Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يُعدّ مشروع "ثلاثون ثانية إلى المريخ" لجاريد ليتو الأسخف في تاريخ هوليوود؟

كشف النجم السينمائي ومؤسس الفرقة أنه كتب 200 أغنية لفرقة الروك الشهيرة ذائعة الصيت أثناء الإغلاق. يا للعجب

 لا شك في أن فرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" تربط بين اثنتين من الكليشات غير العصرية وهما فرقة الروك الشهيرة المضخَّمة وحبُّ الأنا الهوليوودي.(غيتي)

كان جاريد ليتو مشغولاً حقاً، ومن خلال لعب دور البطولة بشخصية مصاص الدماء الخارق "موربيوس" في فيلم "موربيوس" Morbius، فقد قدّم أخيراً عملاً مُقَولَباً كلاسيكياً لجمهورٍ غافلٍ وغير جدير، وهو فيلم مروّع، لكنّه يسبب الإدمان إلى درجةٍ تدفعنا للتفكير في ما إذا كان "الرهيب" و "العبقري" شيئين مختلفَين. غير أن ليتو ذي الخمسين عاماً والفائز بالأوسكار لا يزال في طور البداية وحسْب، وقد كشف أخيراً لمجلة "كيرانغ" الأسبوعية التي تُعنى بموسيقى الروك أنه في أثناء فترة الإغلاق عاد إلى الاهتمام بفرقة موسيقى الروك الخاصة به التي تحمل اسم "ثلاثون ثانية إلى المريخ".

"لقد ألَّفتُ حوالى 200 أغنية وأنتجت الفرقة مواد تكفي لألبومين أو ثلاثة، سنبدأ بطرحها في القريب العاجل" يقول ليتو.

ثلاثة ألبومات جديدة لفرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ"؟ ومئتا أغنية؟ فلتنسوا أزمة المناخ والتضخم المتسارع، إليكم الكابوس الذي لم نتوقع مجيئه يوماً. لئن كان ليتو أحد أقدر الممثلين في جيله، إلا أنه تربّع مع فرقته" ثلاثون ثانية إلى المريخ" على عرش أحد أسخف مشاريع الغرور في تاريخ هوليوود. ولو كان موربيوس مصاص الدماء السحري فرقة روك لكان فرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" بهذا المزيج من الأنا الصاخبة بشَعرِها وأسنانها وميلودراميتها.

وما يثير الإعجاب أكثر هو ذلك الوقت الطويل الذي أبقى فيه ليتو على فرقته "ثلاثون ثانية إلى المريخ – التي تم تشكيلها عام 1998 مع شقيقه شانون ضارب الطبلة – في منزلةٍ متقدمة. في 27 أغسطس (آب) تحلّ الذكرى السنوية العشرين لأول ظهور للفرقة – وهو رقم قياسي جمع بين الوعي الذاتي لفرقة "يو تو" U2، وتواضع فرقة "الـــ1975" The 1975 ودِقّة فرقة "ميوز" Muse في ذروة سنوات نظرية المؤامرة. وتعلو كل ذلك الوقاحة والأصوات الغنائية الهيستيرية وعويل الغيتارات. 

في ظاهر الأمر، لم تكن الجودة الفائقة لـ"30 ثانية إلى المريخ" فريدة من نوعها. لقد كانت فرق الروك السخيفة في هوليوود ظاهرةً مؤسفة يعود تاريخها على الأقل إلى التسعينيات. هل تذكرون فرقة "بي" P التي أسّسها جوني ديب صاحب بدلة الغرنج الساخرة، والأميركي جيبي هاينز قائد فرقة "باتهول سرفرز" Butthole Surfers مع من كانوا ضمن نادي "ذا فايبر روم" The Viper Room المملوك لجوني ديب عندما انهار الممثل والموسيقي الأميركي ريفر فوينكس في الشارع خارج النادي عام 1993؟

من جانبه عزف كيانو ريفز على غيتار ألبيس في مهرجان غلاستونبيري مع فرقة "دوغستار" Dogstar لموسيقى الروك في عام 1999 وقُذِف بالفاكهة لسوء أدائه. في تلك الأثناء، كان قد مضى وقت طويل على دخول الممثل راسل كرو في نزال مصارعة مع الذائقة الحسنة من خلال فرقة موسيقا الروك التي أسسها وهي فرقة "ثيرتي أود فوت أوف غرنتس" Odd Foot of Grunts 30. في التسعينيات، كانت ريشة غيتار قد يلقي أحدهم بها من فوق كتفه لربما تصيب أحد نجوم الأفلام من الرجال الذين شعروا في تلك الحقبة أن موهبتهم الحقيقية تكمن في إطلاق العنان لكورت كوبين (نجم الروك اللامع) القابع داخل كل واحد منهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دائماً ما كانت فرقة ليتو شيئاً آخر تماماً وذلك لسبب واحد ببساطة، إذ كان من المستحيل رفض أعضاء الفرقة بكونهم حالةً عابرة من خارج المنهج لشخصية من شخصيات الصفّ الأول مصابة بالملل. فمنذ البداية، أخذ ليتو الفرقة على محمل الجد مثل أي دور من أدواره السينمائية.

