف من أزمة غذاء عالمية، لكن الرئيس الروسي رأى الأربعاء أن الصادرات الأوكرانية تذهب في غالبيتها إلى أوروبا وليس إلى الدول الفقيرة.

بريطانيا تنفي مزاعم بوتين

وفي ما يتعلق بالغذاء، نفت بريطانيا الأحد تأكيداً كرره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تصدير جزء بسيط فقط من الحبوب الأوكرانية إلى دول فقيرة بموجب اتفاق دولي، ووصفت تلك التأكيدات بأن لا أساس لها من الصحة.

وقال بوتين الأربعاء من دون أن يستشهد بمصدر، إن سفينتين فحسب من أصل 87 سفينة تحمل 60 ألف طن من المنتجات ذهبت لدول فقيرة.

وسمح الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، باستئناف صادرات الحبوب من موانئ أوكرانية مطلة على البحر الأسود، ودخل حيز التنفيذ الشهر الماضي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، نقلاً عن أرقام مصدرها الأمم المتحدة، إن نحو 30 في المئة من الحبوب التي تم تصديرها بموجب الاتفاق وصلت إلى دول منخفضة ومتوسطة الدخل في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.

وأضافت الوزارة في تحديث يومي على "تويتر"، إن روسيا تسعى لتنفيذ استراتيجية تضليل عمدي لتنأى بنفسها عن مشكلات انعدام الأمن الغذائي ووصم أوكرانيا وتقليل المعارضة لهجومها.

عواقب وخيمة 

وفي السياق حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من "عواقب كارثية" للهجمات على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا والتي تسيطر عليها القوات الروسية، وفق الكرملين.

وجاء في بيان للكرملين أن الرئيس الروسي حذر خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي من أن "الهجمات الأوكرانية المتكررة على مواقع في محطة زابوريجيا، بما في ذلك مستودعات للنفايات المشعة، قد تكون عواقبها كارثية".

وأبلغ بوتين نظيره الفرنسي بـ"التدابير التي اتخذها خبراء روس لضمان أمن المحطة، مشدداً على ضرورة ممارسة ضغوط على سلطات كييف لكي توقف فوراً الهجمات التي تستهدف المحطة".

من ناحية أخرى، أبدى الرئيسان نية "للتعاون بطريقة غير مسيسة في ما يتعلق بالأوضاع القائمة في محيط محطة زابوريجيا بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وفق البيان.

وأشار الكرملين إلى أن المحادثات أجريت بمبادرة من ماكرون، وخلال المحادثة الهاتفية ندد بوتين بإمداد الغرب كييف بأسلحة تستخدم وفق الرئيس الروسي في "قصف مكثف للبنى التحتية المدنية في مدن دونباس"، في إشارة إلى المنطقة الغنية بالمعادن الواقعة شرق أوكرانيا.

وسبق أن أجرى الرئيسان محادثات هاتفية بشأن محطة زابوريجيا النووية في التاسع عشر من أغسطس (آب).

وتقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية في الجنوب الأوكراني، وقد تعرض موقعها للقصف مراراً في الأسابيع الأخيرة في ضربات تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشنها، وأدت هذه التطورات إلى مخاوف من وقوع كارثة نووية مشابهة لتلك التي شهدتها محطة تشيرنوبيل في عام 1986.

والأحد أعلنت كييف أنها أوقفت المفاعل السادس والأخير الذي كان لا يزال في الخدمة في محطة زابوريجيا، مبررة الخطوة بضرورة تبريده.

خرائط روسية تظهر انسحاباً لجيشها من خاركيف

 أظهرت خريطة منطقة خاركيف التي عرضتها وزارة الدفاع الروسية خلال إحاطتها اليومية الأحد، انسحاباً كبيراً للجيش الروسي من هذه المنطقة التي تعد مسرحاً لهجوم أوكراني مضاد واسع النطاق.

وأشارت الخريطة المعروضة في فيديو الإحاطة الذي أصدرته الوزارة إلى أن الجيش الروسي لم يعد يسيطر الأحد 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، سوى على جزء صغير من الأراضي الواقعة شرق منطقة خاركيف خلف نهر أوسكول.

يأتي ذلك بعد أن أظهرت الخريطة المستخدمة من قبل وزارة الدفاع في إحاطتها السبت، أن الجيش الروسي كان يحتل مناطق أكبر بكثير في تلك المنطقة، حيث أعلن نظام كييف انتصارات مهمة في الأيام الأخيرة في وجه القوات الروسية.

وأعلن الجيش الروسي السبت أنه "سحب" قواته الموجودة في منطقتي بالاكلياً وإيزيوم في شرق أوكرانيا، حيث أفادت كييف عن إحراز تقدم في هجومها المضاد، وذلك بهدف "إعادة تجميعها" بالقرب من دونيتسك إحدى عواصم الانفصاليين الموالين لروسيا.

وأعلن الجيش الأوكراني مطلع الشهر هجوماً مضاداً في الجنوب قبل أن ينفذ خلال الأسبوع الماضي اختراقاً مفاجئاً وخاطفاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي في منطقة خاركيف.

