Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تطالب بمحكمة لجرائم الحرب الروسية وسط دعوات بإعداد "المخابئ"

ماكرون يتحدث عن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن في زابوريجيا وبن ولاس يقول إن خسائر موسكو ستؤثر في فعاليتها القتالية

رجال الإطفاء يخمدون أنقاض مجمع مطاعم دمرته ضربة صاروخية في خاركيف ثاني أكبر مدينة أوكرانية (أ ف ب)

نصحت أوكرانيا، اليوم الإثنين الخامس من سبتمبر (أيلول)، سكان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا منذ سنوات، بتجهيز ملاجئ للاحتماء من القصف وتخزين إمدادات، بينما تمضي كييف قدماً في خطط لشن هجوم مضاد كبير لطرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو.

وتطلب أوكرانيا منذ أسابيع من سكان المناطق التي تحت سيطرة روسيا في الجنوب الاستعداد والإخلاء قبل أن تشن هجوماً مضاداً، ومع ذلك كان تحذير الإثنين بارزاً، لأنه موجه إلى سكان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وليس للمناطق التي سيطرت عليها موسكو خلال اجتياحها هذا العام.

ويعتقد أن شبه الجزيرة، الواقعة في البحر الأسود، خارج مدى الأسلحة الأوكرانية، لكن انفجارات عدة وقعت في الآونة الأخيرة بمواقع عسكرية روسية في شبه الجزيرة أضفت شكوكاً على ذلك. وأحجمت كييف عن إعلان مسؤوليتها عن هذه الحوادث.

وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، "نطلب من سكان الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، اتباع توصيات المسؤولين (الأوكرانيين) خلال إجراءات إنهاء الاحتلال".

وكتب بودولياك على "تويتر" "بخاصة، إعداد ملجأ من القنابل، وتخزين كميات كافية من المياه وشحن بنوك الطاقة، كل شيء سيكون أوكرانياً".

محكمة خاصة لجرائم الحرب الروسية

وسعت الحكومة الأوكرانية، الإثنين، للحصول على دعم سياسي في بروكسل لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة العسكريين والسياسيين الروس الذين تعتبرهم مسؤولين عن بدء الحرب.

وطالب عدد من القادة الأوكرانيين، الذين حضروا مؤتمراً حول المساءلة عن جرائم الحرب في العاصمة الأوروبية بإنشاء محكمة مخصصة لمحاكمة الجناة من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، بجانب المحكمة الجنائية الدولية.

وبدأت بالفعل المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي تحقيقها الخاص في اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بعد أيام من بدء الاجتياح العسكري الروسي في 24 فبراير (شباط)، لكن المحكمة ليست لديها الصلاحيات الضرورية لمحاسبة المسؤولين عن العدوان على أوكرانيا.

وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "تعمل أوكرانيا من أجل إنشاء محكمة دولية خاصة من شأنها محاكمة جميع كبار قادة الاتحاد الروسي على العدوان العسكري ضد دولتنا".

ولم يتضح بعد الموقع المحتمل لهذه المحكمة، لكن يرماك اقترح أن تكون هيئة منشأة بموجب معاهدة بحيث‭‭ ‬يكون من الممكن محاكمة المشتبه فيهم غيابياً. ويمكن بعد ذلك احتجازهم إذا قاموا بزيارة إحدى الدول الموقعة على هذه المعاهدة.

ورفضت موسكو اتهامات كييف والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب، وقال الكرملين إنه شن "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح الجارة الجنوبية لروسيا.

وقالت روبرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي، الإثنين، إن المجلس "سيستمر في كونه من أكبر المؤيدين لإنشاء محكمة دولية خاصة" لمحاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو وزعماء آخرين.

وقال المدعي العام الأوكراني المعين حديثاً أندريه كوستين "لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في هذه الجرائم بسبب القيود القانونية، لكن لا يمكننا تركها تمر من دون عقاب، لذلك فإن إنشاء محكمة دولية خاصة هو قضية جوهرية بالنسبة لأوكرانيا".

"زابوريجيا" ما زالت تعمل

من ناحية أخرى، قال متحدث باسم شركة الطاقة النووية الحكومية في أوكرانيا "إنرغوأتوم" الإثنين، إن المفاعل السادس في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي استولت عليها روسيا، يعمل ويوفر حاجات المحطة من الكهرباء، على الرغم من انفصالها عن الشبكة.

وأضاف المتحدث أنه لم يتم تشغيل مولدات الديزل الاحتياطية في المحطة التي توفر الكهرباء اللازمة لعمليات التبريد في حال انقطاع التيار.