وقد تجلّى ذلك في أول ظهور فردي للفرقة باسم "برج الجدي Capricorn (اسم جديد تماماً)". إذ يظهر ليتو في ذلك الفيديو مرتدياً بدلة بيضاء سخيفة ويعوي مردداً "وهكذا أهرب، وأختبئ وأمزق نفسي/ أبدأ مرة أخرى باسم جديد تماماً". يفعل ذلك بنفس الحماسة اللاهبة في دوره الخارق كمدمن مخدرات قبل عامين في فيلم "مرثيّة حلم" لـ دارين أرونوفسكي.

وسُرعان ما لقي الألبوم الأول رواجاً بين الجمهور، فقد بيعَت أكثر من 100,000 نسخة وكان بمثابة نقطة انطلاق للصعود اللاحق لفرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ". إلا أن النقاد كانوا أقل إعجاباً بعمل جاريد وشانون الذي بدا به بالترقيع قياساً إلى بينك فلويد وناين إنش نايلز و يو تو. كذلك لم ترُق لهم كلمات الأغاني المتكلّفة التي ألّفها ليتو والتي كما أوضح لمجلة "فلونت" Flaunt  انبثقت من "رغبة أكيدة في التغيير والتجديد وبداية جديدة، وبالتالي من أجل النجاة".

"لقد أضرَّت أشعار ليتو المحيّرة والمدَّعية وتلك الجودة المبالغ فيها للغيتارات الثقيلة بالألبوم" كتَبت مجلة رولينغ ستون منتقدة، مضيفةً أنَّ "أداء ليتو لكلِماته الجادة التي يخالطها الخيال العلمي يصبح رتيباً على مدار الألبوم". 

حسناً، أياً كان رأي مجلة رولينغ ستون فقد تبيّن أنّ "الحيرة" و"الادّعاء" هما ما أراده معجبو ليتو بالضبط، ولو أن النقاد لم يتفقوا عبرَ الأسطوانات الأربع المتعاقبة فإن المجموعة ستواصل الإصدار حتى عام 2018 واستمرت قاعدة معجبيها تنمو وتكبُر. وأحيت الفرقة حفلاً في مركز "أو تو" O2 في لندن في ثلاث مناسبات، بالإضافة إلى مشاركاتهم البارزة في مهرجانات ريدينغ وليدز وداونلود.

كانت لعلاقتهم مع مشجّعيهم منذ البداية سِمَة عبادة الأبطال، ومنذ بواكيرعلاقة الغرام تلك، أخذت الفرقة تصف معجبيها بابتهاج – الذين يشيرون إلى أنفسهم بلقب "ذا إيشلون the Echelon" أي النخبة – على أنهم "طائفة".

قبل ثلاث سنوات أقدم ليتو على اتخاذ الخطوة المنطقية بدعوته المتشددين من جمهوره إلى خلوة للاعتكاف في كرواتيا. تحت لهيب الشمس الحارقة في جزيرة خاصة في البحر الأدرياتيكي، ارتدى المغني/ الممثل عباءات بيضاء وشارك الحاضرون في دروس اليوغا وحصلوا على أوشام.

أُطلِق على اللقاء اسم "جزيرة المريخ" وبدت صور ليتو وهو يقود أتباعه الذين ارتدوا ثياباً بأغطية رأس تشبه ثياب الرهبان وكأنها صور من كوكب آخر. لكن اللقاء كان ناجحاً وقد كرّره ليتو مرة أخرى في عام 2021، حيث دفع أعضاء "الإيشلون" ما يتراوح بين 1500 دولار إلى 6500 دولار مقابل تجربتهم "الحصرية" مع فرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" (كانت بطاقات فئة 6500 دولار تشمل "نشاط VIP مع جاريد").

