Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأفغان يواجهون المجاعة والشتاء على الأبواب

أظهرت المجتمعات المحلية بالبلاد قدرة مذهلة على الصمود في مواجهة الجوع وسط انهيار الأسر

حالة الطوارئ الإنسانية في أفغانستان متواصلة الفصول ويرتقب أن تتفاقم مع اقترابنا من شتاء أفغاني قارس جديد (رويترز)

قبل عام واحد بالضبط، تابع العالم في حالة من الهلع المشاهد المروعة للإجلاء العشوائي من مطار كابول في أعقاب استيلاء "طالبان" على أفغانستان، وهي المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام العالمية.

ومنذ ذلك الحين تحولت أنظار العالم على نحو مفهوم إلى الأحداث المدمرة التي تمخضت عنها الحرب في أوكرانيا. إن شعب أفغانستان يدرك جيداً عواقب استمرار الصراع وغياب الأمن والنزوح، ونحن نقف متضامنين مع شعب أوكرانيا.

ومع ذلك، بالنسبة لملايين عدة من الرجال والنساء والأطفال في أفغانستان، فإن حالة الطوارئ الإنسانية، التي استجاب لها العالم بسخاء في العام الماضي، لم تطوَ بعد [متواصلة الفصول]، ومن المتوقع أن تتفاقم مع اقترابنا من شتاء أفغاني قارس جديد [على الأبواب].

في الأشهر الاثني عشر الماضية،  خفف على نطاق ضيق [لا يذكر] طوق العقوبات المالية الصارمة التي فرضها المجتمع الدولي رداً على استيلاء الطالبان على السلطة. ولا تزال احتياطيات المصارف المركزية مجمدة، كما أن المساعدة الإنمائية الطويلة الأجل معلقة إلى حد كبير. ونتيجة لذلك، انهار النظام المصرفي وانكمش الاقتصاد بنسبة 30 في المئة تقريباً، كما توقف سداد أجور العديد من موظفي الحكومة لعدة أشهر وارتفع مستوى البطالة ارتفاعاً كبيراً. وعلاوة على ذلك فإن البلاد ترزح تحت وطأة السنة الثانية من جفاف محكم خلف أثراً مدمراً في إنتاج الأغذية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أظهرت المجتمعات المحلية في جميع أنحاء أفغانستان قدرة مذهلة على الصمود في مواجهة الجوع الشديد والديون المتزايدة وتفشي البطالة، لكن آليات التكيف داخل الأسر والمجتمعات باتت منهكة إلى درجة الانهيار. وساهمت هذه القدرة على الصمود، التي يتميز بها الأفغان، إلى جانب برنامج ضخم للمساعدة الإنسانية تقدمه الأمم المتحدة ومجموعة صغيرة من المنظمات غير الحكومية، في تجنب المجاعة الجماعية خلال الشتاء الماضي.

غير أن هذا الدعم كله لا يشكل بديلاً عن دوران عجلة الاقتصاد ولا يغني عن المساعدة الإنمائية الطويلة الأجل. إن تواصل فصول الجفاف والانهيار الاقتصادي يعني أن احتمالات المجاعة والموت جوعاً في الشتاء المقبل واقعية كثيراً [مرجحة]. لقد عملت في منظمة الإغاثة الإنسانية الإنسانية والإنمائية البريطانية لأفغانستان "أفغان إيد" Afghanaid، لأكثر من 18 عاماً، والخيارات العسيرة [تعصى الخيال] التي تجبر العائلات على اتخاذها من أجل البقاء على قيد الحياة تتجاوز أي شيء رأيته في حياتي.

وتعمل هذه المنظمة في أفغانستان منذ عام 1983، ولها تاريخ حافل في التكيف مع التغيرات في الحكم والصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي. ومع ذلك، وبالنظر إلى المشهد القاتم جداً في الأشهر الاثني عشر الماضية، لم يكن الاستمرار في إنجاز عملنا الحيوي أمراً اعتيادياً. لقد تمكنا من التفاوض بسرعة لإعادة فتح مكاتبنا، وعودة الرجال والنساء إلى العمل، وهذا أمر هام، إذ يستحيل على منظمة مثل منظمة "أفغان إيد" أن تعمل على ما يرام من دون هذه المقومات.

ويعود الفضل إلى سخاء داعمينا في المملكة المتحدة وعلى الصعيد العالمي، في تمكننا من دعم أكثر من 1.2 مليون شخص في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في أفغانستان بمساعدة طارئة. وشمل ذلك توصيل الأغذية، وتقديم المساعدة النقدية المباشرة، ومساعدة الأسر على العثور على مأوى آمن والحصول على الضروريات الأساسية مثل المواقد والبطانيات للطهي والتدفئة خلال أشهر الشتاء الباردة. وأدى هذا الدعم إلى الحد من المشقة وأنقذ الأرواح.

وتواصل منظمة "أفغان إيد" الدعوة إلى تعزيز المجتمع الدولي دعمه التمويلين الإنساني والإنمائي طويلي الأجل، اللذين تشتد الحاجة إليهما للمساعدة في التصدي للفقر شبه الشامل الذي أصبح الآن واقعاً في جميع أنحاء أفغانستان. إن استمرار الدعم الإنساني أمر حيوي لتلبية احتياجات الأسر الأفغانية الآن وخلال فصل الشتاء المقبل.

وتشير التقديرات إلى أن 92 في المئة من السكان ليس لديهم حالياً ما يكفي من الطعام. ويرتفع هذا الرقم إلى 100 في المئة بين الأسر التي تتولى مسؤوليتها النساء، إذ يحتمل أن يواجه ما يصل إلى 1.1 مليون طفل دون سن الخامسة سوء التغذية هذا العام.

بيد أن الحل الأطول أجلاً يجب أن يقتضي تخفيف العقوبات واتخاذ تدابير لإعادة تنشيط الاقتصاد، إذ تؤثر العقوبات تأثيراً مدمراً في حياة عامة الأفغان ، ما يدفع بالملايين إلى [براثن] الفقر ومكابدة غياب الأمن الغذائي. وسيستغرق التعافي من هذه الآثار سنوات. وحري بالحكومات الغربية أن تجد المزيد من السبل البناءة للتعامل مع أفغانستان.

ومن أجل توفير الدعم المباشر للمرأة في المناطق الريفية في أفغانستان، تقوم منظمة "أفغان إيد"  بإدارة حملة ونداء لجمع التبرعات بعنوان: By Her Side "نقف معها". وحتى 30 أيلول (سبتمبر)، كان ذلك مدعوماً بتمويل ملائم بموجب  خطة حكومة المملكة المتحدة المعروفة بـ"إيد ماتش" Aid Match scheme. ومن خلال التبرعات السخية من الجمهور البريطاني، نأمل في الوصول إلى آلاف النساء الأخريات اللائي يعشن في ظروف هشة، والحد من انعدام الأمن الغذائي وتغيير حياة أسرهن من خلال إطلاق إمكاناتهن غير المستغلة.

ويعد التمويل من هذا القبيل نقطة انطلاق حيوية، إلا أن شعب أفغانستان برمته يحتاج إلى مزيد من الدعم العاجل من المجتمع الدولي.

يشغل عبد الرحمن طارق منصب مدير تنفيذ البرامج والجودة في منظمة "أفغان إيد ".

© The Independent

المزيد من آراء