أوكرانيا تستعيد 3 آلاف كيلو متر 

أعلنت أوكرانيا، الأحد 11 سبتمبر (أيلول)، أنها استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها ثلاثة آلاف كيلومتر مربّع هذا الشهر، في إطار هجوم مضاد يتركّز في شمال شرقي البلاد، فيما أفاد مسؤول روسي بفرار "الآلاف" من منطقة خاركيف الأوكرانية إلى روسيا خلال 24 ساعة.

وأفاد الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه "منذ مطلع سبتمبر، عاد أكثر من 3000 كيلومتر مربع إلى السيطرة الأوكرانية. وفي محيط خاركيف، بدأنا التقدّم ليس في الجنوب والشرق فحسب، بل أيضاً باتجاه الشمال. نحن على بعد 50 كيلومتر عن الحدود".

وأكدت أوكرانيا الأحد أن قواتها تتحرّك لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى في محيط مدينة إيزيوم الاستراتيجية. وأفاد الجيش الأوكراني في تعميم بشأن الوضع الميداني الأحد، الذي يصادف مرور 200 يوم على بدء الهجوم الروسي، بأن "قواتنا دخلت كوبيانسك. تحرير المستوطنات جار في منطقتي كوبيانسك وإيزيوم التابعتين لمنطقة خاركيف". واستعاد الجيش الأوكراني 30 قرية وبلدة على الأقل في منطقة خاركيف شرقاً.

في المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها الأحد، إن القوات الروسية تضرب مواقع للجيش الأوكراني في منطقة خاركيف بضربات دقيقة التوجيه.

وكانت روسيا ذكرت في البداية أنها سترسل تعزيزات إلى منطقة خاركيف، لكنها أعلنت السبت أنها ستسحب قواتها إلى منطقة دونيتسك جنوباً.

تجميع القوات الروسية

وشهد السبت الـ10 من سبتمبر، تحولاً ميدانياً مهماً في القتال بشرق أوكرانيا. فقد أكدت روسيا أنها ستسحب قواتها من منطقة خاركيف، بينما أعلنت كييف أن جيشها سيطر على مركز لوجيستي مهم في إطار هجوم مضاد خاطف.

وفي وقت أقر فيه القيادي الانفصالي الموالي لروسيا في الشرق، دنيس بوشيلين، بأن المعارك في منطقة دونيتسك بين القوات الروسية والأوكرانية "صعبة جداً"، ذكر مسؤول أوكراني أن قوات بلاده تتقدم باتجاه مدينة ليسيتشانسك التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد معارك شرسة بالمدفعية في يوليو (تموز) الماضي.

ويُعَدّ إعلان موسكو عن سحب القوات وتأكيد كييف أن قواتها دخلت بلدة كوبيانسك التحوّلين الميدانيين الأكثر أهمية في القتال في شرق أوكرانيا حيث رجحت الكفة لصالح موسكو على مدى شهور. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أنه "من أجل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة لتحرير دونباس، اتُّخذ قرار بإعادة تجميع القوات الروسية المتمركزة في منطقتي بالاكليا وإيزيوم، لدعم الجهود على الجبهة في دونيتسك".

وتأتي أنباء الانسحاب بعد وقت قصير من نشر القوات الخاصة الأوكرانية صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر بالزي العسكري بحوزتهم أسلحة آلية "في كوبيانسك". وجاء في بيانها أن البلدة "كانت أوكرانية وستبقى كذلك دائماً". وسقطت البلدة التي تعد حوالى 27 ألف نسمة وتقع على طريق مهم لإيصال الإمدادات للقوات الروسية في الشرق في الأسبوع الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).

زيلينسكي: موسكو تأمل "كسر" مقاومة أوكرانيا في الشتاء

وفي وقت سابق السبت، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الجيش الأوكراني استعاد "ألفي كيلومتر من الأراضي" في سبتمبر، مؤكداً أن الجيش الروسي يتخذ "الخيار الصائب" بالفرار على وقع الهجوم الأوكراني المضاد في شمال شرقي البلاد وجنوبها.

أضاف زيلينسكي، "في الأيام الماضية، أظهر لنا الجيش الروسي أفضل ما لديه: ظهره. في أي حال، الفرار هو الخيار الصائب بالنسبة إليه". تابع، "لا مكان للمحتلين في أوكرانيا، ولن يكون لهم مكان أبداً".

وفي إطلالة أخرى، حذر زيلينسكي من أن موسكو تأمل "كسر" المقاومة الأوكرانية في الشتاء معولة على مشاكل التدفئة وإمكان تراجع زخم الدعم الغربي لكييف بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.

وقال خلال مداخلة خلال منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبية المنعقد في كييف، إن "روسيا تبذل كل الجهود لكسر مقاومة أوكرانيا وأوروبا والعالم خلال الأيام الـ90 لفصل الشتاء".

وأشار إلى أن روسيا تعول على "وحشية" الشتاء لأن "وحشية الإنسان لم تعد تكفي"، وذلك على خلفية استعادة القوات الأوكرانية مساحات كبيرة في شرق البلاد.