ومع ذلك، حتى مع توسع الإيشلون، كان آخرون يقفون إلى جانب النقاد. فرودو نفسه وإيلايجا وود كانا من أوائل من سدد سهام النقد. وفي عام 2003 صرَّح بأن مؤسس "ثلاثون ثانية إلى المريخ" رجلٌ معتوه فظيع!" (سيواجه ليتو وود لاحقاً في حفل لتوزيع الجوائز).

وصفُ "معتوه فظيع" هو الوصف الذي سيلقى صدى لدى الكثيرين الذين ناصبوا الفرقة العداء، وليس الأمر أن الناس لا يحبون عروض روك ليتو الفضائية، فالسلبية أعمق بكثير. في الفرقة ما يثير نفوراً ينبع من الأحشاء ويطغى على الازدراء الذي يتعلق بمشاريع موسيقى الروك لنجوم السينما الآخرين.

"أجدهم عاديّون جداً بنحو لا يطاق وألبوماتهم لا تثير شيئاً في نفسي ببساطة"، ذلك ما كتبه أحد مستخدمي موقع ريديت Reddit رداً على تساؤل أحد معجبي ليتو عن سبب إثارة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" مثل هذا الكراهية. "حضور جاريد ليتو أشبه بأداةٍ جوفاء، سواء الطريقة التي يغني بها أو مقاطع الفيديو الموسيقية"، نقرأ في أحد التعليقات الأوجز. 

أكانت جوفاء أم لا، لا شك في أن فرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" تربط بين اثنتين من الكليشات غير العصرية وهما فرقة الروك الشهيرة المضخَّمة وحبُّ الأنا الهوليوودي.

كان ذلك الشعور بالعظمة مركزياً في موسيقاهم منذ البداية. ولأول مرة يمزج أول عمل أطلقته الفرقة بين أسلوب المغني ميتلوف Meat Loaf  والإيمو – ويضاف إلى ذلك الإنتاج المتميز بشكل مناسب من منسّق بوب إيزرين منسّق أعمال بينك فلويد/ ناين إنش ناين نيلز. لم يتغير الكثير بحلول عام 2018، وفي أحدث ألبوماتهم، أميركا، كان ليتو لا يزال يغني مثل البانشي القادمة للتوّ بعد انحسار التطهير ويتناول مواضيع من قبيل موت الحلم الأميركي والحياة الجنسية بعبارات جعلت بونو يبدو مثل مارك إي سميث.

"عبر أرض الدم والأحلام... سأنقذ قلبك من الانكسار" كُتِب على ألبوم Great Wide Open. بينما في أغنية "الليلة الخطرة" Dangerous Night التي جاءت على طريقة التكنو، يقول ليتو: "أنا رجل يحترق/ وأنتِ رغبة عنيفة". انظروا إلى أوبرا روك "زولاندر" Zoolander التي لم نكن نعرف أننا بحاجة إليها.

وبالطبع يجب أن يرجع الفضل إلى ليتو للحفاظ على استمرار الفرقة لمدة 20 عاماً. لقد شهِدت الفرقة قراءات نقدية فظيعة، كما أثارت كراهية الهوبيت ودعوى قضائية بقيمة 30 مليون دولار ضد علامتهم السابقة EMI. وقد تضمّن فيلمهم الذي حمل عنوان "قطعة أثرية" لعام 2012 هذه المعركة القانونية المطوّلة حيث وُفِّق الفيلم في تصوير الفرقة كضحية لجشع صناعة الموسيقى بعد أن حاولَت الانسحاب ممّا اعتبرَته عقداً مُجحِفاً (تم تسوية النزاع في نهاية المطاف خارج المحكمة).

أياً يكن فإن حقيقة أن فرقة "ثلاثون ثانية إلى المريخ" لا تزال تستقطب الاهتمام بعد عقدين من ظهورها للمرة الأولى هي إطراءٌ مُبطّن على نجاحها. كان كل من رايان غوسلينج، كيفن بيكون وبادي كونسيدين ممثل فيلم بيت التنين أعضاءً في فِرق، حتى أنّ كونسيدين سيصدر ألبوماً يحظى بالاستحسان هذا العام. هل يمكنكم تذكّر أي منهم؟

من خلال فرقته "ثلاثون ثانية إلى المريخ"، أمتَع ليتو المشجِّعين وأغضب المنتقدين لمدة عشرين عاماً، ومهما يكن رأيك في موسيقاه – يمكننا أن نتفق على أنها مثيرة للانقسام – لا يمكنك المجادلة في ديمومتها أو في قدرته على إصدار أغنيات مِثلَ موربيوس تركت بصمتها على الثقافة الشعبية.

© The Independent

المزيد من ثقافة