السبيل الوحيد

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا هو انسحاب القوات الروسية، وفق بيان لقصر الإليزيه.

خسائر روسيا ستؤثر في فعاليتها القتالية

من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الإثنين، إن روسيا تواصل فقد معدات مهمة وقوات في أوكرانيا، مضيفاً أن الخسائر سيكون لها تأثير طويل الأمد في فاعلية موسكو بالقتال.

وأضاف الوزير البريطاني "تواصل روسيا فقدان معدات مهمة وجنود، سيكون لهذا تأثير طويل الأمد في الجيش الروسي وفعاليته القتالية بالمستقبل".

روسيا تعلق مشروع استفتاء

أعلنت الإدارة التي عينتها روسيا لمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا الإثنين، تعليق التحضيرات لتنظيم استفتاء حول ضم موسكو لهذه الأراضي التي تتعرض لهجوم أوكراني مضاد واسع النطاق.

وقال كيريل ستريموسوف كبير مسؤولي الإدارة الروسية في خيرسون للتلفزيون الروسي العام "روسيا-1"، "كنا مستعدين للتصويت، وكنا نريد تنظيم استفتاء في وقت قريب جداً، لكن نظراً إلى المستجدات سنتوقف قليلاً في الوقت الراهن".

وأضاف ستريموسوف أن "ذلك يفسر بطريقة عملية، الأمر يتطلب عدم المضي قدماً بسرعة كبيرة وإنجاز المهمات الرئيسة، وتأمين الغذاء للسكان وضمان سلامة السكان".

بعد وقت قصير، أراد المسؤول نفسه التخفيف من وطأة تصريحاته، فأشار إلى "أن الأمر ليس تعليقاً"، لأن موعد الاستفتاء المقرر في الخريف لم يحدد أصلاً.

وقال في مقطع فيديو نشره على تطبيق "تيليغرام" إن "الاستفتاء سينظم مهما حصل، لن يلغيه أحد". وأضاف "لا تسير كل الأمور بالسرعة التي نتوقعها، كما نقول في بلدنا، لكن الأمور ستحصل عملياً".

منذ أسابيع، تؤكد السلطات الروسية في خيرسون وزابوريجيا أنها تحضر لاستفتاءات حول ضم المنطقتين إلى روسيا اعتباراً من الخريف، وهو ما حصل عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

لكن خيرسون ومنطقتها تتعرضان لهجوم مضاد تشنه القوات الأوكرانية التي تقول إنها استعادت بلدات عدة وكبدت الروس خسائر وأحدثت اضطرابات في خطوط الإمداد الروسية من خلال جعل الجسور الرئيسة في المنطقة غير سالكة.

وأعلن الجيش الأوكراني أنه أتلف في زابوريجيا بطاقات اقتراع مطبوعة معدة للاستفتاء في هذه المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأحد، إن قواته استولت على قريتين في جنوب أوكرانيا، وعلى ثالثة في شرقها إلى جانب مزيد من الأراضي في الشرق أيضاً.

ولم يذكر زيلينسكي على وجه التحديد مكان وجود هذه المناطق، ولم يأت أيضاً على ذكر موعد الاستيلاء عليها، مكتفياً بالقول إنه تلقى "تقارير جيدة" في اجتماع الأحد من قادته العسكريين ورئيس الاستخبارات.

وفي خطابه الليلي المصور شكر زيلينسكي قواته على تحرير قرية في منطقة دونيتسك في الشرق، والاستيلاء على أراض مرتفعة في منطقة شرقية أيضاً في اتجاه ليسيتشانسك - سيفرسك، وتحرير قريتين في الجنوب.

وفي وقت سابق الأحد، نشر أحد كبار مساعدي زيلينسكي صورة لجنود يرفعون علم أوكرانيا فوق قرية قال إنها تقع في منطقة جنوبية تستهدفها كييف في هجوم مضاد جديد.

وكتب نائب مدير مكتب الرئيس كيريلو تيموشينكو على "فيسبوك" معلقاً على صورة لثلاثة جنود واقفين على أسطح منازل، بينما يرفع أحدهم العلم الأوكراني على سطح "فيسوكوبيلا. منطقة خيرسون. أوكرانيا. اليوم".

وسيشكل الاستيلاء على القرية استرداداً حقيقياً للأرض في هجوم مضاد بدأ الأسبوع الماضي، ويستهدف جنوب البلاد.

ويركز الجهد العسكري الجديد بشكل رئيس على منطقة خيرسون التي استولت عليها القوات الروسية في بداية الصراع الحالي، وتقع خيرسون في شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2014.

