Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محققون يسجلون حالات اختفاء قسري وتعذيب في أوكرانيا

الاشتباه في ارتكاب جريمة حرب ببلدة انسحبت منها القوات الروسية

بحث عناصر من الشرطة الأوكرانية عن الجثتين في غراكوف قرب خاركيف بحضور صحافيين (أ ف ب)

إضافة إلى الأحداث الميدانية العسكرية في الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، خيم البعد الإنساني والحقوقي على يوم الجمعة التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي. ففي وقت أعلن فيه محققو الأمم المتحدة أنهم وثقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسفي واختفاء قسري بأيدي القوات الروسية في أوكرانيا وعشرات الحالات المماثلة من قبل القوات الأوكرانية، عثرت السلطات الأوكرانية على جثتين في غراكوف شمال شرقي البلاد، وتشتبه في ارتكاب جريمة حرب في هذه البلدة.

ارتفاع في انتهاكات حقوق الإنسان

أشارت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان ماتيلدا بوغنر الموجودة في أوكرانيا منذ عام 2014 إلى ارتفاع حاد في انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط).

وفي لقاء مع الصحافيين من أوديسا تحدثت عن آلاف القتلى المدنيين ومئات الاعتقالات التعسفية، ووثقت التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب.

وأضافت أنه إذا ثبت أمام محكمة أن "أسير حرب تعرض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، فإن ذلك سيكون جريمة حرب".

وقالت إن فريقها تحقق من أن القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسفي أو أخفت 416 شخصاً في المناطق التي تحتلها أو تسيطر عليها.

وأشارت إلى أنه "من بين هؤلاء، وجد 16 شخصاً ميتاً وأطلق سراح 166".

وتابعت بوغنر أن الفريق وثق أيضاً 51 حالة اعتقال تعسفي و30 حالة أخرى قد ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، قامت بها هيئات إنفاذ القانون الأوكرانية.

أسيرات حوامل والتهاب الكبد والسل

وقالت إن البعثة تمكنت من "الوصول من دون عوائق" إلى أماكن الاحتجاز في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكن روسيا لم تسمح بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين في أراضيها أو المناطق التي تسيطر عليها. وأضافت، "يعد ذلك الأكثر إثارة للقلق منذ أن وثقنا أن أسرى الحرب الخاضعين لسلطة الاتحاد الروسي عانوا التعذيب وسوء المعاملة وافتقروا في بعض الأماكن إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي".

ووصفت "عملية ترحيب" يخضع لها المعتقلون الجدد يجبرون خلالها على السير في ممر يصطف على طوله حراس مسلحون يضربونهم بقوة أثناء مرورهم.

وبحسب الأمم المتحدة هناك على الأقل أربع حوامل بين أسيرات الحرب المعتقلات لدى موسكو والمجموعات المسلحة الموالية لها.

وحثت بوغنر روسيا على النظر في الإفراج الفوري عن عدد من أسيرات الحرب الحوامل المحتجزات في أماكن تسيطر عليها لأسباب إنسانية. وأكدت أن البعثة تتابع هذه الحالات من كثب.

وأعربت بوغنر عن قلقها الكبير في شأن الوضع الصحي في معتقل أوليفنيفكا، إذ قالت إن أسرى الحرب يعانون أمراضاً معدية بما في ذلك التهاب الكبد أو السل.

تعذيب وسوء معاملة للأسرى الروس

كذلك وثقت البعثة بعض حالات التعذيب وسوء المعاملة للأسرى الروس الذين يحتجزهم الأوكرانيون، خصوصاً خلال القبض عليهم ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت بوغنر، "في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة (الأوكرانية) قمنا بتوثيق حالات التعذيب وسوء المعاملة لأسرى الحرب عادة عند القبض عليهم أثناء الاستجواب الأولي أو نقلهم إلى معسكرات الاعتقال".

وتمكنت الأمم المتحدة من تفقد معسكر لأسرى الحرب في أوكرانيا، إلا أن غالبية الأسرى "معتقلون في سجون ما يشكل انتهاكاً للقاعدة التي تنص على أن أسرى الحرب يجب ألا يوضعوا في عزل مشدد".

وفي القرم نددت بوغنر بـ"تدهور كبير" في وضع حقوق الإنسان، مشيرة إلى قيود مفروضة على ممارسة الحريات الأساسية والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية.

وبحسب الأمم المتحدة تم سوق أفراد اعتقلوا في خيرسون التي تحتلها روسيا إلى القرم.

وأوردت بوغنر، "نحن قلقون من أن أنماط انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014 قد تتكرر في الأراضي التي احتلتها روسيا الاتحادية حديثاً حول أوكرانيا".

ومن المقرر أن تصدر البعثة في 27 سبتمبر تقريراً كاملاً عن تداعيات الهجوم الروسي على حقوق الإنسان في أوكرانيا.

الاشتباه في ارتكاب جريمة حرب

وفي ما يخص الاشتباه بارتكاب جريمة حرب قامت شرطة منطقة خاركيف، حيث تقع بلدة غراكوف ومكتب المدعي العام من بلدة تشوغويف المجاورة بنبش الجثتين بحضور نحو 20 صحافياً.

في الموقع قال سيرغي لوتساش من سكان غراكوف للصحافة إنه دفن الجثتين تحت تهديد جنود روس مسلحين في مارس (آذار)، بعد وقت قصير من بدء الهجوم في الـ24 من فبراير (شباط).

وأضاف، "جاؤوا إلى منزلي. كنت مع والدي البالغ 70 سنة. كنت أخشى أن يهددوه. قالوا لي أن آتي لحفر حفرة".

وعلى التحقيق الذي يقوده مكتب المدعي العام تحديد أسباب وظروف وفاة الرجلين من خلال تشريح الجثتين، واستناداً إلى أقوال الشاهد الرئيس سيرغي لوتساش كما قال عضو في فريق الادعاء لم يرغب في الكشف عن اسمه.

وفي البلدة التي كانت في خضم معارك عنيفة في الأسابيع الماضية سجل دمار كبير في المساكن الفردية أو الجماعية، وفي الكنيسة التي دمر برج جرسها جزئياً.

وحذر الشرطيون الذين رافقوا الصحافيين، الجمعة، من أنه لم تتم بعد إزالة الألغام من البلدة، وأن من الخطر السير خارج الطريق أو دخول منازل مهجورة.

وأعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب كبيرة في الأيام الماضية في منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا، إذ أكدت أنها اخترقت خطوط الدفاع الروسية، وذلك بفضل هجوم مضاد شن الأسبوع الماضي.

واتهمت القوات الروسية بارتكاب تجاوزات عديدة أثناء احتلالها لضواحي كييف في بداية الحرب قبل انسحابها منها أواخر مارس.

الجيش الأوكراني يستعيد 30 مستوطنة

وعلى الصعيد الميداني، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن القوات الأوكرانية حررت أكثر من 30 مستوطنة في منطقة خاركيف في إطار هجوم مضاد ضد روسيا.

وأضاف في كلمة عبر الفيديو أن القوات في كييف تواصل بنجاح عملياتها النشطة في مناطق عدة.

المزيد من الأخبار