وشدد على أن روسيا قد تستهدف بضرباتها "الشركات والبنى التحتية التي تؤمن التدفئة" في أوكرانيا، داعياً الغرب لإمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

وقال، إن روسيا قد تعمد إلى قطع تام لإمداداتها من الغاز لأوروبا لإجبار العواصم الغربية على البحث عن تسوية مع موسكو. وتابع، "علينا أن نهيئ شركاتنا (...). الشتاء سيكون قاسياً علينا جميعاً، من لاتفيا وبولندا إلى بريطانيا والولايات المتحدة"، مضيفاً: "علينا أن نتخطى هذا الشتاء".

ودعا الغرب إلى الحفاظ على وحدة صفه في مواجهة روسيا محذراً من تراجع زخم الدعم لبلاده في الحرب الدائرة على أرضها. وشدد الرئيس الأوكراني قائلاً، "لا تتوقعوا أن نقول كفى، ما من كفى ما لم ننتصر"، محذراً من محاولات غربية لـ"دفع" أوكرانيا إلى تقديم تنازلات لموسكو.

ألمانيا تواصل إمداد أوكرانيا

من جهتها، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف، السبت، في زيارة مفاجئة قالت، إن هدفها تأكيد دعم برلين أوكرانيا في معركتها ضد روسيا.

وجاء ذلك بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال إلى برلين، حيث كرر مطالب كييف تزويدها بالأسلحة.

وتعهدت الوزيرة الألمانية مواصلة "إمدادات الأسلحة والدعم الإنساني والمالي".

وعلى مدى الأسابيع الماضية، أرسلت ألمانيا مدافع "هاوتزر" وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للطائرات إلى كييف، كجزء من ترسانة الأسلحة التي قدمها الغرب، ويقول مراقبون، إنها أضرت بإمكانيات الروس القيادية وفي توفير الإمدادات.

تأتي زيارة بيربوك في أعقاب زيارة مشابهة قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي تعهد بحزمة دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار تقريباً.

وقال بلينكن خلال اجتماع في بروكسل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن تحرك روسيا لإرسال تعزيزات يكشف أن موسكو تدفع "ثمناً باهظاً" لمحاولاتها انتزاع ومن ثم إحكام قبضتها على الأراضي الأوكرانية.

توقف العمليات بالكامل في محطة زابوريجيا

وفي تطور لافت، أعلنت شركة "إنرغواتوم" الحكومية المسؤولة عن تشغيل محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، الأحد، توقف العمليات بالكامل في المحطة التي تسيطر عليها روسيا، وأضافت الشركة أنها فصلت الوحدة السادسة بالمحطة عن شبكة الكهرباء.

وقالت "إنرغوأتوم"، "اليوم في 11 سبتمبر 2022 خلال الليل في الساعة 3:41 (1:41 بتوقيت غرينتش)، فصلت الوحدة رقم 6 عن الشبكة الكهربائية"، مضيفةً "تجري تحضيرات لتبريدها".

وقالت الشركة إن وقف عمل الوحدة على البارد يشكل "الوضع الأكثر أماناً" للمفاعل الذي كان لا يزال منذ ثلاثة أيام الوحيد الذي ينتج الكهرباء الضرورية لتبريد الوقود النووي ولسلامة الموقع.

واتُخذ قرار وقف المفاعل عندما استعاد الموقع الإمداد الخارجي بالتيار الكهربائي "الليلة الماضية" عبر أحد خطوط النقل.

وحذّرت الشركة من أنه "في حال تضررت خطوط النقل التي تربط الموقع بنظام الكهرباء، وهو ما لا تزال مخاطره عالية، فإن الحاجات الداخلية (للموقع) ينبغي أن تؤمّن من خلال مولّدات تعمل بالديزل". وكرّرت الشركة دعوتها لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المحطة، وهي الطريقة الوحيدة، بحسب قولها، لضمان سلامة المنشأة.

وعبّرت أوكرانيا وحلفاؤها عن مخاوف متزايدة بشأن سلامة محطة زابوريجيا. ويخيّم الارتباك منذ أسابيع حول موقع المحطة التي تعرّضت لضربات عديدة تتقاذف كييف وموسكو الاتهامات بالوقوف خلفها.

وتحدثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة عن انقطاع كامل للمياه والكهرباء في مدينة إنرغودار الأوكرانية حيث تقع محطة زابوريجيا، وهو وضع "يقوّض سلامة العمليات". وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي في بيان، إن "الوضع غير مقبول على الإطلاق. ولا يمكن أن يستمر"، ووجّه نداءً عاجلاً من أجل "وقف فوري للقصف" الذي يستهدف "المنطقة بكاملها".

وطلبت كييف من السكان في المناطق التي تحتلها روسيا حول المحطة النووية الإجلاء من أجل سلامتهم، وتتهم روسيا وأوكرانيا بعضهما بعضاً بقصف المحطة النووية ما ينذر بحدوث كارثة نووية.

وفي هذا السياق، أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مع زيلينسكي، السبت، وقال إن الوضع في المحطة "مقلق". وجاء في تغريدة أن الرئيس الأوكراني شدد خلال المكالمة على ضرورة انسحاب القوات العسكرية من الموقع.

المزيد من الأخبار