أكبر قافلة من الحبوب

من جانب آخر، قالت أوكرانيا إنها أرسلت أكبر قافلة من السفن المحملة بالحبوب منذ بدء العمل باتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، وذلك بعدما غادرت 13 سفينة موانئها الأحد، وعلى متنها 282500 طن من المنتجات الزراعية للأسواق الأجنبية.

وجرى تحميل الشحنة، التي ستتجه إلى ثماني دول، في موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني على البحر الأسود. وكانت هذه الموانئ خاضعة للحصار الروسي، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في الـ22 من يوليو (تموز) الماضي لفك هذا الحصار.

وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية في بيان على "فيسبوك"، إن 86 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية بموجب هذا الاتفاق وعلى متنها مليونا طن من المنتجات الزراعية إلى 19 دولة.

وتم التوصل إلى الاتفاق بعد أن تعذر استخدام أوكرانيا طريقها الرئيس للتصدير عبر البحر الأسود بعد الهجوم الروسي وأغلقت موانئها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية ومخاوف من حدوث نقص في الإمدادات بأفريقيا والشرق الأوسط.

وقال المستشار الاقتصادي لزيلينسكي أوليه أوستنكو في يوليو، إن أوكرانيا تأمل تصدير 60 مليون طن من الحبوب في غضون ثمانية إلى تسعة أشهر، لكنه حذر من أن تصدير هذه الكمية ربما يستغرق 24 شهراً إذا لم تعمل الموانئ بالشكل الصحيح.

ميدفيديف يتهم برلين بشن حرب على موسكو

اتهم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الأحد، ألمانيا بشن "حرب هجينة" على روسيا، مبرراً وقف شحنات الغاز إلى برلين بسلوكها "غير الودي" في خضم النزاع مع أوكرانيا.

وتأتي هذه التصريحات في وقت توترت فيه العلاقات بين ألمانيا وروسيا، التي تدهورت أصلاً بسبب النزاع في أوكرانيا، بعد أن علقت موسكو تسليم برلين الشحنات عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم".

وقال ميدفيديف، في رسالة نشرت على "تيليغرام"، "يقول المستشار الألماني أولاف شولتز إن روسيا لم تعد مورداً موثوقاً للطاقة، أولاً ألمانيا بلد غير صديق، وثانياً فرضت عقوبات على الاقتصاد الروسي بأكمله، وتسلم أوكرانيا أسلحة فتاكة".

وأضاف "بعبارة أخرى أعلنت حرباً هجينة على روسيا، تتصرف ألمانيا كعدو لروسيا، والعم (شولتز) يفاجأ عندما يواجه الألمان مشكلات صغيرة مع الغاز".

وأعلنت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" الجمعة، تعليق عمليات التسليم كلياً عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، عازية ذلك إلى اكتشاف تسرب للزيت في أحد التوربينات.

ويرى الأوروبيون الذين يدعمون أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي أن موسكو تستخدم هذه الذريعة لإخضاعهم لابتزاز في مجال الطاقة مع اقتراب الشتاء، وتخشى عدة دول من مواجهة نقص.

وأكد شولتز الأحد، أنه حتى لو كانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز من روسيا، فإنها "قادرة على مواجهة فصل الشتاء"، معتبراً أن روسيا لم تعد "مورداً موثوقاً للطاقة".

وتتهم السلطات الروسية القادة الأوروبيين بأنهم مسؤولون عن الصعوبات في تسليم شحنات الغاز، مؤكدة أن العقوبات التي فرضت على موسكو إثر هجومها على أوكرانيا حرمت خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" من معدات تضمن عمله بشكل سليم.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأحد، إن الزعماء الأوروبيين يتعاملون مع أزمة الغاز "بصورة غير منطقية". وأضاف ساخراً "يتسبب هؤلاء السياسيون في موت مواطنيهم بالسكتات الدماغية عندما يتلقون فواتير الكهرباء" التي ترتفع بشكل جنوني.

حد أقصى لسعر الغاز

وسط هذه الأجواء، أظهرت وثيقة أن من المقرر أن يناقش وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي خيارات لكبح جماح أسعار الطاقة المرتفعة بما في ذلك وضع حد أقصى لسعر الغاز وخطوط ائتمان طارئة للمشاركين في سوق الطاقة.

ويجتمع وزراء الاتحاد الأوروبي في التاسع من سبتمبر الحالي لمناقشة الإجراءات العاجلة على مستوى الكتلة للتصدي لارتفاع أسعار الغاز والطاقة الذي يضر الصناعة في أوروبا ويزيد فواتير المنازل بعد أن أوقفت روسيا شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي.

المزيد من دوليات