Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نظرة إلى خرائط الحرب في أوكرانيا والتوازنات العسكرية

"العملية العسكرية الخاصة" التي أمر بها فلاديمير بوتين تسببت في حرب دموية على مدن الجار الغربي

من احتفالات عيد الاستقال في شوارع كييف في أغسطس 2022 (أ ف ب)

مرت الآن ستة أشهر على الغزو الشامل لأوكرانيا الذي طالما كان يُخشى وقوعه والذي بدأ في 24 فبراير (شباط) عندما أعلن فلاديمير بوتين عن "عمليته العسكرية الخاصة" في خطاب متلفز توجه به إلى شعبه.

ومنذ ذلك الحين والمدن الأوكرانية تقبع تحت الهجوم حيث يبدي السكان مقاومة شجاعة في الشوارع للتأكيد على أن السيطرة بعيدة كل البعد من النزهة الشكلية التي افترض بوتين والجيش الروسي بأنها ستكون عليه.

وبصفته رئيساً للبلاد، يضرب فولوديمير زيلينسكي مثلاً في القيادة من وسط شوارع العاصمة كييف، ويحشد المجتمع الدولي بلا كلل للحصول على الدعم، في حين تعيق قواته تقدم القوات المسلحة الروسية قدر المستطاع.

وفي غضون ذلك، يواصل المعتدي استخدام تكتيكات حرب الحصار الوحشية، ويحيط بمدن البلاد ويعرضها لحملات قصف مكثفة، وهي استراتيجية شهدناها سابقاً في الشيشان وسوريا.

تعرضت مدن أمثال خاركيف وماريوبول للقصف بالصواريخ الروسية سعيا لتحقيق مكاسب تدريجية على الأرض في شرق وجنوب أوكرانيا، بينما أدى استهداف المباني السكنية والمستشفيات ودور الحضانة إلى اتهامات مشينة باستهداف المدنيين عمداً وارتكاب جرائم حرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإلى الغرب، فرّ أكثر من 5 ملايين لاجئ من القتال، وتدفقوا على بولندا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا ومولدوفا المجاورة، مما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.

انضم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى قوى عالمية أخرى في إدانة هجوم موسكو "الذي لم يسبقه أي استفزاز وغير المبرر" ووعدوا بمحاسبتها، حيث فرضت القوى الغربية سلسلة أخرى من العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد البنوك والشركات الروسية.

انخفض الروبل الروسي منذ ذلك الحين إلى أدنى مستوياته التاريخية مقابل الدولار الأميركي، مما أجبر البنك المركزي في البلاد على فرض ضوابط على رأس المال حيث تتم مقاطعة الشركات الروسية في جميع أنحاء العالم ومنع نجوم الرياضة والموسيقيين من المشاركة في المسابقات الدولية بينما يرأس بوتين دولة أضحت منبوذة بسبب أفعاله.

 

تصاعدت وتيرة التوترات في أوروبا الشرقية منذ ديسمبر (كانون الأول) عندما نشرت روسيا ما يقدر بنحو 130 ألف جندي على طول حدودها الغربية ثم نشرت 30 ألف جندي آخر في بيلاروس، ونفت باستمرار أن يكون لديها أي نية في شن توغلات في أوكرانيا.

احتدم الوضع بشكل كبير عندما قرر السيد بوتين الاعتراف رسمياً بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في جمهورية دونيتسك الشعبية (DPR) وجمهورية لوهانسك الشعبية (LPR) كدولتين مستقلتين، مما مكنه من تحويل الموارد العسكرية إلى تلك المناطق تحسباً للهجوم المقبل تحت ستار توسيع رقعة الحماية للحلفاء.

وجاء قرار الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية، اللتين أعلنتا الاستقلال للمرة الأولى في مايو (أيار) 2014 وانخرطا في صراع دموي منذ ذلك الحين، عقب نداء استغاثة مباشرة للحصول على مساعدة عسكرية ومالية من قادتهما، دينيس بوشيلين وليونيد باسيتشنيك.

ونفت روسيا في السابق اتهامات وجهتها لها أوكرانيا والناتو بأنها كانت تساعد في تسليح وتمويل المتمردين في معركة أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

انتقد المجتمع الدولي على الفور الخطوة الروسية المدروسة والمحسوبة حيث أعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن "قلقه الشديد".

وأصر فاسيلي نيبينزيا، المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، آنذاك على أنه لن يكون هناك "حمام دم جديد" في شرق أوكرانيا، لكنه حذر الغرب وطلب منهم "التفكير ملياً" قبل أن [يتخذوا خطوات من شأنها] تفاقم الوضع.

والسبب وراء كل ذلك هو معارضة بوتين الشرسة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو بحثاً عن حماية أكبر.

يُعتقد أنه يرغب في عودة الدول السابقة التابعة للاتحاد السوفياتي مثل أوكرانيا وجورجيا وربما بيلاروس وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى ربوع لا يزال يعتبرها وطنه الأم، معرباً عن أسفه لاستقلال هذه الدول منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1989.

ضم زعيم الكرملين سابقاً شبه جزيرة القرم في عام 2014 رداً على تصويت أوكرانيا ضد حليفه فيكتور يانوكوفيتش، متجاهلاً الاحتجاجات والإدانة الدولية التي أعقبت ذلك.

فيما يلي خريطتان لشرح الوضع المضطرب في أوكرانيا مع بدء الصراع.

تظهر الصورة الأولى حدودها داخل أوروبا القارية (مولدوفا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا تقع في الجنوب الغربي والغرب بينما تقع بيلاروس في الشمال) ومدنها الرئيسية.

والصورة الثانية توضح بالتفصيل الغارات التي شنتها القوات والدبابات والعربات المدرعة ووحدات المدفعية الروسية التي لا تزال متمركزة في الشرق والجنوب.

يتمتع الجيش الروسي بوجود مكثف في شبه جزيرة القرم وكذلك القوات البحرية الكامنة في البحر الأسود، والتي أوقفت صادرات الحبوب معظم فصل الصيف، مما تسبب في نقص بالمتاجر الأوروبية.

ومما يزيد من خطورة الوضع بالنسبة لأوكرانيا الفجوة الكبيرة في القوة العسكرية بين المقاتلين.

فبينما كان عديد القوات العسكرية في أوكرانيا أدنى من 250 ألف في بداية الصراع، كان لدى روسيا ما يقرب من مليون جندي تحت تصرفها.

كما أن لديها معدات عسكرية أكثر تطوراً وعتاداً، على الرغم من أن التبرع بالأسلحة إلى كييف من قبل الحلفاء ساعد في تكافؤ الفرص في هذا الصدد.

وفي حديثه عن التفاوت بين الجيشين، قال فاديم بريستايكو، سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، إنه من المؤسف أن بلاده ليست عضواً في الناتو.

وقال "لسنا من أفراد هذه العائلة [الأطلسية] ونواجه بمفردنا أكبر جيش في أوروبا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات